يوضح الهجوم الكارثي المحتمل على محطة زابوريزهيا للطاقة النووية في أوكرانيا الخوف الذي يسكن القادة في جميع أنحاء العالم: يجب ألا تتجاوز حرب أوكرانيا حدود أوكرانيا.
    خلاف ذلك، لا أحد يعرف أين ستتوقف. وهذا أيضًا هو سبب رفض قادة الناتو إنشاء منطقة حظر طيران حول كييف. تريد دول الناتو تفادي مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا. وفي هذا يتّبعون القواعد القديمة للصراعات التي نظمت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، مما أثار استياء القادة الأوكرانيين. ومع ذلك، فإن امتداد الصراع خارج حدود أوكرانيا ممكن دائمًا.

ما الخطأ في الهجوم على
 محطة الطاقة النووية؟
    المبنى الإداري الذي تعرض للهجوم يبعد حوالي 500 متر عن أحد المفاعلات النووية الستة بالمحطة. امران اثارا بشكل خاص قلق السلطات الأوكرانية. أولاً، تعرض مبنى قريب جدًا من مفاعل للقصف، وثانيًا، منع الجيش الروسي في البداية وصول رجال الإطفاء. يمكن تفسير ردود الفعل الأولى الفزعة للقادة الأوكرانيين بضجيج الحرب. ولكن بعد ذلك، فإن الدعاية الأوكرانية التي تحدثت عن خطر وقوع حادث نووي من شأنه أن يجبر جميع الأوروبيين على الانتقال من بلادهم، كان مبالغًا فيها. تود الحكومة الأوكرانية أن تنتشر الحرب إلى دول أخرى، لإضعاف الجيش الروسي.
هل يمكن للجيش الروسي أن يفعل خلاف ذلك؟
   من المتوقع في منطق الغزو، أن يسعى العدو للاستيلاء على البنى التحتية الرئيسية لبلد ما. لكن كان بإمكان الجيش الروسي الاستيلاء على المحطة النووية دون قصف أحد المباني الإدارية. المطلوب، أقصى درجات الحذر في مثل هذه البيئة الخطرة، وقلّة احترافية الجيش الروسي تثير المخاوف.
  إن اللامبالاة الواضحة لهذا الجيش في مواجهة كارثة نووية محتملة، كان لها تأثير الصدمة على القادة الأوروبيين. ومن الآن فصاعدا، تشكل قيادة الجيش الروسي مشكلة، بالإضافة إلى مشكلة فلاديمير بوتين.

هل ستبقى الحرب محصورة في أوكرانيا؟
    ثلاثة عناصر على وجه الخصوص يمكن أن تمدّد الحرب خارج أوكرانيا. أولاً، أن الجيش الروسي يشكل خطراً مباشراً على أمن بقية أوروبا. هذا ما كان يمكن أن يحدث لو تم قصف المفاعل النووي. ثانيًا، أن تهاجم روسيا إحدى دول الناتو، على سبيل المثال لمنع بولندا من العمل كمنطقة عبور للأسلحة الموجهة للأوكرانيين. ثالثًا، أن الاقتصاد الروسي ينهار بسرعة ويهدد سلطة القيادة الروسية الحالية، مما قد يؤدي إلى إنذار عسكري روسي ضد الدول التي تفرض عقوبات.

هل منطق الحرب الباردة
مازال ساري المفعول؟
    ظلت الحرب الباردة باردة لأن القوى النووية لم تهاجم بعضها البعض بشكل مباشر أبدًا، حتى لو ان الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة كانا يشككان دائمًا في الانتقال من صراع بالأسلحة التقليدية إلى صراع بالأسلحة النووية. عام 2020، أصدرت روسيا عقيدة حرب جديدة تنص على أن الأسلحة الذرية هي رادع ويجب استخدامها فقط كإجراء متطرف وقسري. ويبقى أن نرى ما هو التدبير المتطرف والقسري. لكن ظاهريًا، يتم احترام منطق الحرب الباردة.
هل ستقنع أوكرانيا الدول الأخرى بالالتزام بالمزيد؟
   لا، الوقت ينفد بالنسبة للجيش الأوكراني، لكن أيضًا للجيش الروسي وفلاديمير بوتين.