معقل جمهوري قد يقلب الرئاسية:

إذا سقطت تكساس، وداعا دونالد ترامب...!

إذا سقطت تكساس، وداعا دونالد ترامب...!

-- مجموعة جديدة من الناخبين وفدت على الولاية تهز القوى السياسية
-- يعتقد ترامب، أن المرشح الذي يمكن أن يسبب له مشاكل كثيرة هو جو بايدن
-- استطلاعات الرأي تقول ان ترامب سيكسب بفارق 4 نقاط ضد ساندرز في تكساس
-- انسحاب بيت بيتيغيغ يفسح الطريق لبايدن ويمنحه جرعة أوكسيجين اضافية
-- تعتبر تكساس واحدة من الولايات التي تتمتع بأدنى نسبة إقبال على التصويت في البلاد
-- لم تصوت تكساس لمنافس ديمقراطي على البيت الأبيض منذ جيمي كارتر عام 1976


كان حفل عشاء جمع 600 شخص، في استاد أرلينغتون الضخم الذي يتسع لمائة ألف، في منتصف الطريق بين دالاس وفورت وورث، المدينتين المتنافستين في شمال تكساس. في تلك الليلة، لم يتردد السناتور الجمهوري جون كورنن، الذي يترشح لولاية رابعة في نوفمبر القادم، في تأكيد: “إذا فقدنا تكساس، فلن يكون هناك رئيس جمهوري أبدًا ونحن احياء”... قلق تأكّد مجددا في الأيام الاخيرة في اجتماع نادي أرلينغتون الجمهوري.
في مافريكس بار، تجمع أكثر من 100 ناشط محلي من مقاطعة تارانت (2.5 مليون نسمة) للصلاة والتنظيم.
ومن بين العديد ممن اجتازوا السبعين، ومعظمهم من البيض، اختار المستشار السياسي المحافظ كريغ أونبي كلماته: “إذا سقطت مقاطعة تارانت، تسقط تكساس... وإذا سقطت تكساس، وداعا دونالد ترامب!”
تكساس خطر على الجمهوريين
“يدرك الجمهوريون أنهم في خطر”، قال رجل أعمال مطلع على الأعراف السياسية المحلية. الأرقام واضحة، ولا يمكن تجاهلها.

تكساس، ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان بعد ولاية كاليفورنيا -30 مليون نسمة، والاقتصاد العالمي العاشر، والمساهم الثاني في المجمّع الانتخابي للرئاسية -لم تصوت لصالح مرشح ديمقراطي للبيت الأبيض منذ جيمي كارتر، عام 1976.
لكن على مدى الثلاثين سنة الماضية، سجّل الديمقراطيون صعودا. من 10 إلى 15 نقطة، مهما كانت استطلاعات الرأي، محلية أو وطنية، بفضل الوزن الديموغرافي للاتينوس الذي تضاعف ثلاث مرات في جيل، بينما تجمّد وزن البيض، ولكن أيضا، بفضل التدفق المستمر للأمريكيين من ولايات أخرى، ولا سيما كاليفورنيا.

جسم انتخابي جديد
في مقر الحزب الجمهوري في فورت وورث، عاصمة رعاة البقر التاريخية والبوابة المؤدية إلى الفارويست، يوضح زعيمه ريك بارنز، أن هؤلاء القادمين الجدد “يفرون من اشتراكية” الولايات الديمقراطية، ويلجؤون الى تكساس. لكن بالنسبة لجانا سانشيز، القائدة الديمقراطية لمنظمة بلو تكساس استراتيجي، فإن الذين استقروا هنا هم شباب، يمثلون التنوع العرقي، ويعملون في الشركات الكبرى، ويشكلون فعلا مجموعة جديدة مناهضة لترامب.
وهذا من شأنه أن يفسر جزئياً، نجاح بيتو أورورك، المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ عام 2018، ضد تيد كروز، وهو بارون جمهوري يسنده حزب الشاي. ولئن فاز هذا الأخير في النهاية في جميع الدوائر الانتخابية، فانه انهزم بصعوبة في مقاطعة تارانت، آخر معقل حضري للجمهوريين في تكساس. وبالنسبة لريك بارنز، كان ذلك بمثابة “الانذار”. وكانت مدن هيوستن ودالاس وسان أنطونيو، ديمقراطية منذ فترة طويلة، لكن في فورت وورث لم يعش الجمهوريون مثل ذاك الإذلال.
هل يعيد التاريخ نفسه؟
ماذا لو اعاد التاريخ نفسه في نوفمبر؟ هنا تتصادم نظريتان. هل تحتاج تكساس إلى ديمقراطي مثل بيرني ساندرز، القادر على إيقاظ الحشود، وإثارة إعجاب الشباب، وبان يعد الجميع بثورة اجتماعية؟ أم شخصية أقل انقساما وأكثر وسطية، قادرة على إقناع الجمهوريين المعتدلين بمغادرة معسكر ترامب، الذي انضم الكثيرون اليه نتيجة الانضباط وليس الافتتان؟
هناك من يرى من الشباب، انه ما كان على جو بايدن، نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، “خوض هذه المعركة الاضافية”، ومن يرى انه ما كان على الملياردير مايك بلومبرغ أبدًا الموافقة على ممارسات الشرطة “العنصرية” عند الاعتقال لما كان عمدة نيويورك، لذا يذهب هذا الصنف إلى ساندرز وبرنامج الضمان الاجتماعي العمومي للجميع، رغم كلفته الباهظة.
 لكن، ثمة من هم مقتنعون بأن ساندرز “سيصنع التاريخ”، ويدفعهم حماسهم الى عدم فهم فهم رؤية الاستبلشمنت الديمقراطي، المتمثلة في كسب الوسط من خلال استعادة أصوات الجمهوريين المحبطين.
ويظل امتناع الشباب عن التصويت هو المشكلة الحقيقية، حيث تعتبر تكساس واحدة من الولايات التي تتمتع بأدنى نسبة إقبال على التصويت في البلاد، وبالنسبة إلى مقاطعة تارانت، فإن الوضع أسوأ من ذلك.
 وتعتقد أستاذة جامعية ان “الوقت لم يحن بعد لرؤية تكساس تتحول إلى اللون الأزرق”، مشيرةً إلى ألوان الحزبين الرئيسيين، خاصة، كما تضيف، إن معركة تعبئة اللاتينوس لم تكسب أيضًا.

فارق ضئيل
ويرى محللون، انه باستطاعة بيرني ساندرز فقط، إعطاء الأمل لشريحة العمال والمهاجرين، وإقناعهم بضرورة المشاركة والتصويت على نطاق واسع في نوفمبر، حتى وان بقي السناتور، 78 عامًا، مثل منافسيه الديمقراطيين، يعارض بشدة أدنى تقييد للحق في الإجهاض، والذي لا يزال يعيق ثلث اللاتينوس في تكساس وهم من الكاثوليك على التصويت للديمقراطيين.
إذن، من سيفتك تكساس؟ وفقًا لآخر استطلاعات الرأي، إذا كان ساندرز في المقدمة للفوز بالتمهيدية في تكساس الثلاثاء، فسيخسر بفارق 4 نقاط أمام ترامب في نوفمبر، كما سينهزم بلومبرغ. وبايدن، بفارق 3 نقاط. وفي كل الاحوال، ما زال ترامب يحقق هنا أسوأ النتائج لرئيس جمهوري منذ نصف قرن. وهذا، بالنسبة للنشطاء التقدميين في فورت وورث، ما يجعل من تكساس، لا ولاية حمراء ولا ولاية زرقاء، بل ولاية أرجوانية، وبعبارة أخرى، مكان كل الاحتمالات في المستقبل.
ومع ذلك جميع الجمهوريين في تكساس -ناشطون على مستوى القاعدة، وزعماء محليون -يروون التالي وكأنه تعاليم دينية جديدة: إذا فاز ساندرز بتكساس وأصبح المرشح الديمقراطي في المؤتمر، فإننا لن نقلق ابدا... أمريكا ليست اشتراكية، وسيتم إعادة انتخاب ترامب على بساط من حرير. ويعكس هذا الراي ما يقوله الديمقراطيون في أرلينغتون وفورت وورث، مع فارق بسيط، أنه يأتي فقط على لسان مسؤولي الحزب وليس الناشطين.
ويعترف أندريا، منظم جلسة مراقبة بمناسبة مناظرة المترشحين الأخيرة في تشارلستون، ساوث كارولينا، أن ساندرز يحظى بشعبية بين الشباب واللاتينوس، وهذه إمكانات كبيرة هنا في تكساس، لكنه يحذر من أنه إذا أصبح مرشحًا للحزب، فانه لن يكون باستطاعة أي مترشّح لمنصب محلي (مجلس تكساس ومجلس الشيوخ) أو وطنيًا (انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ واشنطن)، ان يُنتخب باسم أو تحت برنامج ساندرز. انه يساري جدا، ومثير للانقسام، وليس “تيارا سائدا” بما يكفي بالنسبة لشريحة كاملة من ناخبي ترامب المستعدين للتصويت ديمقراطياً ولكن ليس لـ “اشتراكي”.

ترامب يخشى بايدن
ويعتقد ترامب، أن المترشح الذي يمكن أن يسبب له مشاكل كثيرة هو جو بايدن، وإن انتصاره في ساوث كارولينا، وتذكيره بتراث أوباما، ورغبته في تكريم جذوره من الطبقة الوسطى في بنسلفانيا، وقربه من النقابات العمالية والعمال ذوي الياقات الزرقاء في الغرب الأوسط، كل هذا يشكل خطراً على ترامب.
بايدن هو خادم الاستبلشمنت، لأنه لم يسبق له ان مارس الحياة العملية العادية للأجراء، وقد خدم المؤسسات الفيدرالية طوال حياته بفضل نعمة الاقتراع العام. لكنه ليس مثل الممثلين الآخرين لنخب واشنطن. ويكفي فقط رؤيته مساء السبت في كولومبيا وهو يسقط في أحضان عرابه المحلي جيم كليبرن، لفهم أن هناك صلة عميقة وحقيقية بين بايدن، والناخب الأمريكي الأسود، والديمقراطيين القاعديين في الحزب، وعامة الناس. انه بسيط ومباشر، خطّاء، ولكنه بالتأكيد صديق وقريب من الأمريكيين العاديين، متعاطفًا، وهذا ما يخافه ترامب.
لأنه إذا كان هذا الملياردير قادرًا على استقطاب الأمريكيين الذين انخفض تصنيفهم الطبقي باتجاه القاع، فلأنه كانت أمامه مرشحة قبل أربع سنوات اعتبرت هؤلاء الناخبين “بائسين”. وإذا كان ساندرز وبايدن في وضع جيد لاستعادة جزء من هذا الجسم الحاسم من رقعة الشطرنج الاجتماعية والسياسية، فإن بايدن لديه أيضًا القدرة على إقناع جزء من الجمهوريين المعتدلين الذين لم يعد دونالد ترامب يقنعهم. والسؤال برمته هو معرفة كم هي هذه النسبة في الولايات الرئيسية مثل تكساس ونورث كارولينا، وأيضًا في ولايات مثل ميشيغان أو أوهايو التي ستصوت خلال ميني الثلاثاء في 10 مارس.

لغز بلومبرغ
يبقى سؤال بقيمة 60 مليار، حجم ثروة مايكل بلومبرغ. هل يستطيع، وهل سيبقى في السباق إذا فاز بمندوبين أقل من بايدن وساندرز يوم الثلاثاء؟ تصعب الإجابة على هذا السؤال.
في تكساس، هناك الكثير من المال، حيث يتقاضى المتطوعون رواتب أفضل على ما يبدو مما كانوا يتقاضونه في الوظيفة التي قاطعوها خلال الحملة. والمدير الإقليمي براندون، 27 سنة، جاء مباشرة من ولاية بنسلفانيا يجر وراءه سنوات من الحملة الديمقراطية.
الاحتراف والكفاءة والتمويل غير المحدود، من الممكن أن تكون هذه الوسائل قادرة على أن تؤتي ثمارها في صناديق الاقتراع، لا سيما وأن الإعلانات التلفزيونية التي تبثها حملة بلومبرغ طوال السهرة على شاشات التليفزيون والراديو قد صمّمت بشكل جيد.
هناك ثلاثة أنواع. اعلانات تذكّر بسيرته الذاتية كعمدة لبلدية نيويورك وراع للأعمال الخيرية. واخرى تقصف ترامب بحجج دقيقة بقدر ما هي وحشية، خاصة فيما يتعلق بإدارتــــه لأزمـــــة فيروس كورونا؛ واعلانات تخدش ساندرز بشدة، على سبيل المثال من خلال التذكير بغموضه بشأن التشريع المناهض للأسلحة النارية، وهو موضوع يشغل الشباب بشدة.
مساء السبت، بعد انتصار بايدن في ساوث كارولينا (بفارق 30 نقطة عن ساندرز، وأكثر من 10 مندوبين على المستوى الوطني)، طرح المعلقون السياسيون على المحطات التلفزيونية السؤال.
 أي مصلحة لبلومبرغ بالبقاء في السباق حتى النهاية بما أن ثروته تسمح له بذلك؟
 لقد طرح البعض الدور الذي يمكن أن يلعبه عبر الانسحاب من السباق لصالح بايدن، الذي ربما استهان به. في الحقيقة، لدى بلومبرغ عدوين فقط، ترامب أولاً، وساندرز الثاني... وسيكون الولاء لبايدن منطقيًا... لكن متى وكيف؟

