ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه لأفراد المجتمع

«صحة» تؤكد على أهمية اتباع نمط حياة صحي لمواجهة فيروس كوفيد- 19 والمحافظة على التفكير المنطقي والعقلاني وعدم التأثر بالمعلومات غير الصحيحة

 «صحة» تؤكد على أهمية اتباع نمط حياة صحي لمواجهة فيروس  كوفيد- 19 والمحافظة على التفكير المنطقي والعقلاني وعدم التأثر بالمعلومات غير الصحيحة

أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" مجدداً، ضرورة اتباع نمط حياة صحي،  لمواجهة فيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"، عبر عدة خطوات منها: النظام الغذائي المتكامل، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة الرياضة، وأخذ قسط وافر من النوم، وذلك للمحافظة على الصحة العامة للإنسان، وزيادة المناعة النفسية له.
وقالت الدكتورة آن الزين عمارة، استشاري الطب النفسي العام في مستشفى العين إحدى منشآت شركة "صحة" إن الوعي والمعرفة الحقيقية بالفيروس، أمر مهم، فلا بد أن يكون لدى أفراد المجتمع درجة كافية من الوعي والإدارك بماهية الفيروس ومخاطره والمشاكل التي يتسبب بها، وأن يحافظ الإنسان على تفكيره المنطقي والعقلاني، وعدم ترك الأمر للعاطفة لتسيطر على الإنسان، حتى لا يكون عرضة للإيحاءات والتأثر بالمعلومات غير الصحيحة، والأخبار المغلوطة، والناس المحيطين فيه، وأن نذكر أنفسنا بشكل مستمر  أن الأزمة الحالية أزمة مؤقتة وأنها سوف تزول بمشيئة الله.
وجاءت هذه الإرشادات ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه شركة "صحة" لأفراد المجتمع في ظل ظروف إنتشار  فيروس (كوفيد-19) ، ومرحلة التعافي، حيث أكدت على ضرورة الانتباه لطبيعة المعلومات التي يستقبلها الإنسان، والحرص على الاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات، والاكتفاء بمصدر أو مصدرين مثل منظمة الصحة العالمية، والجهات الرسمية في الدولة، وعدم الاستماع للأخبار غير الموثوقة، بالإضافة لضرورة تحديد وقت معين لأخذ المعلومات، فلا يجوز أن يبقى الإنسان طيلة اليوم يتلقى الأخبار ويتابعها باستمرار، لذا ينصح بالإبتعاد عن متابعة الأخبار وقت النوم لأن ذلك يزيد من حالة التوتر، والقلق وإضطراب النوم.
وأضافت الدكتورة آن الزين عمارة، أن حالة الخوف التي تعتري الإنسان، رد فعل طبيعي عندما يمر الإنسان بظروف غير طبيعية، لأن الخوف عاطفة أساسية وغريزة طبيعية في النفس البشرية، وهو يحفز الإنسان لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياته وحماية نفسه، مشيرة إلى أن طبيعة الخوف الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجد، هو الخوف من المجهول لأنه لم تتوفر لدى الناس معلومات كافية حول طبيعة الفيروس، ونشأته، وتركيبته، وعدم توفر العلاج واللقاحات الخاصة به، فقلة المعلومات تؤدي إلى حالة التوتر والترقب.
وشددت على أهمية السيطرة على الخوف قبل تحوله إلى حالة مرضية، لأن ذلك يؤدي إلى فقد الإنسان لقدرته على أداء أعماله الروتينية، ويؤثر على أداء وظائفه الحياتية الطبيعية، وفي كثير من الحالات يتصاحب الخوف مع أعراض جسدية مثل ضربات في القلب، تعرق أو رجفه، ضيق بالنفس، وغيرها.
وسلطت الدكتورة آن الزين عمارة الضوء على الممارسات التي تساعد الإنسان على تجاوز الظروف الاستثنائية، ومنها التأمل، العيش في اللحظة الحالية، والاستمتاع بالوقت الحالي، وعدم التفكير في المستقبل أو الماضي، كأن يجلس الإنسان على كرسي مريح مع إضاءة خفيفة، و أن يحاول الاستمتاع بلحظة شرب القهوة أو العصير، بحيث يتم التركيز على الأمر الذي يمارسه فقط، مثل التفكير في طعم القهوة أو لونها أو درجة حرارتها، أو التفكير في طعم العصير ودرجة برودته، فهذا يجعل الإنسان يركز على ما يمارسه في اللحظة الآنية، ويبعده عن العالم الخارجي وتأثيراته ويبعده عن أي أفكار سلبية، وعدم التفكير بالمستقبل أو بالماضي.
وأوردت عدة نصائح للسيطرة على حالة الخوف، خاصة الانتباه للطريقة التي يتحاور بها الإنسان مع نفسه، وأن ينتبه لصيغة ونوعية الأسئلة التي تدور في عقله، مثل الأسئلة التي تبدأ بماذا لو ، مثل ماذا لو أصابني المرض، ماذا لو فقدت أحد أفراد أسرتي، ماذا لو فقدت وظيفتي، لا بد إذا من الانتباه لهذه الصيغة من التساؤلات لأنها تجعل الإنسان يعيش في مواقف وسيناريوهات لم تحدث وربما لن تحدث أبداً، واستبدالها بأسئلة ايجابية وواقعية مثل كيف أحمي نفسي وأسرتي، كيف أستفيد من الوقت الفائض خلال بقائي في المنزل، كيف أزيد من موارد الدخل، إذا كانت مسألة الرزق هي التي تسبب الأزمة وحالة التوتر، وهذه نقطة مهمة جداً إذ أن الأسئلة الإيجابية تساعد الإنسان على أن يعيش في الوقت الحالي ويفكر في التخطيط للوقت الحالي وفي الإمكانيات الحالية، وهذا يعطي احساس أكثر بالثقة، وأن الوضع تحت السيطرة على العكس من الأسئلة السلبية التي تتحدث عن المستقبل والتي هي خارج سيطرة الإنسان وخارج إرادته.
وحول دور أي فرد داخل أسرته خلال الظروف الراهنة، قالت الدكتورة آن الزين عمارة، لابد أن يكون الإنسان قدوة ومثال لأفراد الأسرة الآخرين في الهدوء والتروي والتحكم في المشاعر لأن المشاعر السلبية معدية جداً ومن السهل أن تنتشر سريعاً بين أفراد الأسرة، خاصة فئة الأطفال وفئة كبار العمر، ولابد من ايجاد حوار مفتوح يعبر فيه كل فرد عن الصعوبات التي يعاني منها والمشاعر التي يحس فيها، خاصة الأطفال لأن المشاعر المكبوتة من السهل جداً أن تتحول إلى ممارسات غير مقبولة تؤثر على دراستهم وصحتهم النفسية بشكل عام.
وأضافت أنه من الضروري إعادة تقسيم المهام بين أفراد الأسرة لأن الوضع الحالي فرض على الأسرة مهام زائدة، فالأم مثلاً بالإضافة للمهام الروتينية اليومية جائتها مهام أخرى مثل التعليم المنزلي، وهي تجربة جديدة على الأسرة، ولا يوجد خبرة وفهم كامل لها، فإعادة تقسيم المهام يخفف الضغوطات على الأفراد، ويزيد من مشاعر الود والتراحم والتعاطف بين أفراد الأسرة.
أوضحت الدكتورة آن الزين عمارة أن فئة الكبار هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض في الوقت الحالي، وهذا يعود لنقص المناعة ولإصابة البعض بالأمراض المزمنة، واستخدامهم لكميات من الأدوية، لذلك فإن على الأسرة دور كبير  في طمأنة كبار المواطنين، والبقاء على تواصل دائم معهم مع الآخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة، والحرص على توفير المعلومات المبسطة لهم حول المرض، دون أي تهويل.
وحول كيفية الاستفادة من الوقت المتوفر في ظل الظروف الحالية، أشارت إلى أهمية اعتبار الظروف الحالية فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، وإعادة الحسابات، وأن تكون بمثابة وقفة مع النفس، مع الحرص على الاستفادة من الوقت في اكتشاف أنفسنا، واكتشاف وتنمية مواهبنا، واكتساب مهارات جديدة، واكتساب عادات جديدة، و اعتبارها فرصة جيدة لتحسين العلاقات الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، خاصة تلك التي كان الوقت هو المانع من تنميتها، وأن نجعل هدفنا هو الاستفادة من الأزمة وأن نستكشف المنحة في هذه المحنة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot