بعد التطبيع مع اليمين المتطرف:

ألمانيا: هل وقّع الليبراليون وثيقة وفاة حزبهم...!

ألمانيا: هل وقّع الليبراليون وثيقة وفاة حزبهم...!

-- ساعد هذا الحزب الموالي لأوروبا في دفع المشروع المشترك في ستراسبورغ وبروكسل
-- في حال إجراء انتخابات جديدة، لن يكون للحزب الليبرالي أي نائب
-- يعيش الحزب حالة نزيف في صفوفه، ويخسر عددا من وجوهه البارزة


الأصفر والفوشيه الوردي... مرة أخرى، لم يخطئ المتظاهرون في برلين وإرفورت في تورينجيا العنوان، فالمسيرات التي تضاعفت منذ يوم الأربعاء، تستهدف الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي يأخذون ألوانه الزاهية ويغيّرون الشعارات.

لقد تسبّب هذا التنظيم في ضجة جراء قبوله دعم حزب البديل من اجل المانيا (اليمين المتطرف) في تورينجيا، وهي مقاطعة تقع وسط شرق ألمانيا. “من الأفضل عدم الحكم على ممارسته بشكل سيء”، قال كريستيان ليندنر رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي عام 2017، لتبرير رفضه تشكيل تحالف مع أنجيلا ميركل والخضر. واضطرت المستشارة حينها إلى الاتفاق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي على “ائتلاف كبير”، لم يكن أحد يريده، والذي تستمر العديد من صوره في تعطيل البلاد وأوروبا.
«هل من الأفضل ممارسة الحكم بفضل الفاشيين، على الا نحكم؟»، يرد عليه اليوم المواطنون الذين تحدوا البرد أمام المستشارية الفيدرالية حيث استقبلت أنجيلا ميركل مطولاً، السبت، ممثلي تحالفها الاتحاد المسيحي الديمقراطي-الاتحاد المسيحي الاجتماعي، لإيجاد حل في تورينجيا.

لم تتم دعوة الحزب الليبرالي الديمقراطي: “انهم مغامرون أظهروا عدم كفاءة”، تحسم بمرارة، الصحيفة الاقتصادية فيرتشافت فوتشه، المقربة من الليبراليين. ولم يعد هذا التيار الفكري ممثلا في ألمانيا. وفي تورينجيا، يشير استطلاع للرأي، إلى أنه في حال إجراء انتخابات جديدة، لن يكون للحزب الليبرالي أي نائب. وعلى المستوى الوطني، تمنحه الاستطلاعات 6 بالمائة فقط، في حين المطلوب لدخول البوندستاغ ما لا يقل عن 5 بالمائة.

حزب أوروبي
 في معسكر المنتمين للحزب، إنه النزيف. فقد سجلت الاتحادات الإقليمية عشرات المغادرين خلال الأيام الأربعة الماضية. ويخسر الحزب شخصيات بارزة، مثل رئيس لوبي الصيادلة، عضو منذ عشرين عامًا، أو مؤسسة ليبراليي ثورينجيا. ففي رسالة عامة، أوضحت ماري إليزابيث غروس، أن التقارب مع اليمين المتطرف يتناقض بشكل عميق مع فكرتها عن الحرية والليبرالية، وانها لم تعد تعرف أسرتها.
 وحسب استطلاع للرأي أجرته مجلة انفراتست، الخميس، فإن 25 بالمائة فقط من ناخبي الحزب الليبرالي الديمقراطي يرفضون فكرة التقارب مع حزب البديل من اجل المانيا.
فهل ما يحدث هو موت فاعل سياسي لعب دورًا رائدًا في الحياة الديمقراطية الألمانية؟ لقد حكم المعسكر الليبرالي مع ويلي براندت، وهلموت شميدت، وهلموت كول، وكان وزير من الحزب الليبرالي الديمقراطي هو من تفاوض على إعادة التوحيد مع الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.
كما ساعد هذا الحزب الموالي لأوروبا أيضًا في دفع المشروع المشترك في ستراسبورغ وبروكسل. ورغم انتكاسته في الانتخابات الأوروبية الاخيرة، إلا أنه يظل دعامة تاريخية لمجموعة التجديد (المجموعة الوسطية والليبرالية) والشريك الألماني لحزب ماكرون، الجمهورية الى الامام، في البرلمان.

«فخ اليمين المتطرف»
الا ان حليف ماكرون فقد مصداقيته... وانتظر توماس كامريش، الرئيس الليبرالي المنتخب بفضل دعم القوميين التابعين لحزب البديل من اجل المانيا، أربع وعشرين ساعة للاعتراف بأنه ما كان عليه أن يقبل بهذه الولاية.
وأوضح زعيم الحزب كريستيان ليندنر في البداية، أن قواته “وقعت في فخّ اليمين المتطرف” في أعقاب خدعة حزب البديل من اجل المانيا الذي قدم، خلال الاقتراع الأخير، مرشحه الخاص لكن مع مطالبة نوابه بالتصويت لصالح الليبرالي.
ورغم ان الاتحاد المسيحي الديمقراطي أبلغه بخطر المناورة، الا ان كريستيان ليندنر تجاهل التحذير. وفي حين قدم اليمين المتطرف الألماني عرضًا رائعًا لقدرته على التعطيل، حصلت أنجيلا ميركل على استقالة توماس كيمريش، ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة في تورينجيا.
في نهاية الأسبوع، وضعت مجلة شبيغل في صفحتها الأولى صورة الزعيم الكاريزماتي لحزب البديل من اجل المانيا في تورينجيا، بيورن هوك، ووصفته بأنه “شيطان قراطي”. وفي خريف هذا العام، قضت إحدى المحاكم بأنه يمكن أن يُطلق عليه قانونًا وصف “الفاشي”، بالنظر الى خطورة أفكاره على الديمقراطية.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot