محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
أنمي The Tatami Time... تجربة بصرية وفكرية مختلفة
بعد مرور 12 عاماً على الأنمي الفريد من نوعه، The Tatami Galaxy، جاءت تتمته أخيراً بعنوان The Tatami Time Machine Blues. هذه "التتمة" لم تكن جزءاً من الحكاية الأصلية، إنما إنتاج أصلي جديد يعتمد على الشخصيات نفسها في فرضية جديدة تقريباً. قد يحتاج الجيل الجديد للبحث قليلاً لمعرفة أنّ العمل الأخير ذا التقييم المرتفع، هو في الحقيقة هدية نوستالجيا للمتابعين القدامى، خصوصاً أنّ العنوان مختلف، كما عُرض الأنمي الجديد في بعض المنصات غير الرسمية، كعمل مستقل من دون أي إشارة للموسم السابق الذي مرّ على صدوره أكثر من عقد.
مما لا شكّ فيه، هو أنّ The Tatami بجزأيه، ليس عملاً جذاباً لمحبي الأنمي من النظرة الأولى، ففي الوقت الذي تزدهر فيه الرسومات في الأنمي، وتُبنى على تاريخ طويل من صناعة الشخصيات لتصبح ضمن واقعها الخاص، أي واقعية ضمن عالم الأنمي، أخذ The Tatami Galaxy منحى مختلفاً فنياً، فالرسومات وتصميم الشخصيات، وجميع طرق التعبير، تبتعد عن الرسومات المعتادة في الأنمي على اختلافها.
يمكن اعتبار The Tatami Galaxy عملاً لا يخلو من السوريالية، فالألوان التعبيرية والشخصيات التي نراها من منظور البطل الشخصي وكأنها كابوس أو حلم، جعلت منه تجربة بصرية وفكرية مختلفة. هذه الطريقة كانت حافزاً أساسياً لجعل المتلقي يفكّر في أكثر مما يرى. أكثر من ذلك، ولتزيد الغرابة، كانت الحلقة الأخيرة من The Tatami Galaxy مصنوعة من فيديو واقعي تتحرك ضمنه الشخصيات المرسومة، وهذا جعل المشاهدين يفكّرون إن كانت هذه خدعة لتخفيض الميزانية وجعل العمل يبدو عميقاً، أم أن الحلقة الأخيرة عُرضت بهذا الشكل، لأننا هذه المرة سنشهد على تجربة مختلفة يعيشها البطل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن حلقة كهذه لن تمر ببساطة، من دون جعل المشاهدين يتساءلون عن معناها، ويخرجون بنظريات مختلفة.
تدور الأحداث ضمن أماكن قليلة جداً، ومكان الحدث الرئيسي هو غرفة التاتامي أو الحصير التي يسكنها البطل، والخيار الفني هنا قتل رتابة المكان بتصويره من منظور مشاعر البطل.
The Tatami Galaxy ليس عملاً مقتبساً عن مانغا، بل عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الياباني توميهيكو موريمي، وهذا بالتأكيد يسهل اتخاذ خيارات فنية متطرفة من القائمين على العمل، فالمانغا تفرض رؤيتها الفنية قبل الأنمي، بينما هنا لا يوجد سوى نص مكتوب من دون رسومات. الاقتباس عن رواية يفسر لماذا نسمع صوت البطل كراوٍ في أغلب الوقت، وروايته هنا ليست مجرد سرد للأحداث، إنما الجزء الأعمق من شخصيته، وهي بالتأكيد قراءة مثيرة للاهتمام للرواية الأصلية، إذ قرر صنّاع الأنمي أن البطل يتحدث بسرعة كبيرة، من دون توقف من شدّة توتره من أفكاره الخاصة وما يحدث حوله.
تدور الحكاية حول البطل الذي لا نعرف اسمه، ويريد أن يعيش الحياة الجامعية الوردية كما يروج لها، عبر دخوله إلى نادٍ جامعي ما، ويتعرف على فتاة هناك، ويعيش قصة حب سعيدة من أجل حياة جامعية مثالية، فيختار في البداية نادي التنس، وتنتهي تجربته بشكل مأساوي بعد تعرفه إلى أوز الذي يأخذه لطريق سوداوي وخبيث، لينتهي كشخص هدفه في الحياة تدمير العلاقات العاطفية للآخرين برفقة أوز. في نهاية الحلقة، يتمنى البطل لو أنه دخل نادياً مختلفاً، فلربما كان ليقضي الحياة الجامعية المثالية. تتحقق أمنية البطل، ويعود بالزمن ويكرر التجربة مع نادٍ مختلف، وفي كل مرة يلتقي بأوز والشخصيات الرئيسية نفسها، وتنتهي حكايته كل مرة بالندم.
شخصيات عالم The Tatami Galaxy نمطية تماماً، ويمكن وضعها في أي فرضية لتقوم بدورها نفسه، من دون أي تطور واختلاف، ليكون العمل أقرب إلى كوميديات الارتجال المسرحية القديمة، وهذا ما سهّل صناعة موسم ثانٍ لم يكن ضمن الرواية.
بدوره، يقدم The Tatami Time Machine Blues الشخصيات نفسها غير عابئ بنهاية الموسم الأصلي المعقدة، ليعيدها إلى فرضياتها النمطية السابقة، لكن هذه المرة مع تجربة جديدة وحيدة، هي اكتشافهم لوجود آلة زمن. يدور الحدث الرئيسي حول تعطل جهاز التحكم الخاص بمكيف غرفة الحصير في صيف حار، لتصبح هذه الحرارة الشغل الشاغل للبطل الذي يعتبر أنّ طقساً كهذا يمنعه من التطور، ولتدور الشخصيات حول عالمها الضيق مجدداً كما اعتدنا عليها، يتم استخدام آلة الزمن لمنع جهاز التحكم من التعطل.
تمكن الموسم الثاني من إظهار الروح نفسها التي عرفها المتابعون في الموسم الأول، لكن هذه المرة من دون تعقيدات، فلا يتدخل بهذه الطريقة بأحداث الرواية الأصلية، ليكون أسهل للفهم ومغامرة بسيطة مليئة بالنوستالجيا للمشاهدين.
لا تمارس شخصيات مجرة الحصير أفعالاً تتجاوز عالمها الضيق، وفي الوقت نفسه تحضر مرجعيات ثقافية وفنية عديدة طوال العملين، مثل أسماء مخرجين سينمائيين، وعناوين مسرحيات وكتب مختلفة. تحد المعرفة الكبيرة للأبطال من تجربتهم بدلاً من دفعهم إلى الأمام بشكل كاريكاتيري ساخر. يعود البطل في الزمن كل مرة، لكنه بدلاً من الاستفادة من أي شيء يبقى محبوساً ضمن عالم الحياة الجامعية، مع الأشخاص نفسهم. في الموسم الثاني ومع وجود آلة زمن، تفلسف الشخصيات فكرة السفر في الزمن أكثر من اللازم مع معرفتهم بنتائج ما قد يحدث وفقاً لنظريات وأمور شاهدوها، لتكون التجربة التي يختارون القيام بها ضيقة ضيق حياتهم اليومية.
مما لا شكّ فيه، هو أنّ The Tatami بجزأيه، ليس عملاً جذاباً لمحبي الأنمي من النظرة الأولى، ففي الوقت الذي تزدهر فيه الرسومات في الأنمي، وتُبنى على تاريخ طويل من صناعة الشخصيات لتصبح ضمن واقعها الخاص، أي واقعية ضمن عالم الأنمي، أخذ The Tatami Galaxy منحى مختلفاً فنياً، فالرسومات وتصميم الشخصيات، وجميع طرق التعبير، تبتعد عن الرسومات المعتادة في الأنمي على اختلافها.
يمكن اعتبار The Tatami Galaxy عملاً لا يخلو من السوريالية، فالألوان التعبيرية والشخصيات التي نراها من منظور البطل الشخصي وكأنها كابوس أو حلم، جعلت منه تجربة بصرية وفكرية مختلفة. هذه الطريقة كانت حافزاً أساسياً لجعل المتلقي يفكّر في أكثر مما يرى. أكثر من ذلك، ولتزيد الغرابة، كانت الحلقة الأخيرة من The Tatami Galaxy مصنوعة من فيديو واقعي تتحرك ضمنه الشخصيات المرسومة، وهذا جعل المشاهدين يفكّرون إن كانت هذه خدعة لتخفيض الميزانية وجعل العمل يبدو عميقاً، أم أن الحلقة الأخيرة عُرضت بهذا الشكل، لأننا هذه المرة سنشهد على تجربة مختلفة يعيشها البطل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن حلقة كهذه لن تمر ببساطة، من دون جعل المشاهدين يتساءلون عن معناها، ويخرجون بنظريات مختلفة.
تدور الأحداث ضمن أماكن قليلة جداً، ومكان الحدث الرئيسي هو غرفة التاتامي أو الحصير التي يسكنها البطل، والخيار الفني هنا قتل رتابة المكان بتصويره من منظور مشاعر البطل.
The Tatami Galaxy ليس عملاً مقتبساً عن مانغا، بل عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الياباني توميهيكو موريمي، وهذا بالتأكيد يسهل اتخاذ خيارات فنية متطرفة من القائمين على العمل، فالمانغا تفرض رؤيتها الفنية قبل الأنمي، بينما هنا لا يوجد سوى نص مكتوب من دون رسومات. الاقتباس عن رواية يفسر لماذا نسمع صوت البطل كراوٍ في أغلب الوقت، وروايته هنا ليست مجرد سرد للأحداث، إنما الجزء الأعمق من شخصيته، وهي بالتأكيد قراءة مثيرة للاهتمام للرواية الأصلية، إذ قرر صنّاع الأنمي أن البطل يتحدث بسرعة كبيرة، من دون توقف من شدّة توتره من أفكاره الخاصة وما يحدث حوله.
تدور الحكاية حول البطل الذي لا نعرف اسمه، ويريد أن يعيش الحياة الجامعية الوردية كما يروج لها، عبر دخوله إلى نادٍ جامعي ما، ويتعرف على فتاة هناك، ويعيش قصة حب سعيدة من أجل حياة جامعية مثالية، فيختار في البداية نادي التنس، وتنتهي تجربته بشكل مأساوي بعد تعرفه إلى أوز الذي يأخذه لطريق سوداوي وخبيث، لينتهي كشخص هدفه في الحياة تدمير العلاقات العاطفية للآخرين برفقة أوز. في نهاية الحلقة، يتمنى البطل لو أنه دخل نادياً مختلفاً، فلربما كان ليقضي الحياة الجامعية المثالية. تتحقق أمنية البطل، ويعود بالزمن ويكرر التجربة مع نادٍ مختلف، وفي كل مرة يلتقي بأوز والشخصيات الرئيسية نفسها، وتنتهي حكايته كل مرة بالندم.
شخصيات عالم The Tatami Galaxy نمطية تماماً، ويمكن وضعها في أي فرضية لتقوم بدورها نفسه، من دون أي تطور واختلاف، ليكون العمل أقرب إلى كوميديات الارتجال المسرحية القديمة، وهذا ما سهّل صناعة موسم ثانٍ لم يكن ضمن الرواية.
بدوره، يقدم The Tatami Time Machine Blues الشخصيات نفسها غير عابئ بنهاية الموسم الأصلي المعقدة، ليعيدها إلى فرضياتها النمطية السابقة، لكن هذه المرة مع تجربة جديدة وحيدة، هي اكتشافهم لوجود آلة زمن. يدور الحدث الرئيسي حول تعطل جهاز التحكم الخاص بمكيف غرفة الحصير في صيف حار، لتصبح هذه الحرارة الشغل الشاغل للبطل الذي يعتبر أنّ طقساً كهذا يمنعه من التطور، ولتدور الشخصيات حول عالمها الضيق مجدداً كما اعتدنا عليها، يتم استخدام آلة الزمن لمنع جهاز التحكم من التعطل.
تمكن الموسم الثاني من إظهار الروح نفسها التي عرفها المتابعون في الموسم الأول، لكن هذه المرة من دون تعقيدات، فلا يتدخل بهذه الطريقة بأحداث الرواية الأصلية، ليكون أسهل للفهم ومغامرة بسيطة مليئة بالنوستالجيا للمشاهدين.
لا تمارس شخصيات مجرة الحصير أفعالاً تتجاوز عالمها الضيق، وفي الوقت نفسه تحضر مرجعيات ثقافية وفنية عديدة طوال العملين، مثل أسماء مخرجين سينمائيين، وعناوين مسرحيات وكتب مختلفة. تحد المعرفة الكبيرة للأبطال من تجربتهم بدلاً من دفعهم إلى الأمام بشكل كاريكاتيري ساخر. يعود البطل في الزمن كل مرة، لكنه بدلاً من الاستفادة من أي شيء يبقى محبوساً ضمن عالم الحياة الجامعية، مع الأشخاص نفسهم. في الموسم الثاني ومع وجود آلة زمن، تفلسف الشخصيات فكرة السفر في الزمن أكثر من اللازم مع معرفتهم بنتائج ما قد يحدث وفقاً لنظريات وأمور شاهدوها، لتكون التجربة التي يختارون القيام بها ضيقة ضيق حياتهم اليومية.