لم شمل الحزب
يقول التاريخ، جاء كينيدي إلى تكساس في نوفمبر 1963 لإعادة توحيد الديمقراطيين الذين بلغ انقسام حزبهم درجة خطيرة للغاية. في ذلك الوقت، كانت تكساس ديموقراطية، وفاز جون كنيدي في تكساس عام 1960 ضد نيكسون، بفضل دعم نائبه التكساني ليندون جونسون، وكان الحاكم، جون كونالي، ديمقراطيا. ولكن مثل هذا الأخير، لم يكن بارونات الحزب المحليين من كبار التقدميين، حتى أن البعض خطط للتصويت لصالح الجمهوريين عام 1964، خوفا من الإصلاحات “الليبرالية” لكينيدي، خاصة في مجال الحقوق المدنية. وقبل زيارة دالاس، سافر كينيدي إلى سان أنطونيو، حيث التقى بممثلي الهجرة المكسيكية، وإلى هيوستن وفورت وورث، حيث تحدث مع اوساط الأعمال.
  كان يريد اذن، إعادة توحيد الحزب، اقتناعا منه بأن التقدمية في حد ذاتها لا يمكن أن ترضي المواطنين إلا عندما تكون مصحوبة بثقافة واضحة وسلمية للحكومة.
هذا هو بالضبط ما أراد قوله جو بايدن بعد فوزه في ساوث كارولينا. لن يأتي لمّ شمل الحزب إلا من أكثر المترشحين وسطيّة، وليس من جناحه الأكثر راديكالية. لهذا السبب اختاره أوباما نائبا على قائمته في الانتخابات. ليس فقط لأنه يتمتع بخبرة أكثر، خاصة في مسائل الأمن القومي، ولكن لأنه كان قادرًا على الجمع بين “أمل” أوباما و”إنجازه”، العلامة التجارية للديمقراطيين الروزفلتيين، وحتى في وقت لاحق الديمقراطيون الريغانيون الذين التحقوا بكلينتون. هذا ما سيتقرر جزئياً خلال الثلاثاء الكبير 2020!
جرعة أوكسيجين اضافية
ولعل في انسحاب بيت بيتيغيغ أحد أبرز ممثلي تيار الوسط داخل الحزب الديمقراطي، ما يمنح بايدن جرعة أوكسيجين اضافيه، ويمنحه مددا بات في حاجة اليه أكثر من أي وقت مضى. فقد اعترف المرشح، الذي لم يتوقف عن التواصل مع الديمقراطيين المعتدلين، والناخبين المستقلين، ومع الذين وصفهم بـ “الجمهوريين السابقين مستقبلا” للانتخابات الرئاسية في نوفمبر، بأن “طريقه” نحو الترشيح الديموقراطي “اغلق” بعد الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا.  كان هدفنا دائمًا هو المساعدة على جمع الأمريكيين لهزم دونالد ترامب”، لذلك علينا أن ندرك أنه في هذه المرحلة من السباق، إن أفضل طريقة للحفاظ على هذا الهدف هي التنحي والمساعدة في توحيد حزبنا وبلدنا”، قال لأنصاره مساء الأحد. وتحدث بيت بيتيغيغ أيضًا عن مسؤوليته في المضاعفات التي كانت ستنجم إذا أبقي على ترشيحه. في إشارة إلى تعدد المنافسين من تيار الوسط في هذه الحملة، من جو بايدن إلى سيناتورة مينيسوتا آمي كلوبشر، مرورا بالملياردير وعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، الذي سيدخل السباق خلال الثلاثاء الكبير، مع خطر تشتت الأصوات، في مواجهة ترشيح بيرني ساندرز، وهو اشتراكي معلن ويحتل الآن كرسي المفضل. لم يدعو بيت بيتيغيغ أنصاره بعد إلى التصويت لصالح أحد منافسيه السابقين، لكن رميه المنديل يمهد الطريق لجو بايدن. بناءً على فوزه يوم السبت، يسعى نائب الرئيس السابق لباراك أوباما إلى تقديم نفسه كبديل وسطى لسيناتور فيرمونت للفوز على ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وكان بيت بيتيغيغ قد انتقد الاحد ترشّح ساندرز دون أن يذكره قائلاً: “نحن بحاجة إلى قيادة تعمل على إصلاح دولة منقسمة، لا دولة تقسم أكثر من ذلك... نحتاج إلى برنامج ضخم يفي بوعوده للشعب الأمريكي، ولا يضيع في متاهة الأيديولوجية “...لا بد من انتظار ما ستقوله صناديق الثلاثاء الكبير.       

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot