آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com





ثقافة الشعوب
سلوك الشعوب يعكس ثقافته وأسلوبه ونمط حياته، لذلك نجد دولة الإمارات من الدول التى اعتمدت في خطتها الاستراتيجية نشر ثقافة الوعي، وسارعت بتحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، بل كانت من البلدان التى انصهرت فيها الثقافات المتنوعة وتقبلتها بهدوء وسلام نفسي.
الإمارات اليوم تدعو إلى السلام الشامل مع الدول الإقليمية والعالمية بالقوة الناعمة وهى الثقافة والمعرفة والفن، من خلال المؤتمرات الكبرى والمعارض الدولية المستمرة مثل مهرجان السينما ومعرض الكتاب والفنون التشكيلية وغيرها من الأنشطة الجاذبة للمهتمين وأهل الاختصاص في شتى المجالات، وبدعم كبير من القيادة الرشيدة ايمانا بترسيخ مفهوم الثقافة المجتمعية ودورها في بناء مجتمع محصن بالعلم والمعرفة.
كما أننا بالثقافة والوعي الحسي لدور الإنسان في البناء والتنمية قررت الدولة اقامة مهرجان الأخوة الإنسانية بحضور رموز اعتبارية من دول العالم، وذلك تأييدا لمفهوم التسامح بين البشر والتعايش في أجواء أمنة، مما يسمح للمجتمع أن يخلق مناخا ملائما ودورا مناسبا للخطاب الموحد بين كل الجنسيات بعيدا عن اللغة والعرق والدين لأن الانسانية تدعو للأخاء والتسامح والسلام، كما أن هذا المهرجان يقدم مشروعات وإبداعات على مدار خمسة أيام لتنفيذ توصياتها والرقي بالمجتمعات وبث روح التعاون الإنساني بين المجتمع.
منى صقر المطروشي



مرايا أفكارك

هناك مقولة شائعة وهي (أفكارك تجذب أقدارك) بمعنى كل شيء تفكر فيه سواء كان سلبيا أو إيجابيا يجذب قدرك ولهذا عليك أن تكون إيجابيا في أفكارك وتطمح للأفضل وتتخيل نفسك في أفضل المواقف والمراكز وتفكر بوجودك في المكان الذي ترغب فيه والذي يمنحك السعادة ويملأ شغفك ويشبع روحك وتتوقع الافضل نعم فكر بإيجابية في كل الأمور المحيطة واحذف  كل تفكير سلبي من كتابك.
ركز على الأشياء التي ترغبها بشدة في الحياة فإن أردت فاكتب ما تريده وركز عليه يومياً.
نحن أشبه بقطعة مغناطيس، نجذب لحياتنا الأشخاص والمواقف المتناغمة مع الأفكار المسيطرة علينا، فالتوجه العقلي يجذب المتوافق مع طبيعته، وكل فكرة تتجسد بقدر قوتها، أنت السبب في النجاح أو الفشل إذا أردت النجاح في تحقيق أهدافك يجب أن تثق في الله أولاً ثم في نفسك وقدراتك على تحقيق هذه الأهداف فيجب أن تأمن بأن هدفك محقق لا محالة بمشيئة الله، لكي ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺠﺎحا ﻓﻰ ﻣﺠﺎﻝ ما ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ رغباتك ﻣﻊ أﺣﻼمك، ﺩﺭﺏ عقلك ﺍﻟﻼﻭﺍﻋﻰ ﺩﻭﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻚ ﻻ ضدك.
كما كتبت «روندا بايرن» في كتابها “ السر” The Secret والذي يدور حول فكرة قانون الجذب Law of Attraction وعنه تقول إنه قانون طبيعي ليس موجها لشخص معين، هو حيادي مثل قانون الجاذبية الأرضية، بمعنى أن أفكارك تحدد التردد الخاص بك وتنبئك مشاعرك بطبيعة التردد الذي تكون عليه، للتفكير قوة  وأكدها الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه ” اهتم بذاتك “ ،فكر بالأفضل ، و توقع الأفضل ، و قم بالأفضل “، نعم أنت قادر بعقلك وطموحك وعملك وتوفيق من  الله أن تصل إلي طموحك فكلمة مستحيل ملغاة من قاموسك، فطاولة الأمنيات أمامك اختر منها ما تريد.
نهلة خرستوفيدس/كاتبة



محطات : سباق العمر

في خطين متوازيين، ومع فارق بسيط بالكاد أن يرى بالعين المجردة من العدسات ولا يذكر، تمضي بنا عجلات الحياة مخلفة وراءها أحداثاً نحن أبطالها وقصصا لازلنا رموزها، وذاكرة مملوءة مع الأسف بكميات مفرحة أصبحت معطلة لغيرها من الفرح ولحظات السعادة، لأن البعض منا أصبح أسيرها، وذكريات مريرة أعاقت بعضنا الآخر خوفا من تكرارها وتجرع نفس الآلام والمرارات، ونحن وبكل أسف مأسورين في قلعة من الخوف والرجاء وممنوعين بإرادتنا لا بإرادة الوالي من الحركة، معللين بأن العمر مضى في لحظه! وكأن الذي يردد ذلك هو الآن في عالم البرزخ، يا أفندي ويا محترم، رجاء حار لا تكتب نهايتك، دع هذه الفقرة لغيرك يذكرها بعد طول عمر وحسن أي شيء أنت تحبه ليس بالضرورة أن يكون حسن عمل ولو أننا نتمنى حسن العمل، دع العمر يمر فيك وفي عروقك مبتهجا ببهجتك أنت في الحياة وفي الدنيا، الدنيا لهو ولعب، وإن استثنيت جزءاً منه لفكرك الراقي لربك فأنت الملك حينها لأنك ملك سعادتي الدنيا والآخرة وحينها تستحق ميتة هنيئة نهئك بها نحن الأحياء إلى حين ثم نلتحق بك، وكل حياة وأنت في لعب ولهو وعبادة وسعادة.

 شخابيط
معلم الألمان نيتشه وفيلسوفها يقول: إن هوية الشخص ليس ببطاقة الهوية وإنما بنوعية ما يلوك بفمه من طعام، من بطنك أعرفك فلا تخبرني عن أمجادك طالما أن أمعاءك لاتزال تعاني من عسر الهضم ومن سوء التغذية، هكذا يقول هو، وأرى أنه ليس مقياسا لهوية الأشخاص إن كانوا فاعلين أو أنهم مجرد بوق كما يقول إخواننا المصريون أو أخوالنا المصريون، أو (حلج) كما يقول الخليجيون، أو بالعربي الفصيح ( أفواه ).
إن الأحداث تخبر عن نفسها عيناً وأثراً، ولا يطيل في الشرح عن حدث إلا محدث العميان!
الحياة بجميع زواياها وأركانها ليست إلا صفحات لشخابيط المبدعين، والشخبطة هي من أسمى درجات النبوغ الفكري الغير معلن سوى في مكنونات النفس والذات العميقة للإنسان، وهو ما يفسر أحياناً بالتفكير خارج الصندوق، ومنهم من خلد الفكرة في اختراعاته التي ليس لها أي اتصال بعوالم العلم والتعليم الممنهج، ولكن له علاقة بالشخابيط.
أفواه تتحدث أو شخابيط تخطط وتبدع وتخطأ ثم تصيب، أفواه أبدعت الكلمة، لذلك عرفنا معنى شخابيط! وشخابيط لم تحرك لدى بعض الأشخاص دون بقية الأعضاء فيها سوى الأفواه.
ميرا علي/كاتبة



التعلق

التعلق هو ارتباط عاطفي أو اجتماعي أو نفسي يشتد ليصبح علاقة مرضية وهاجس بضرورة تواجد هذا الشخص أو الشيء المتعلق به للشعور بالارتياح والسلام ويترافق مع مشاعر خوف وقلق مستمر من فقدانه مما يؤدي إلى قلة الثقة بالنفس والشعور المستمر بالنقص مما يخفض من قيمة استحقاقك بسبب الطاقة السلبية والترددات الذبذبية المنخفضة التي تجذبها لنفسك.
ومن أنواعه التعلق الأمن الطبيعي وهو تعلق الطفل بوالدته حيث تشكل الأم القاعدة الأساسية للأمان النفسي للطفل والذي يترجم مع الوقت إلى نمو وجداني سليم يكون فيه الشخص واثقاَ من نفسه ويتمكن من تكوين علاقات سليمة لأنه اختبر تجربة التعلق الآمنة بنجاح، ويحدث العكس بالتأكيد عند فقدان هذا الأمان النفسي.
 وهناك التعلق العاطفي وهو أشد أنواع التعلق صعوبة وأشدها ويتمحور حول فكرة الاحتياج المفرط لشخص أو شيء بسبب فراغ عاطفي كبير نفسي وشعور بالنقص وعدم الاكتمال ويؤدي إلى خلل في التوازن والإدمان على تواجد الطرف الآخر مادياَ للإحساس بالطمأنينة ولا يكون هناك أي ذنب للطرف الآخر في ذلك لانه إن لم يدمنه سيتعلق بغيره، ويختلف التعلق بالتأكيد عن الحب فمشاعر الحب ذات طاقة إيجابية عالية ترفع المناعة ومشاعر السعادة وتزيد من النشاط والإبداع كما أن الحب قائم على الروح التي لا تخضع لقيود وعلى الحرية التي تصون الحب وتزيده.
وللتخلص من شباك التعلق المرضية يجب حب الذات وإرضاؤها والاهتمام بها وتحقيق النجاحات الشخصية لزيادة الثقة بالنفس وممارسة الرياضة والهوايات المفضلة والحفاظ على المرونة في التعامل مع الآخرين وتطبيق مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي في العلاقات لتقبل القوانين الكونية بان كل شيء قابل للتغيير وذلك للتعافي من معاناة التعلق.  أذب من قلبك كل تعلق بغير الله ولتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره فعندما تعلق قلب ابراهيم بإسماعيل أمر بذبحه وعندما تعلق يعقوب بيوسف حرمه منه، فالتعلق لا يكون إلا بالله ومعه وأي تعلق دون ذلك هو شقاء.
منال الحبال /إعلامية



فن كتابة الرواية
تعتبر الرواية من أهم النصوص الأدبية التى ترصدت معاناة الشعوب وتناولت الإنسانية في صورها المتعددة، وفن كتابة الروية لا يمتهنه إلا من لديه القدرة على اختزال المواقف والمشاهد التى تحدث بتفاصيلها الدقيقة التى لا يراها ولا يحللها إلا عقل مبدع يستدعيها وقت الحاجة إليها، كما أن الروائي أو القاص يتمتع بخيال خصب وحس مرهف يؤهله للتعبير عن مشاعر الأخر وسرد معاناته وابراز نقاط القوة والضعف في شخصيات روايته.
بناء الرواية والتخطيط لكتابتها يختلف من روائي عن الأخر في أسلوب التناول حسب القاموس اللغوي وتصنيف القصة وميولها وخطها في ابراز المضمون والهدف منها، لكن الجميع يتفق على أن قوامها الاساسي هو الموضوع وما يشمله من تمهيد للتعريف بالأشخاص والمكان وزمن حدوثها، خاصة وان الرواية أو القصة الطويلة تختلف عن الاقصوصة والقصة القصيرة من حيث عدد الاشخاص وتعدد المواقف والقضايا العامة التى تخدم المحاور الرئيسية للبطل، فالرواية تهتم بأدق التفاصيل وتحتاج إلى تصور حرفي للحالة بخلاف القصة القصيرة التى تعتمد على موقف بسيط من جانب حياتي لفرد أو لكائن حي. كتابة القصة أو المقال أو احتراف فن الكتابة بصفة عامة يتطلب القراءة المتأنية والكثيرة في شتى المجالات، وهذا يعطي الكاتب قوة في التعبير والمعرفة بالأحداث العامة المحيطة به مما يدعمه في طرح قضاياه والتعبير عنها، فلا كتابة بدون قراءة، والقراءة لا تقتصر فقط على المؤلفين العرب بل تمتد إلى الأدب الانجليزي وغيره من الأداب المختلفة، فارنست همنجواي يختلف عن جورج اورويل عن نجيب محفوظ وكلهم حاصلون على نوبل في الأدب.
فتناول رواية العجوز والبحر كان مختلفا تماما عن رواية مزرعة الحيوانات واختلفا عن أولاد حارتنا، لكن اشتركوا في القضية والفكرة والحبكة وفن السرد والتشويق وفي نمط الوصف والثلاث روايات كتبوا بأسلوب الراوي الذي يحكي عن تفاصيل القصة ووصفها بحرفية وفن وإبداع.
رنا الشريف /كاتبة  



الرضا
صور الرضا كثيرة ومتعددة والشعور به يعكس الوجدان الداخلي لصاحبه، قد تكون القناعة سمة من سمات الرضا، لكن اللفظ المجرد للقناعة لا يفي بالحاجة لأن البشر دائما ما يحلق بخياله ويتطلع إلى ما هو أفضل بكثير، فمسألة القناعة وانها كنز لا يفنى قد يكون صحيحاً عند البعض لكن ليس الكل، أما حالة الرضا فتأتي غالبا عند المساس الشخصي بأمر يستعصي على صاحبه تصديقه فيسلم الأمر ويعلن الرضا والسلام النفسي.
فإذا ما قلنا إن القناعة كما وردت في الأمثال الشعبية لا تفنى، فيأتي تساؤل كيف للمرء أن يقنع ولم يصل إلى معدلات الاكتفاء، أما الرضا فيأتي على أجزاء وليس في المطلق، لأن الرضا بالقضاء والقدر من صميم الإيمان وأركانه الرئيسية، فقد يرى المرء عند حالة من حالاته ويسعى لتحقيق أهدافه ويعمل على تنفيذها في حالات أخرى، أما القناعة فتعطي إحساساً بالتواكل وأن الأمر لا يستدعي لتحقيق الأهداف أو مزاولة العمل للرقي والتقدم.
الصور كثيرة والفروق بينهم قليلة للغاية، وذلك حسب استقبال الشخص فكرة القناعة ومفهوم الرضا، وكلامهما من الصفات الحميدة التى يشعر بها الإنسان الطبيعي صاحب الرؤى والفعال في المجتمع، فكلما زادت المعرفة والثقافة زاد الوعي بأن الاكتفاء والقناعة والرضا لا يأتوا لمجرد التشدق بهم دون الإيمان والعلم بهم.  
السيد إمام



جميلات ولكن

تعقيبا على مقال نشر في جريدة الفجر بعنوان "نساء جميلات" تناول فيه الكاتب ظاهرة لفت فيها نظر المجتمع والجميلات أنفسهن لها، وجاء المقال محملاً بالعديد من التساؤلات مبرهناً بأن الحسناوات أكثر النساء تعثراً في الحياة، ولتخصصي في مجال الاستشارات الزوجية والتنمية البشرية أجزم بأن المقال لمس جزءاً كبيراً من الحقيقة وردا على التساؤلات التى جاءت بين السطور، نكتشف أن الفتاة الجميلة تشعر بهذا الحسن وتسمع إطراء من الجميع، فتهتم بمظهرها وتعتني به أكثر، وترسخ لديها فكرة أنها تستحق فارس أحلام مختلفاً وقد تنتظر طويلا ولم يأت فيتحقق التعثر.
وهناك من السيدات الحسناوات اللاتي تزوجن ليسعين للاستقرار وبناء أسرة والاستمتاع بالحياة، ولكنها تصطدم بأخلاقيات الرجل الشرقي الذي يشعر على طول الخط أنه بعقد القران قد وقع صك عبودية على المرأة، فيتابعها بعين الغيرة ويحاصرها في كل أمور حياتها فقط لأنها جميلة أو تتمتع بروح طيبة تجذب الدائرة المحيطة بها لاحترامها وتقديرها، لكن غالبا لا يعجب الزوج إطراء المجتمع لها ووصفها بالحسن ولو كان المدح في سلوكياتها العامة.
فالتعثر الذي يصيب المرأة الجميلة مصدره المجتمع لوضعها في قالب شفاف يستباح للجميع مراقبته والتحدث عنها، في حين أن هذا الجمال قد لا يتواجد في حال أنها تمتلك جمالاً خارجياً فقط، لأن منظور الجمال ينقسم إلى جمال داخلي وخارجي معا وجمال داخلي وآخر خارجي، فالجمال الداخلي يضفي على الشخصية جمالاً وحسناً رائعين تجد فيهما المرأة نفسها كملكة متوجة بتاج الثقة والطموح والأمل.
صحيح أن الكاتب نوه عن التعثر ولم يذكر الأسباب ربما أراد أن يدق نقوساً لينبه به المجتمع ليرفق بهؤلاء النساء ولا يضعهن تحت مكروسكوب التلصص والتدخل في شؤونهن بلا استئذان، وأن يعتبر المجتمع هؤلاء النسوة لا يتمتعن بهذا الجمال بقدر ما هو أحيانا نقمة لما يلاقون من حصار، فلو أن دائرة التعارف تعاملت مع الوضع بثقة وبتصالح نفسي ستكون الحياة جميلة جدا للجميع فالجمال نسبي، ولا توجد  -كما قال الكاتب - امرأة غير جميلة.
 سمر موسى /كاتبة



أخلاق من في أرحامنا
كم من الأشخاص لديهم القدرة على الاعتراف بوجود ابن عاق، وإن تمكن البعض من البوح لصديق مقرب مع تردد وشعور بالذنب حتى لا يحمل الابن أو الابنة وصمة عار في محيط الأسرة والأصدقاء،  فليس هناك جريمة في حق من جاؤوا بنا إلى الحياة مثل العقوق بكل تفاصيله غير الأخلاقية. اتصلت أم على أحد البرامج وقالت للشيخ: كان لي ابن بار يعتني بي حتى أنه أسس لي بيتا ثم توفاه الله ولي ابن آخر عكسه تماما، بدأت تروي تفاصيل عن التطاول اللفظي والقسوة والبخل حتى في شراء الدواء وهي مسنة تخطت السبعين من عمرها وظلت تتحدث وتبكي وسط اندهاش مقدمة البرنامج والشيخ، في الحقيقة ملامح العقوق كلها تتشابه في قبح الأخلاق والمشاعر.
العاق غالباً ابن سليط اللسان لا يمتلك اللباقة أو الصياغة اللائقة مع أهله ، ولن يكون أفضل بكثير مع غيرهم  كلها مسألة وقت وتظهر آفة خلقه في سلوكه مع اشخاص آخرين في علاقاته الأخرى، فالعاق غالبا أناني لا يهمه إلا نفسه أولا وأخيرا وقد يدخل في مشاجرات مع الأشقاء لرغبته الدائمة في تغليب مصلحته ، ولن تدوم علاقته مع الأصدقاء ممن قدموا له الكثير ثم تعامل معهم بالجحود المتأصل في نفسه.
باختصار توليفة من الصفات المشينة تولد مجموعة من التصرفات تجعل الأهل حقا في حالة إرهاق  لو كان لديهم القوة للتصدي ، لكن عند التقدم في العمر وتراجع الصحة وقلة الدخل وقلة الحيلة وقلة الأدب تتحول حياة هؤلاء إلى نوبات من البكاء والوجع ليس بمقدرة الجميع البوح عنه وإعلان تفاصيل يومية من الازعاج والتوتر والإحباط والشعور بالخوف من الآتي ومحاولة البحث عن بديل  كخادم أمين أو دار مسنين، وكأن قدرك مع هذا الابن العاق أن يشخبط في مخيلتك ويلونها بالأسود ، لينتزع منك أمل الحلم بغد آمن وسط رعاية واهتمام وحب وبر من قدمت لهم الكثير والكثير، وأخذت أفكر في الآية الكريمة "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ" وسألت نفسي هل تنجح أشعة الأطباء في الكشف عن أخلاق من تحمله أرحامنا، أرى أن نوع الجنين ذكر أو أنثى قد يساعد في اختيار الوان الملابس للمولود القادم ليس أكثر ، أما أخلاقه وبره فلازال في علم الله ينفرد به وحده عز وجل.
منى عبد العزيز /كاتبة



المعقصة.. كوافيرة الماضي

المعقصة هي الماشطة وهي المجد له والغلابة والعكافة أو العجافة والمظفرة وتعددت الأسماء لها على أن ميزتها الأساسية إنها امرأة تحسن تمشيط الشعر وتتخذه حرفه لها مثلما اختصت بشعر المرأة وتمرست فيه  قبل أن تداهمها وتعصف بها رياح المدنية والغزو الحضاري وصالونات التجميل التي قضت على براءة زينة المرأة وخصوصيتها.
واعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي لدولة الإمارات قديمًا على جانبين مهمين، أولهما الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالأعياد والزواج وغير ذلك، وثانيهما الجانب الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل البيوت بالحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية يجب عدم البوح بها، وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والروح.   ولكون المعقصة عادة امرأة فقيرة فقد استلزم ذلك قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في إعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدة تتعلمها وتمارسها  في كل فريج، وغالبًا ما تستدعي من حارة أخرى إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها وجودة خلطاتها وتجديلها وخدمتها وأحيانًا يستدعى أكثر من واحدة إذا كانت المناسبة تخص الأغنياء والتجار.
وتمارس عملها ضمن مواعيد ومواقيت ومناسبات خاصة فنجدها تنتقل من بيت إلى بيت كل يوم خميس أو جمعة لتعقيص شعور النساء، إضافة للمناسبات والمواسم مثل انتهاء النفاس بعد أربعين الولادة وكذلك عودة الرجال من رحلة الغوص التي كانت تمتد لبضعة أشهر، وعند عودة الزوج من السفر وقبيل الأعياد وحفلات الزواج حيث تقوم بتزيين العرائس وفي بعض الأحيان تذهب البنات ومعهن رشوشهن "زيوتهن" إلى بيتها حيث يجلسن في حلقة واحدة لتجديل شعورهن وكان لكل مناسبة وكل عمر وكل منزلة اجتماعية تسريحتها الخاصة ورشوشها الصافية منها والمخلوطة.
تعيش المعقصة في الفريج أو الحارة وثمة أسر ميسورة عادة "ما يكون لها معقصة خاصة بهم تعيش معهم في البيت وتكني أحيانًا باسم الأبن الأكبر للعائلة، وترافق بنت العائلة فيما لو تزوجت حتى نهاية الأسبوع الأول للزواج وقد تستمر أكثر إذا أرادت البنت ذلك، والأغرب من هذا كله أنها لم تكن قديمًا تقبض أجرًا محددًا متفقًا عليه بل تمنح مكافأة عينية في أغلب الأحوال تشتمل على المأكل والملبس أحيانًا ما عدا ما تقبضه من الأمهات عند زواج بناتهن بعدما تعقص وتزين العروس وتعلق المشموم على شعرها، كما نصب القهوة للعريس وتكشف وجه العروس لأهل العريس بالإضافة إلى ملازمتها لها طوال الأسبوع.
والعقوص جمع عقص وهي الضفيرة، وضفيرة المرأة شعرها إذا نسجت بعضه على بعض، والعقوص صفة تميز الفتاة ذات الشعر الطويل وتلتصق بها وتبدأ عملية العقوص بغسل الشعر مرة واحدة في الأسبوع كل يوم جمعة باستخدام "الطين الأحمر"  ودهنه بزيت جوز الهند أو بزيت الياسمين وتذوب قطعة من المسك أو العنبر في الدهن لإعطائه رائحة طيبة، وتحضر المعقصة وتقوم بتمشيط الشعر وفرقه أي تقسيمه إلى قسمين متساويين من الأمام عند الجبهة وباتجاه الخلف في خط مستقيم في منتصف الرأس.
هذا واستخدمت المرأة قديمًا دهن البقر لتليين الشعر، وفي البادية استخدمت المرأة الزبدة المأخوذة من حليب الإبل أو الغنم بعد تسخينها وتذويبها، واستخدمت المرأة الحضرية زيوت الشعر المجلوبة من الهند وإيران وباكستان فضلاً عن أمشاط البلاستيك والعظم والحديد وحتى الذهب والفضة التي لم تكن شائعة قديمًا بل كانت تقتصر فقط على الأسر الغنية.
مازن تميم /كاتب صحفي  

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot