محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
رب أسرة يعمل صائد مصاصي دماء في كاليفورنيا
Day Shift ايقاف مصاصي الدماء لمنعهم السيطرة على المدينة
بثت منصة نتفليكس، مؤخرا، فيلم Day Shift، الذي نتعرف فيه إلى باد جابلونسكي (جيمي فوكس)؛ رب أسرة يعمل صائد مصاصي الدماء في كاليفورنيا، ويكتشف بالصدفة مخطط مصاصي الدماء للسيطرة على المدينة، لنرى أنفسنا أمام فيلم لا يختلف كثيراً عن أفلام مصاصي الدماء الكوميدية، لكنه يتميز بانتمائه إلى الكوميديا السوداء، ونقص الكوميديا التي تقوم على أساس العرق.
يبدو الفيلم كأنه تحية للفيلم المنسي نوعاً ما، Blade، بطل مارفل الأسود الذي أدى دوره ويزلي سنايبس في عام 1998. العمل الذي سبق Black Panther بعشرين عاماً، لكنه لم ينل ذات الحظوة كفيلم عن بطل خارق أسود، بل اتُّهم سنايبس بالتعالي والعجرفة وتخريب الفيلم، علماً أنه أول من فتح الباب أمام إنتاجات مارفل السينمائية، قبل صدور الرجل الحديدي عام 2008، ونيله لقب أول فيلم من عالم مارفل السينمائي.
يعمل باد في الفيلم بشكل مستقل، كونه مطروداً من نقابة صيادي مصاصي الدماء. وحين يقرر العودة إلى النقابة كي ينال نقوداً أكثر على "نشاطه"، يجد نفسه مضطراً إلى أن يعمل مع "مشرف" من النقابة، ليتحول الشريط بعدها إلى فيلم "شركاء عمل" تقليدي. شخصان مختلفان في الطباع وأسلوب التعامل، يضطران إلى العمل معاً، ثم يصبحان صديقين في النهاية، كما في Ride Along الصادر عام 2014، أو The Other Guys الصادر عام 2010.
تحدثنا عن Blade أو السياف كما يترجمه البعض، بسبب الإحالات الكثيرة إليه، إذ يقتبس Day shift التكنولوجيا التي يستخدمها السيّاف للقضاء على مصاصي الدماء. هناك القنابل الضوئيّة، وسيوف الساموراي، وأساليب قتل مصاصي الدماء باستخدام الفخاخ، بل حتى أسلوب القتال الذي يتبناه ويزلي سنايبس حينها. ويمكن أن نحيل ذلك إلى أن مخرج الفيلم نفسه ج.ج. بيري (وهذه تجربته الإخراجيّة الأولى)، كان ممثل المخاطر ومنسقها في فيلم Blade. لهذا السبب يبدو الفيلم مألوفاً. صحيح أنه يستضيف سنوب دوغ، والكثير من الأغنيات الشهيرة التي تحتفي بكاليفورنيا، لكن لا شيء جديدا. نشاهد الفيلم بانتظار نكتة ما علها تضحكنا.
يحيل Day Shift، ولو بصورة سطحية، إلى قضية رعاة البقر السود. المشكلة التي طفت على السطح مع فيلم Django Unchained الصادر عام 2012، و اشتدت مع أغنية Old Town Road لـ Lil Nas X الصادرة عام 2019، والتي خلقت إشكالية، لأن كثيراً من الصحف الموسيقية لم تعتبرها أغنية Country، ما أثار الجدل حول هوية موسيقى الكاونتري ومن يستحق لقب راعي بقر (Cow Boy). وهذا ما يشير إليه الفيلم؛ فرئيس نقابة صيادي مصاصي الدماء، يخاطب باد واصفاً إياه بـ راعي بقر. ذات الأمر مع سنوب دوغ الذي يرتدي زي رعاة البقر وقبعاتهم المميزة. وكأننا هنا أمام محاولة لإعادة تقديم شخصيتي راعي البقر، وصائد مصاصي الدماء، اللتين تقترنان عادة بالشخصيات البيضاء، كـ "بافي"، بوصفها المثال المعاصر الأشهر، أو فان هيلسينغ، الطبيب الإنكليزيّ وأول صياد لمصاصي الدماء.
