نافذة مشرعة

2022: الحروب الثلاث في أوروبا...!

2022: الحروب الثلاث في أوروبا...!


   هذا العام، سيتعرض الاتحاد الأوروبي إلى قصف شديد: من الخارج مع بوتين؛ ومن الداخل مع أوربان وموراويكي؛ وبين الأصدقاء حول الثلاثي الجديد ماكرون-شولتز-دراجي.
   لتربطوا أحزمتكم: الى جانب المجهول الكبير، على غرار تطورات أزمة كوفيد ونتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تجد أوروبا نفسها في مواجهة نادرة مع عدد من الحروب المختلفة، دبلوماسية أو تجارية أو عسكرية، خارج حدودها وداخلها، وسيكون على فرنسا عبور عدة مناطق مضطربة، هي التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى 30 يونيو.

تهديدات بوتين
   الحرب من الخارج لها اسم: فلاديمير بوتين. لطالما حرص الرئيس الروسي على إضعاف الاتحاد الأوروبي -من خلال دعم الأحزاب والقادة المناهضين لأوروبا بشكل منهجي، ومن خلال منحه الضوء الأخضر الضمني لهجمات إلكترونية ضد الدول الأعضاء، وعبر إظهار ازدرائه لمؤسسات بروكسل. إنه يرفض أن تستفيد أوكرانيا، وهي كيان طبيعي من العالم الروسي في نظره، من “الشراكة الشرقية” التي أبرمتها كييف مع الاتحاد الأوروبي، ولا أن تعبّر عن رغبتها في ربط البلاد بالديمقراطية الليبرالية، والأسوأ من ذلك، الاندماج في الناتو.
   إن بوتين يعتبر أن تفكك الاتحاد السوفياتي كان “أكبر كارثة في القرن العشرين”، ويريد تعديل النظام الاستراتيجي الذي نشأ منذئذ في القارة العجوز.
وبعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 -في تحد للقواعد الدولية التي تنص على احترام الحدود القائمة -يهدد مجددا سيادة أوكرانيا بقوة عسكرية مثبتة على حدود البلدين.

   وهكذا يجد الاتحاد الأوروبي نفسه مجبرا بأن يشاهد، بلا حول ولا قوة ومذلة، المفاوضات التي تجري في غيابه بين موسكو وواشنطن حول الهيكل الأمني في أوروبا، والتي تتعلق بنزاع مسلح محتمل في بلد، أوكرانيا، الواقعة على أبوابه. وهذا، اختبار وتحدّ جسيم أطلقه بوتين ساخرا على “أوروبا كقوة».
   نفس بوتين هذا، إلى جانب الزعيم القومي الصربي البوسني ميلوراد دوديك، يؤججان نار الحروب في يوغوسلافيا السابقة التي تم إخمادها بشكل سيئ. ومرة أخرى، يزيد بوتين الضغط على الاتحاد الأوروبي بسهولة أكبر، لأنه يزوده بثلث احتياجاته من الغاز ويستخدم سلطته في أسعار الطاقة.

مهاجمة أوروبا من الداخل
   الحرب الأكثر تعقيدًا، ستُخاض داخل الاتحاد الأوروبي. أولاً مع الأعداء المعلنين: بولندا والمجر. شرعت حكومتا ماتيوز موراويكي وفيكتور أوربان القوميتان، الأقل ديمقراطية، في مشروع ذكي لإضعاف الاتحاد الأوروبي.
  تمنع المفوضية حاليًا دفع حصتهما المالية بموجب خطة الإنعاش المرتبطة بـ كوفيد-19، والمشروطة باحترام سيادة القانون. ويهدد المعنيان، في المقابل، باستخدام حق النقض بوقف عمل المؤسسة.

   اللعبة خطرة... فعلى عكس البريطانيين، الذين أرادوا التخلص من الاتحاد الأوروبي، يسعى البولنديون والهنغاريون إلى تقويضه قانونيًا من الداخل. يمكن بالتأكيد ان ينهزم فيكتور أوربان (المقرب من بوتين) في الانتخابات التشريعية في مارس 2022، لكن التحدي الذي يواجه الاتحاد الأوروبي، هنا مرة أخرى، ضخم: كيف يمكن للديمقراطيات الأوروبية حماية نفسها ضد القادة غير الليبراليين الحاليين والمستقبليين الذين سيحاولون تفكيكه؟

   حرب ثالثة تدور رحاها بين الأصدقاء، بين متقشّف من الشمال، ومبذّر من الجنوب، وهي حرب تتعلق بقواعد الميزانية. يقدم التحالف الألماني الثلاثي الجديد بقيادة الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز، وهم الحليف المثالي لفرنسا و “السيادة الأوروبية” التي صاغ رئيسها مفهومها. لكن الواقع أكثر حساسية، والموقف الألماني غير معروف. أن ليبراليي الحزب الليبرالي الديمقراطي، المسؤولون عن الشؤون المالية، لن يوافقوا ضرورة على إصلاح معايير الديون التي أرادها إيمانويل ماكرون والإيطالي ماريو دراجي، في دعوة مشتركة على اعمدة الفايننشال تايمز لصالح زيادة الإنفاق العام الأوروبي كمحرك للنمو.

   يمكن للتقارب الفخم بين فرنسا وإيطاليا أن يتجاوز المواجهة الفرنسية-الألمانية. دون أن ننسى الصديق المرهق ما وراء المانش، بريطانيا، التي لم تغلق بريكسيتها بعد. منذ 1 يناير، دخلت الضوابط الجمركية على البضائع حيز التنفيذ. وفي مواجهة التحديات الحقيقية (الهجرة، المناخ، كوفيد، التفاوت الاجتماعي، التوسع الصيني)، فإن أوروبا كانت في غنى عن هذا الصراع الاضافي غير المجدي والأخرق.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot