كيف كان يومك؟" هذه هي الطريقة الشائعة التي يبدأ بها الآباء الحديث مع أطفالهم عند عودتهم من المدرسة، وبالنسبة إلى بعض الأطفال، سيفتح هذا السؤال سيلاً طويلاً من التفاصيل والحكايات عن يومهم، بينما يكتفي أطفال آخرون بكلمة "جيد"، أو إيماءة بالرأس.
إذا كان ابنك انطوائياً، فالطريقة التقليدية لن تجدي نفعاً لإجراء حديث معه، ولمعرفة الطرق السليمة لتشجيع الطفل على الحديث، عليكِ أولاً معرفة كيف يكون الطفل انطوائياً.
الأشخاص يولدون بسمات شخصية مختلفة، سواء اجتماعية أو انطوائية، وهذا لا يتبدل طول العمر، والطفل الانطوائي يشعر بالاستنزاف عند الوجود في بيئة اجتماعية، بينما يستعيد طاقته عندما يكون بمفرده.
والفرق بين الطفل الانطوائي والطفل الخجول، هو أن الطفل الخجول لا يحب أن يكون بمفرده، على عكس الانطوائي الذي يفضل الوحدة، ويكره الحديث، لذا فإن له طرقاً خاصة لفتح حديث معه..
 
1 - اطرحي الأسئلة الصحيحة
السؤال الذي يمكن الإجابة عنه بنعم أو لا، يعني أن الطفل لن يقدم لكِ الكثير من المعلومات، طفلك يكره الحديث، لذا فسيجيب باختصار: نعم أو لا.
أيضاً تجنبي الأسئلة التي يمكن التنبؤ بإجابتها، فهي لا تثير اهتمام الطفل، وقد لا يجيب أصلاً، ويكتفي بالإيماء.
اطرحي على طفلك الأسئلة ذات النهايات المفتوحة، التي تفسح له المجال لسرد التفاصيل من أجل تقديم إجابة.
 
2 - اختاري الوقت المناسب للحديث
هناك أوقات معينة من اليوم يكون خلالها الطفل أكثر تقبّلاً لإجراء محادثة، وغالباً يكون هذا الوقت بعد العودة من المدرسة، لكن هذا التوقيت يكون سيئاً بالنسبة إلى الطفل الانطوائي، حيث أنه يتعامل في بيئة اجتماعية طول اليوم، وهو بحاجة الآن إلى الانعزال لتجديد طاقته، وآخر ما قد يرغب فيه في هذا الوقت هو الحديث.
ابحثي عن الوقت الذي تشعرين فيه أن طفلك مرتاحاً، ولا تشعريه أنه يواجه تحقيقاً رسمياً، بل حاولي أن تجعلي الحديث سلساً وعفوياً.
 
3 - امنحيه وقتاً دافئاً
قد تطرحين الأسئلة المناسبة ولا تحصلين على استجابة سريعة من طفلك، امنحيه وقتاً كافياً، واجعلي وقت المحادثة دافئاً عبر الابتسامة، وكلمات التشجيع، والاحتضان.
من المهم أيضاً أن تعيري انتباهك بالكامل لطفلك خلال وقت المحادثة، وألا تنشغلي بالهاتف أو الرد على البريد الإلكتروني.