رئيس الدولة يحضر افتتاح قمة قادة دول العالم للعمل المناخي في كوب 29
خلال جلسة (عن بعد) استضافت مطور المحتوى الدرامي فادي حداد
مكتبات الشارقة العامة تطلع جمهورها على أساسيات كتابة الأفلام القصيرة
نظّمت مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، أمس الأول السبت، جلسة افتراضية (عن بعد) تحت عنوان “أساسيات كتابة الأفلام القصيرة”، استضافت خلالها المدرب وكتابة السيناريو الأردني فادي حداد، للحديث عن أهمية الأفلام القصيرة ودورها في تعزيز صناعة السينما، ومهمة الكاتب ومهارته في تقمص شخصيات أفلامه.
وحضر الجلسة التي أدارتها الإعلامية زينة خالد نجم جمهور من هواة السينما وصناع الأفلام والمتابعين للحراك الثقافي من مختلف بلدان الخليج والمنطقة العربية، حيث فتحت مكتبات الشارقة العامة باب الحضور أمام الجمهور عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواص الاجتماعي. وأكد حداد الحائز على جائزة مهرجان الخليج السينمائي عن فيلمه “لما ضحكت الموناليزا” أن صناعة السينما العربية لا تزال في طور النمو والازدهار، لافتاً إلى أن التجربة السينمائية المصرية واحدة من التجارب الثرية، التي حققت قفزات نوعية في صناعة الأفلام بشقيها الطويل والقصير، كما تطرق إلى التجارب الخليجية، والأردنية، والسورية في صناعة الدراما الجيدة، داعياً إلى مزيد من الجهد لتحقيق قفزات لافتة في نوعية النصوص السينمائية.
ولفت حداد إلى أن المنطقة العربية في عمومها تفتقر إلى النصوص الجيدة، التي يمكنها مساعدة الكتّاب المبتدئين، وهواة صناعة المحتوى السينمائي، بالإضافة إلى محدودية شركات الانتاج المتخصصة، مشيراً إلى أن هذا الواقع يقلل من فرص التنافس التي تعتبر أساساً في صناعة محتوى قوي قادر على فرض مكانته عربياً وعالمياً.
وحول الفرق بين الأفلام القصيرة والأفلام الطويلة، بيّن أن الأفلام القصيرة هي تلك التي لا تقل مدتها عن خمس دقائق، ولا تزيد عن أربعين دقيقة، بالإضافة إلى أن الفيلم القصير يتضمن عادة شخص واحد أو شخصين على الأكثر، وتكون الشخصية في الفيلم القصير شخصية سهلة وواضحة، فيما تصل مدة الأفلام الطويلة إلى ساعة ونصف وربما أكثر في بعض الأحيان، كما أن الأفلام الطويلة مليئة بالتفاصيل والأحداث، وتتميز بشخصياتها الغامضة والمعقدة.
وحول القواسم المشتركة بين الأفلام الطويلة والقصيرة، أوضح أن كلا النوعين يجتمعان في المخطط الدرامي، إلى جانب تعامل الشخصية أو الشخصيات في كلا النوعين مع تطورات الحدث وذروته، والبحث عن الحلول من خلال مجريات وأحداث هذه الأفلام، وصولاً إلى الحل أو التوصية للحل في نهايتها.
وفي حالة التخصص في النصوص التي تتطرق إلى ظاهرة مجتمعية معينة، حذر حداد من الاجتهاد في التأليف، حتى لا يحدث التباس لدى المتابعين بين ما يُعرض وبين حقيقة الظاهرة، منوهاً بضرورة البحث والتقصي، والرجوع إلى الدراسات التي تناولت الظاهرة، ومقابلة الأشخاص الذين عاشوها أو تأثروا بها، لتكوين صورة شاملة تستند إلى معلومات دقيقة تضفي قوة ومصداقية على العمل.
واختتم مطور المحتوى الدرامي الجلسة بتوصيات لهواة ومحبي صناعة سيناريو الأفلام القصيرة، تتضمن مشاهدة عدد كبير من هذا النوع من الأفلام، والاطلاع على أكبر عدد ممكن من نصوصها، لمعرفة أساليب الكتابة، والوصف، وتنويع الحدث، وتطويع الشخصيات أو تمردها، بالإضافة إلى تقمص كل شخصية من شخصيات الفيلم، حتى يتمكن من صياغتها كتابة في النص السينمائي، وتهيئة عالم القصة في مخيلته، والاعتماد في البدايات على استقاء القصص من واقع الحياة المحيطة.
يشار إلى أن مكتبة الشارقة العامة تأسست على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي عام 1925 تحت اسم “المكتبة القاسمية” كمكتبة خاصة له، وشهد موقعها عدة تنقلات، حيث كانت في ساحة الحصن ثم انتقلت إلى مبنى البلدية، ثم إلى قاعة أفريقيا، ثم إلى مبنى المركز الثقافي بالشارقة، والمدينة الجامعية، وفي مايو 2011، افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة المبنى الجديد للمكتبة في “ميدان قصر الثقافة” تحت اسم “مكتبة الشارقة العامة”، وتجمع أكثر من نصف مليون كتاب في شتى مجالات العلوم والمعارف والآداب بلغات متعددة.