يمكن المبالغة والتحذلق عبر افتراض أن الفيلم يحوي انتقاداً لما تمر به كاليفورنيا من أزمة سكن، فالحبكة التي تدور حول وكيلة عقارات ومصاصة الدماء، تحاول شراء المنازل وتحويلها إلى مساكن لبني جنسها، أشبه بتعليق على ارتفاع الأسعار في كاليفورنيا، ومحاولة طرد الطبقات الأفقر واستبدالهم بفئة أشد قسوة، وأكثر ثراءً. والأهم، فئة تمتلك الثروة وتحافظ عليها، أي نوع من أنواع الـ Gentrification، فالتملّك هنا علامة على مراكمة الثروة. أما قدرة بعض مصاصي الدماء على المشي في النهار عبر استخدام واق شمسي خاص، فهي أيضاً إحالة إلى Blade، لكنها في ذات الوقت، علامة طبقية، فالأقل مالاً وحظاً ينشطون نهاراً، ويعملون في مهن لا تدر مالاً، كتنظيف المسابح والطرقات. أما الطبقة الأغنى، ملتهمو الأجساد والثروات ينشطون ليلاً،
ومع الواقي الشمسي، أصبحوا يعملون في وضح النهار، ينهبون ويلتهمون من تبقى من دون أي خوف.
يمكن القول إن الفيلم ينتمي إلى إنتاجات "نتفليكس" الخفيفة ذات القالب التقليدي، الذي يُختزل بميزانية 100 مليون دولار. ممثلون مشاهير (جيمي فوكس، وديف فرانكو، سنوب دوغ)، وبعض الأكشن، وبعض النكات، ثم ينتهي الفيلم بانتصار "الأخيار" و حل "كل المشكلات"، مع ترك بعض النهايات مفتوحة تمهيداً لجزء ثان لاحقاً. وهذا ما يثير الغيظ، ينتهي الفيلم من دون أن يترك فينا أي أثر، سوى محاولة مقارنته مع فيلم Blade .
يبدو الفيلم كأنه تحية للفيلم المنسي نوعاً ما، Blade، بطل مارفل الأسود الذي أدى دوره ويزلي سنايبس في عام 1998. العمل الذي سبق Black Panther بعشرين عاماً، لكنه لم ينل ذات الحظوة كفيلم عن بطل خارق أسود، بل اتُّهم سنايبس بالتعالي والعجرفة وتخريب الفيلم، علماً أنه أول من فتح الباب أمام إنتاجات مارفل السينمائية، قبل صدور الرجل الحديدي عام 2008، ونيله لقب أول فيلم من عالم مارفل السينمائي.
يعمل باد في الفيلم بشكل مستقل، كونه مطروداً من نقابة صيادي مصاصي الدماء. وحين يقرر العودة إلى النقابة كي ينال نقوداً أكثر على "نشاطه"، يجد نفسه مضطراً إلى أن يعمل مع "مشرف" من النقابة، ليتحول الشريط بعدها إلى فيلم "شركاء عمل" تقليدي. شخصان مختلفان في الطباع وأسلوب التعامل، يضطران إلى العمل معاً، ثم يصبحان صديقين في النهاية، كما في Ride Along الصادر عام 2014، أو The Other Guys الصادر عام 2010.
تحدثنا عن Blade أو السياف كما يترجمه البعض، بسبب الإحالات الكثيرة إليه، إذ يقتبس Day shift التكنولوجيا التي يستخدمها السيّاف للقضاء على مصاصي الدماء. هناك القنابل الضوئيّة، وسيوف الساموراي، وأساليب قتل مصاصي الدماء باستخدام الفخاخ، بل حتى أسلوب القتال الذي يتبناه ويزلي سنايبس حينها. ويمكن أن نحيل ذلك إلى أن مخرج الفيلم نفسه ج.ج. بيري (وهذه تجربته الإخراجيّة الأولى)، كان ممثل المخاطر ومنسقها في فيلم Blade. لهذا السبب يبدو الفيلم مألوفاً. صحيح أنه يستضيف سنوب دوغ، والكثير من الأغنيات الشهيرة التي تحتفي بكاليفورنيا، لكن لا شيء جديدا. نشاهد الفيلم بانتظار نكتة ما علها تضحكنا.
يحيل Day Shift، ولو بصورة سطحية، إلى قضية رعاة البقر السود. المشكلة التي طفت على السطح مع فيلم Django Unchained الصادر عام 2012، و اشتدت مع أغنية Old Town Road لـ Lil Nas X الصادرة عام 2019، والتي خلقت إشكالية، لأن كثيراً من الصحف الموسيقية لم تعتبرها أغنية Country، ما أثار الجدل حول هوية موسيقى الكاونتري ومن يستحق لقب راعي بقر (Cow Boy). وهذا ما يشير إليه الفيلم؛ فرئيس نقابة صيادي مصاصي الدماء، يخاطب باد واصفاً إياه بـ راعي بقر. ذات الأمر مع سنوب دوغ الذي يرتدي زي رعاة البقر وقبعاتهم المميزة. وكأننا هنا أمام محاولة لإعادة تقديم شخصيتي راعي البقر، وصائد مصاصي الدماء، اللتين تقترنان عادة بالشخصيات البيضاء، كـ "بافي"، بوصفها المثال المعاصر الأشهر، أو فان هيلسينغ، الطبيب الإنكليزيّ وأول صياد لمصاصي الدماء.
يمكن المبالغة والتحذلق عبر افتراض أن الفيلم يحوي انتقاداً لما تمر به كاليفورنيا من أزمة سكن، فالحبكة التي تدور حول وكيلة عقارات ومصاصة الدماء، تحاول شراء المنازل وتحويلها إلى مساكن لبني جنسها، أشبه بتعليق على ارتفاع الأسعار في كاليفورنيا، ومحاولة طرد الطبقات الأفقر واستبدالهم بفئة أشد قسوة، وأكثر ثراءً. والأهم، فئة تمتلك الثروة وتحافظ عليها، أي نوع من أنواع الـ Gentrification، فالتملّك هنا علامة على مراكمة الثروة. أما قدرة بعض مصاصي الدماء على المشي في النهار عبر استخدام واق شمسي خاص، فهي أيضاً إحالة إلى Blade، لكنها في ذات الوقت، علامة طبقية، فالأقل مالاً وحظاً ينشطون نهاراً، ويعملون في مهن لا تدر مالاً، كتنظيف المسابح والطرقات. أما الطبقة الأغنى، ملتهمو الأجساد والثروات ينشطون ليلاً،
ومع الواقي الشمسي، أصبحوا يعملون في وضح النهار، ينهبون ويلتهمون من تبقى من دون أي خوف.
يمكن القول إن الفيلم ينتمي إلى إنتاجات "نتفليكس" الخفيفة ذات القالب التقليدي، الذي يُختزل بميزانية 100 مليون دولار. ممثلون مشاهير (جيمي فوكس، وديف فرانكو، سنوب دوغ)، وبعض الأكشن، وبعض النكات، ثم ينتهي الفيلم بانتصار "الأخيار" و حل "كل المشكلات"، مع ترك بعض النهايات مفتوحة تمهيداً لجزء ثان لاحقاً. وهذا ما يثير الغيظ، ينتهي الفيلم من دون أن يترك فينا أي أثر، سوى محاولة مقارنته مع فيلم Blade .