تصدّر ائتلافه الانتخابات العراقية.. من هو محمد شياع السوداني؟
قبل تكليفه برئاسة الحكومة الأخيرة، في العام 2022، كان المهندس الزراعي السابق، يعد من بين السياسيين المغمورين على الساحة العراقية.
ومع إجراء الانتخابات النيابية في العراق، وتصدر كتلته النتائج الأولية، بات السياسي الشيعي الأبرز حالياً، مرشحاً لولاية ثانية على رأس الحكومة العراقية.
من الزراعة إلى الوزارة
وُلد محمد شياع شبار السوداني، في 4 مارس-آذار العام 1970، في بغداد، لعائلة تنحدر أصولها من محافظة ميسان الواقعة في جنوب العراق، وتقطنها أغلبية شيعية.
درس الزراعة في جامعة بغداد، وعمل مهندساً زراعياً قبل أن يدخل عالم السياسة بعد العام 2003، وهو العام الذي شهد سقوط النظام السابق، وولادة مرحلة جديدة من التحولات السياسية في العراق.
بدأ السوداني نشاطه السياسي في مناصب محلية، إذ شغل منصب قائم مقام مدينة العمارة، ثم انتخب محافظاً لميسان.
العام 2010، شهد دخول السوداني إلى تشكيلة الحكومة العراقية لأول مرة، عندما شغل وزارة حقوق الإنسان في حكومة نوري المالكي الثانية حتى العام 2014، ومن ثم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي حتى العام 2018.
شغل السوداني أيضاً في هذه الأثناء، مناصب وزارية مؤقتة بالوكالة، إلى جانب مناصب أخرى خارج الحكومة.
وفي أكتوبر-تشرين الأول 2022، كُلّف السوداني برئاسة الحكومة العراقية من قبل الرئيس عبد اللطيف رشيد.
وكانت أولويات السوداني، المُعلن عنها في ذلك الوقت تتمحور حول إعادة بناء مؤسسات الدولة، ومحاربة الفساد، وتحسين الخدمات العامة، والموازنة بين النفوذ الأمريكي والإيراني في بغداد.
يُعرف السوداني، بصفته سياسياً “براغماتياً”، ويشتهر بقدرته على التحرك بين مختلف الكتل السياسية دون الانجرار إلى صراعات مفتوحة.وواجه السوداني تحديات عديدة خلال رئاسته للحكومة، إقليمية ومحلية، أبرزها الضغوط الأمريكية لكبح الميليشيات الموالية لإيران، والحد من نفوذ طهران، والتقرب من دول الجوار العربي.
ومحلياً، يواجه السوداني تحديات مكافحة الفساد العميق في المؤسسات، وتحسين البنية التحتية وإدارة الموارد، وصولاً إلى تلبية المطالبات بإصلاحات اقتصادية عاجلة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتهيئة مناخ استثماري آمن.الاستقرار النسبي في العراق، ونجاح الرجل في ملفات عديدة أبرزها كبح الميليشيات، دفعت إلى تأييد غربي لعودة السوداني إلى “المنطقة الخضراء” في بغداد، مرة أخرى.وبالنسبة للغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل السوداني “خياراً مستقراً” بشكل نسبي، وسط التجاذبات المحلية والإقليمية.وفي الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025، خاض السوداني السباق النيابي تحت راية ائتلافه “الإعمار والتنمية”، الذي يصنف على أنه تكتل انتخابي “شيعي معتدل».وركز السوداني في حملته على محاور الإصلاح الاقتصادي، ومحاربة الفساد، وتعزيز الخدمات الأساسية، خاصة في المحافظات الجنوبية التي يمثل فيها القاعدة الانتخابية الرئيسة، بما فيها محافظة ميسان، مسقط رأسه.كما حرص على إبراز تجربته السابقة، ونجاحاته في تسيير ملفات معقدة، مثل: الكهرباء، والغاز، والبنية التحتية، مؤكدًا أن الانتخابات تمثل فرصة لتثبيت المكاسب التي تحققت ولضمان استقرار سياسي واقتصادي في العراق.
تصدر الانتخابات
ويبدو أن ما سلف، من رئاسة السوداني للحكومة السابقة، إلى جانب وعوده الانتخابية، كان له تأثير على الناخب العراقي، الذي صوّت لصالح كتلة السوداني.
والأربعاء، أعلن السوداني أن ائتلاف “الإعمار والتنمية” الذي يقوده تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية، بعيد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نتائج أولية أظهرت حصده أكبر عدد من الأصوات.
وعقب إعلان النتائج الأولية، قال السوداني في خطاب بثه التلفزيون: “نبارك لكم فوز ائتلافكم بالمرتبة الأولى في انتخابات مجلس النواب».وكانت وسائل إعلام مختلفة، أكدت حصد كتلة السوداني لأغلبية تقارب 50 مقعداً.