شراء طهران لدعم الصين يكلفها أكثر مما تأمل

إيران تستسلم للصين في مواجهتها مع أمريكا

إيران تستسلم للصين في مواجهتها مع أمريكا


كتب السفير الصيني في طهران شانغ هوا مقال رأي في صحيفة “إيران” يوم الاثنين روج فيه لمقترحات الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مساعدة الدول المنكوبة بفيروس كورونا، عبر بناء “طريق حرير صحية».
وتعليقاً على هذا الموقف، رأت المحللة السياسية البريطانية الإيرانية مريم سينائي في “راديو فاردا” أن المقال قد يرتد سلباً ويغضب الإيرانيين بسبب التعامل الرسمي المحابي للصين.

الكلفة أعلى
يمكن أن يجد الإيرانيون في تزايد نفوذ محبي الصين في الدوائر العليا لصناعة القرار الإيراني برهاناً إضافياً على أن حكومتهم “تستسلم” لبكين.
إن شراء طهران لدعم الصين في مواجهة الولايات المتحدة حين يرتبط الأمر بالتصويت على الملف النووي في مجلس الأمن ومنتديات دولية أخرى، يكلف إيران أكثر مما تأمل، وفق كثيرين.

تشكيك واسع
يقول المحلل السياسي الإصلاحي الدكتور أحمد زيد أبادي في تعليق على قناته عبر تيليغرام في 6 أبريل (نيسان) الجاري: “حتى أصغر انتقاد لروسيا وتحديداً الصين يقلق السلطات والديبلوماسيين الإيرانيين.” وأشار إلى أن إيران أصبحت أكثر اتكالاً على الصين وروسيا عوض “الاستقلال السياسي” عن الغرب والولايات المتحدة، لأنها تبحث عن حلفاء في مواجهة واشنطن.
وطوال سنوات، عُدت الصين حليفاً لإيران وأكبر مصدر لها. ورغم جهود المؤسسة السياسية المتشددة لبيع فكرة أن التقرب من الصين يمكن أن يساعد إيران في اجتياز العقوبات، يشك العديد من الإيرانيين في بكين.

لوم واسع
يلوم الإيرانيون الصين على انتشار فيروس كورونا في بلادهم إضافة إلى أمور أخرى. كانت إيران ثاني تفشى فيها الفيروس بقوة، وعلى الأرجح، بسبب الطلاب الصينيين المسلمين الذين يدرسون في قم.
وتعتقد سينائي أن الانتشار بدأ في فبراير (شباط) الماضي، أو قبل ذلك بشكل محتمل. لم يحذر المنشقون وحدهم من التأثير الصيني المتزايد في إيران بل أيضاً مؤيدون لنظام ما بعد الثورة.
إنهم يتحدثون عن شعار “لا غرب، ولا شرق، فقط الجمهورية الإسلامية” للخميني.

تأنيب واسترضاء
استخدم السفير الصيني في إيران تويتر في 5 أبريل (نيسان) لتأنيب المتحدث باسم وزير الصحة الإيراني لنقله تشكيك مسؤولين صحيين إيرانيين في بيانات الصين عن الفيروس وقولهم إن إحاطتها كانت مضللة.
أثارت لهجة هوا الحازمة تجاه المسؤول الإيراني غضباً في الشارغ السياسي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وسرعان ما حاول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية استرضاء الصين وسفيرها.
سلك السفير الإيراني في الصين المسار نفسه واتهم منتقدي السفير الصيني بـ “الإساءة لشعب الصين” وبعدم الاهتمام بمصالح إيران وشعبها.

«غطرسة»
ذكرت سينائي أن الحرس الثوري كان أكثر وضوحاً في دفاعه عن الصين وسفيرها. وقالت وسيلة إعلامية تابعة له إن ملاحظات المسؤول الصحي كانت “غير مسؤولة ومناهضة للأمن القومي” الإيراني، وأنها “تكرار لمزاعم” الإعلام الغربي والأمريكي.
ولكنّ آخرين استمروا في الدفاع عن المسؤول الإيراني. ففي 9 أبريل (نيسان) الجاري، قال النائب الإيراني المحافظ علي مطهري: “لم يكن يفترض أن تنتهي حملتنا ضد أمريكا بتبعيتنا للصين” في إشارة إلى ما وصفه بـ “غطرسة” المبعوث الصيني في طهران.
وطالب مطهري وعدد آخر من النواب باستدعاء الوزارة للسفير بسبب ملاحظاته. وكتب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن خضوع القيادة الإيرانية لبكين.
حماسة مفرطة
تروج المؤسستان السياسية والعسكرية للصين متبعتين عقيدة “التطلع إلى الشرق” التي رسمها المرشد علي خامنئي.
لكن الترويج حماسي أكثر مما يمكن للإيرانيين تقبله وفق الكاتبة. يملي خامنئي السياسة الخارجية الإيرانية بشكل مباشر وكرر أن تلك السياسة يجب أن تتأسس على البحث عن حلفاء في الشرق ضد الغرب.
وختمت ســـينائي بأن على الرؤساء الإيرانيين الحصول على موافقة المرشد حتى قبل اقتراح اسم وزير الخارجية على البرلمان.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot