«ويني ذا بو»... الدب اللطيف عاشق العسل يتحول إلى مصاص دماء
ولا تمتّ شخصية المريض نفسياً الخطير في فيلم Winnie-the-Pooh: Blood and Honey ("ويني ذا بو: الدم والعسل") بأيّة صلة إلى براءة الحكايات التي نسجها مبتكر الدبّ المحبب الكاتب البريطاني آلن ألكسندر ميلن، ولا إلى صورة الشَره اللطيف التي تكوّنت عنه من خلال أعمال "ديزني".
وقال المخرج ريس فرايك ووترفيلد لوكالة "فرانس برس": "هذا جنون"، مضيفاً: "تسلمت عرائض لوقف الفيلم، وتلقيت تهديدات بالقتل، وأخبرني البعض أنهم اتصلوا بالشرطة".
وإذا كانت "ديزني" تمتلك منذ عقود رخصة امتياز لإنتاج مغامرات ويني ورفاقه بيغلِت وإيور وتيغر، فإنّ صلاحية الحماية القانونية لكتب ميلن الأولى التي صدرت عام 1926 لم تعد قائمة.
وبالتالي، باتت حقوق استخدام الشخصية الأصلية عامة مفتوحة، ممّا أتاح هذا الاقتباس المروّع.
وأثارت المشاهد الأولى من الفيلم ضجة كبيرة على الإنترنت العام الفائت، إذ يبدو فيها ويني وبيغلِت يترصدان في الظلام امرأة شابة تستريح بسلام في حوض استحمام ساخن.
ومع أنّ خطة توزيع الفيلم كانت في الأساس متواضعة جداً، تحوّل هذا العمل العنيف الذي لم تتعدَ موازنته 250 ألف دولار، إلى ظاهرة ستُعرض على المستوى العالمي.
وبدأت عروض الفيلم أصلاً على شاشات المكسيك، حيث حصد أكثر من مليون دولار في أسبوعين. ولم يستبعد بعض الخبراء أن يصبح أحد أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما.
وقال فرايك ووترفيلد: "لقد آمنت فعلاً بهذه الفكرة. لم يؤمن بها الآخرون (...) لكنها الآن تعمل بشكل جيد إلى حد ما".
ولا يجيز انتهاء صلاحية حقوق الملكية الفكرية استعمال شخصية "ويني ذا بو"، كما ظهرت وتطوّرت في أفلام "ديزني"، بل يسمح باستعمال الشخصية كما ظهرت في النسخة القصصية الأصلية.
لذلك يستحيل أن يظهر الدبدوب الشره بالسترة الحمراء التي يرتديها في أفلام "ديزني"، كذلك لا يضم الفيلم شخصية تيغر التي لم تظهر في الكتب.
تتيح هذه الثغرة لصنّاع الفيلم التحايل على رخصة الامتياز التي تملكها "ديزني"، وتمنع أيّ شخص من إطلاق منتج متعلق بويني يمكن الخلط بينه وبين المنتج الأصلي.
وأوضح المحامي آرون موس، أنّ الفيلم الجديد "محمي بفكرة سخيفة متمثلة في أنه حوّل ويني إلى شرير في فيلم رعب".
ورأى المحامي أنّ الفيلم "ليس عائلياً على الإطلاق" و"لا يمثل شيئاً مما يمكن أن يتوقعه (المشاهدون) من ديزني"، ممّا يصعّب على شركة الإنتاج الأميركية العملاقة أيّ توجه لمقاضاة منتجي العمل.
وقال فرايك ووترفيلد: "أريد الابتعاد عنهم قدر الإمكان". ويرغب المخرج في أن يكون "ويني ذا بو كبيراً وخطيراً ومخيفاً ومرعباً لا صغيراً ومحبباً ولطيفاً".يقوم الفيلم على قصة سوداوية، تبدأ مع عودة ويني وبيغلِت إلى البرية بعدما تخلى عنهما صديقهما جان كريستوف عندما أصبح بالغاً، ووصل بهما الأمر إلى هذا الجنون القاتل.
إلّا أن العروض الأولى للفيلم أظهرت خيبة أمل لدى البعض من هذا التلاعب بالشخصية. فخلال عرضه في مكسيكو ، انزعج عدد من المشاهدين من الفيلم، بحسب ما لاحظته وكالة فرانس برس. ورأى جوناثان أورتيز، البالغ 32 عاماً، أنّ العمل "سيئ جداً".
ومع ذلك، لم يعد ردّ فعل الجمهور على الفيلم مهماً. فالضجة الكبيرة التي أثارها دفعت مخرجه إلى أن يشرع في التحضير لتتمة له، وإلى الإعداد لأفلام رعب أخرى مستوحاة من شخصيات يحبها الأطفال على غرار "بامبي" و"بيتر بان".