رئيس الدولة يحضر افتتاح قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في كوب 29
رؤية نقدية..قصة صائد النجوم تعيد أحلام الطفولة وتنمي قدراتهم الذهنية
كتاب أدب الطفل ينقسمون منهم من يكتب للطفل ومنهم من يكتب عن الطفل، فالكتابة للطفل اكثر تعقيدا لما تحتاجه من دراسة مكثفة لميول السن الذي تستهدفه القصة، فعوامل الكتابة للطفل تحتاج إلى معايشتهم، واكتشاف متطلباتهم لتحقيق ولو جزء من رغباتهم، وقصة “ صائد النجود” للكاتبة رنا شريف تقع في ٣٢ صفحة من المقاس المتوسط وتحتوي على رسومات فنية تعبر عن سيناريو القصة.
خلقت رنا الشريف مناخا ملائما الطفل كي يتخيل الكون من منظوره العفوي، حين كشفت عن طفل يجلس في ليلة تربع القمر على عرش السماء، واستدعت خيال الطفل ورغبته في الحصول على اللعبة من خلال التفكير في صيد النجوم والاحتفاظ بها في غرفته، وكلما اصطاد نجم فرح ووضعه في سلة إلى أن اظلمت السماء وتوهجت غرفته ومن شدة الضوء لم يعد يرى، بينما الكون أظلم.
بينت الكاتبة دور الجد في الإرشاد والحكمة واحتواء الأزمة، وهذا النوع من التنظير مطلوب لهذه السن الصغيرة بهدف ترسيخ القيم والمبادئ بنفوس هؤلاء الأطفال، ووجود الحكيم في القصة يعتبر اسقاط لوجود العقل والضمير الحي، وبحوار راقي بين الطفل وجده اعاد النجوم للسماء وأنار الكون مرة اخرى، واهتم بمساعدة الآخرين وعرف فن العطاء ورسم الحلم والسعي لتحقيقه.
ربطت رنا الشريف في قصتها صائد النجوم بين حلم الطفل وفي الصعود للسماء واصطياد النجوم وبين حلم الصعود إلى الفضاء، وجاء هذا الربط بأسلوب سلس نقل الطفل بانسيابية بين حلم افتراضي وحلم تحقق على أرض الواقع، وتعتبر هذه من أهم الدروس المستفادة من قصة صائد النجوم، الحلم الحقيقي والحلم الافتراضي والفرق بينهما، كما بثت في نفوس الأطفال طاقة ايجابية وأشاره إلى بناء أجيال ليس لطموحهم سقف، وهذا ما تسعى الدول لاستثمار الكوادر البشرية في الإبداع الشامل لتحقيق التنمية المستدامة.
قصة صائد النجوم أعادت للطفل مكانته واحترامه وتقدير عقله وفطرته، اللغة التى تكتبت بها القصة بسيطة وسهلة وراعت الكاتبة المرادفات السهلة والجمل القصيرة لمراعاة الادراك والفهم، صحيح أن القصة مصورة برسومات معبرة عن الحدث وبها من الألوان ما يبهر الطفل ويجعله اسير الصفحات، وفي الحقيقة أن كتب الأطفال المصورة تخلق فيهم الخيال وحب الفن والرسم والتأليف، وتتسع مدارك الأطفال بالحفاظ على محتوى الكتاب والاهتمام به .كتاب أدب الطفل كلما اقتربوا من رغبات الأطفال وغرسوا فيهم حب القراءة والاطلاع، كلما كان لدى الأطفال خيال خصب وسرعة بديهة جراء المعرفة والثقافة المكتسبة من القصص والكتب العلمية، رنا الشريف تكتب للطفل ليقرأ ويفهم ويتعايش مع الحدث، وتجنبت تماما أن تقرأ الأم أو الأب القصة على أبنائهم، القارئ يختلف كثيرا عن المستمع، لذا كانت مرادفات قصة صائد النجوم بسيطة وقريبة من الكلمات المتداولة بين أفراد المجتمع.