واجهات الأجنحة بالقرية العالمية رمز لثقافات الدول المشاركة.. (3)

واجهات الأجنحة بالقرية العالمية رمز لثقافات الدول المشاركة.. (3)

كما ذكرنا تعتبر القرية العالمية بدبي تعبيرا صادقا عن ثقافات وحضارات وتراث الشعوب والدول المشاركة فيها, فكل دولة تعبر عن تراثها وتاريخها وحضارتها من خلال أجنحتها أما من الخارج أو من الداخل وإما من خلال تصميم الأجنحة نفسها.. وفي هذا الجزء والأجزاء التالية سنتعرض لواجهات أجنحة الدول المشاركة في القرية العالمية والتي صممت واجهات أجنحتها لتكون رمزا لثقافتها وتراثها وحضارتها ولتحقق شعار القرية العالمية في موسمها السابع والعشرين عالم أكثر روعة.. ولأن هذه الواجهات هي جزء من هذا العالم الأكثر روائع تاريخية, وكل هذا ليتعرف ضيوف الأجنحة بل وكل ضيوف القرية العالمية على حكاية هذا التاريخ والتراث والثقافة والحضارات والنظم والرموز المعمارية لكل دولة, وهذا هو الجزء الثالث من الموضوع.
 
جناح المغرب
تم تصميم واجهة الجناح لترمز إلى معلمين كبيرين في المغرب, تحكي من خلالهما لضيوف القرية العالمية أصالة وعراقة المعمار المغربي التراثي بالإضافة لوجود تمثال في وسط الواجهة للرحالة المغربي المشهور والذي يعتبر شيخ الرحالة.. المعلم الأول هو جامعة القرويين العريقة بكل هندستها المعمارية وديكوراتها وزخارفها المذهلة والموجودة في كل زاوية فيها, وتعتبرتها موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأنها أقدم مؤسسة تعليمية في العالم وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم وهي ما زالت تُدرَّس حتى الآن دون انقطاعٍ, ومنشئة هذه الجامعة في مدينة فاس هي فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام 850 والتي أصبحت فيما بعد واحدًة من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم الإسلامي, وبدأت الجامعة التدريس بعد بناء الجامع مباشرةً على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيها, ولكن بعض المؤرخين يعتقدون أنها لم تُصبح جامعة إلا في العهد المرابطي أو المريني, تُعدّ جامعة القرويين أيضًا أول مؤسسة علمية اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية في العالم, وُدمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث في المغرب في عام 1963 م, وتصميم وطراز الجامعة يمثل العمارة المغربية والإسلامية التاريخية التي تضم زخارف متنوعة عديدة لفترات مُختلفة من التاريخ المغربي. 
أما المعلم الثاني هو مئذنة جامع الكتبية في مدينة مراكش, والمئذنة ترتفع سبعين مترا وتعد أعلى مئذنة في مراكش ويكن رؤيتها من أي زاوية في مراكش, وتعد المئذنة من أروع المآذن الموحدية وأجملها تخطيطاً وبناء وزخرفة فهي النموذج الذي اتخذته المآذن المغربية مثالاً له, والمئذنة بشكلها ومظهرها الأخاذ ما زالت قائمة حتى اليوم تحكي تاريخ بناتها وتترجم عبقرية الفنان المغربي المسلم الذي أبدع فيها وطوّر أساليب البناء والزخرفة معاً ليخرج هذه الروائع المعمارية الخالدة في صور جديدة خلّدت مسيرة التاريخ الفني, وشهد تاريخ بناء المئذنة ثلاث مراحل متتالية شملت فترة حكم الخلفاء الثلاثة الأوائل إذ بدأت أعمال البناء على عهد مؤسس الدولة عبد المؤمن بن علي عام 1153 م واستمرت تلك الأعمال في فترة حكم أبي يعقوب يوسف وتمت أشغال البناء نهائياً أيام أبي يوسف يعقوب المنصور الذي أكمل القسم الأعلى من المئذنة,أقيمت المئذنة في الركن الشمالي الشرقي من الجامع الكتبية فهي تقع ما بين الجامع القديم والجامع الحالي.
جناح لبنان
تم تصميم الجناح ليمثل العمارة اللبنانية التقليدية والمنازل اللبنانية التقليدية والموجودة في جميع أنحاء لبنان والتي ازدهرت في العصر العثماني في القرن التاسع عشر وأصبحت أيقونة الجمال الساحر.. إن البيوت اللبنانية مصممة بشكل جميل وتعتبر أفضل مثال للعمارة اللبنانية التقليدية, ويتكون المنزل اللبناني التقليدي من كتلة واحدة مسقوفة بسقف هرمي يعلوه الكرميد الأحمر من الخارج, وتم تزيين هذه المنازل بالحجر اللبناني.. وتتميز هذه البيوت بأن في معظمها يوجد ثلاث نوافذ على شكل أقواس في منتصف الواجههة.. كما تكون مصحوبة بشرفة أنيقة مع رواق رقيق مستوحى من قصور البندقية الفخمة ومن العمارة العثمانية.. وكل هذه التفاصيل للبيوت اللبنانية التقليدية هي التي تم إستخدامها لتزين واجهة الجناح اللبناني بالقرية العالمية.. وإذا أخذنا بقول المهندس والمعماري الفرنسي الشهير لوكوربوزيه "البيت آلة للمعيشة" فإن البيت اللبناني في بداية تكوينه وتشكليه جسد أيام حكم الإمبراطورية العثمانية وصولا إلى خروج الانتداب الفرنسي. 
والأسلوب المعماري اللبناني في الماضي في بناء البيوت كان واضحا وصريحا فأوجد مخططا للبيت أصبح اتباعه فريضة, واستعمل الحجر الصلب للبناء, واقتبس مما دخل على لبنان ومزج بما ورثه عن الفن العربي فأوجد أسلوبا لبنانيا صحيحا انتشر استعماله عند جميع الطبقات.. وكما في كل بيوت الدنيا قديما وحديثا شكل الجدار في البيت اللبناني التراثي الخط المعماري الأول لشكله وتوافقه مع المناخ والظروف ووسائل العمل والخبرة الإنسانية والتطور الاجتماعي والطوبوغرافي والجغرافي وكلها عوامل حددت في مجملها خاصية البيت كوحدة سكنية متكاملة ومتلائمة مع الطقوس اللبنانية وأعرافها وقيمها وبطبيعة الانسان اللبناني وإحساسه الروحي والمجتمعي والنفسي والجمالي وبالتالي حددت المادة التي دخلت في تركيبته, ويتجلى ذلك في خمسة نماذج هي بيوت الطين التي يعود تاريخها إلى أيام التنوخيين ودور العبادة المسيحية والإسلامية المتأثرة بالعمارة العربية والعثمانية والبيزنطية والسرايات الكبرى واللوكندات والخانات.
 
جناح الكويت
تم تصميم جناح الكويت ليعبر عن الحياة البحرية الكويتية القديمة فقد عرف الكويتي البحر منذ نشأته وصنع الأوائل الأنواع المختلفة من السفن والمراكب وبأشكال متعددة.. عمل الكويتيون منذ القدم في صيد الأسماك وفي الغوص لإستخراج الل}لؤ ومحاراته, ولقد لعبت هاتان المهنتان دورا مهما في في الحياة الأقصلدية للكويت لهذا تعد الحياة البحرية جانبا مهما في ثقافة الكويت وعاداتها وتقاليدها.. وكان لا بد من إظهار الحياة البحرية الكويتية على جناحها في القرية العالمية بما يمثلها فتم وضع السفينة التي تعتبر رمزا مهما لتاريخ الكويت حيث وضعتها في شعارها الرسمي, فالواجهة تمثل نموذجا قديما للسفينة.. بالإضافة الى بعض عناصر مثيرة للإهتمام مشتقة من الحياة البحرية القديمة التي تصور تقاليد الصيد والغوص وتاريخ الكويت لذا توجد على الواجهة عناصر فريدة ومتكاملة بصريا لتصوير واجهة جذابة موحدة تعكس الكويت في نهج معماري مثير للإهتمام.   
 
جناح قطر
تم تصميم واجهة جناح قطر بالقرية العالمية بدبي لتمثل وترمز إلى عنصرين يمثلان التراث والحداثة في قطر.. العنصر الأول الذي يمثل التراث هو قلعة الزبارة العسكرية التاريخية التي بنيت تحت إشراف الحاكم الثالث لقطر الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني في عام 1938 لحراسة وحماية ساحل قطر الشمالي الغربي, وكانت القلعة إحدى القلاع الساحلية التي ضمتها المنظومة الدفاعية للبلاد, كما كانت تستخدم كمركز لسلاح الحدود حتى شهر يونيو من العام 1986م.. وتضم القلعة كما تذكر منظمة اليونسكو شواهد فريدة على التفاعل القوي بين الإنسان والطبيعة التي تلتقي فيها مياه البحر مع رمال الصحراء التي تغلب على طبيعة المنطقة, فهناك الأثقال التي استعملها قديماً صيادو اللؤلؤ والمشغولات الخزفية المستوردة ونقوش قوارب السنبوك الشراعية وشراك الأسماك والآبار والنشاط الزراعي وغيرها مما يدل على اشتغال أهل المدينة منذ القدم بالتجارة والتبادل التجاري ومدى ارتباطهم الوثيق بالبحر والظهير الصحراوي الذي يعتزون به.. ويتألف الموقع المُدْرَج من ثلاثة أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى 1760, وقلعة مرير وهي مستوطنة مترابطة بمدينة الزبارة الأولى حُصِّنَت من أجل حماية الآبار الداخلية للمدينة بينما تُعَدّ قلعة الزبارة أحدث تلك العناصر وأبرزها في الموقع.. وفي عام 2013 أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو, ووفقاً لمنظمة اليونسكو تعتبر الزبارة واحدة ضمن سلسلة طويلة من المدن التجارية العريقة الواقعة على ساحل دولة قطر الحديثة.. وتدير قلعة الزبارة حالياً هيئة متاحف قطر حيث تم تجديدها وتحويلها إلى متحف لعرض الأعمال الفنية المتنوعة وخاصة بالنسبة للنتائج الأثرية الموضعية المعاصرة, وسجلت منطقة الزبارة عام 2009 كمنطقة محمية ومنذ ذلك الحين بدأت هيئة متاحف قطر عبر فرق من علماء الآثار بعدد من الأعمال الأثرية في الموقع.. والعنصر الثاني الذي ترمز اليه الواجهة هو برج الساعة الذي بني عام 1956 مقالبل اليوان الأميري بالدوحة ويعتبر رمزا ليوم الاستقلال لإمارة قطر. 
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/