في وضع صعب ميدانيا كما في استطلاعات الرأي

إيطاليا: هكذا يريد ماتيو سالفيني العودة إلى المسرح

إيطاليا: هكذا يريد ماتيو سالفيني العودة إلى المسرح

-- يعتزم رئيس الرابطة الاستفادة من أصل تجاري آخر، الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
-- انحدار الرابطة بدا مع إبعاد الكابتانو من وزارة الداخلية، وتفاقم مع انتشار الوباء
-- 40 % مع تعليق بعض قواعد الديمقراطية في حالة الطوارئ، و56 % يطالبون بـ «زعيم قوي»
-- تتمثل خطة الحزب الديمقراطي وحركة 5 نجوم في حصر سالفيني في المعارضة حتى يهترئ
-- لا وجود لزعماء سياسيين آخرين على المستوى الوطني، ورئيس الحكومة جوزيبي كونتي ضعيف


   لقد تخلى عن الصليب على صدره وعوامات طائر الفلامنغو ليضع كمامة بألوان إيطاليا، والتي لا يتردد في التخلص منها من أجل صورة سيلفي. جولته الصيفية الكبرى، التي بدأت الثلاثاء خلال أول اجتماع لما بعد فيروس كورونا في روما، لن تقود ماتيو سالفيني، رئيس الرابطة (أقصى اليمين)، هذا العام الى شواطئ شبه الجزيرة، كما كان الامر قبل عام، ولكن الى قلب البلاد، في افق الانتخابات الإقليمية خريف هذا العام. منطقتان كل سبعة أيام، وهي موليز وكامبانيا وصقلية وكالابريا ، قبل تظاهرة ختامية كبرى في 4 يوليو.

  وتهدف الاستراتيجية، التي أطلقت عليها الصحافة الإيطالية اسم “عملية الغضب”، إلى اسماع صوت “الإيطاليين المنسيين” في إجراءات التحفيز الاقتصادي الحكومية.ولإعادة انطلاق زعيم الرابطة، في وضع صعب على الميدان كما في استطلاعات الرأي.  وفقًا لآخر استطلاعات الرأي لمعهد “يوترند، نُشر هذا الأسبوع،

 تسجل الرابطة نسبة 25 فاصل 9 بالمئة من نوايا التصويت، متراجعة كثيرًا عن نقاطها البالغة 34 فاصل 4 بالمئة في الانتخابات الأوروبية. وصعد حزب اليمين المتطرف الآخر، فراتيلي دي ايطاليا، بقيادة جورجيا ميلوني، إلى 14 فاصل 6 بالمائة، مقابل 6 فاصل 5 بالمائة قبل عام. وهذه هي ذروة سقوط بدا في أغسطس الماضي، عندما تم ابعاد “الكابتانو”، كما يطلق عليه أنصاره، من وزارة الداخلية، سقوط تفاقم مع انتشار الوباء.

   الأربعيني، متهم باعتماد خطاب مزدوج حول الحجر الصحي التام والعودة إلى العمل لإرضاء أصحاب المشاريع الصغرى، قلب ناخبيه. ومع مقتل 16 الفا، أي نصف الضحايا الإيطاليين، فإن معقله، لومباردية، بقيادة مقرّب منه، أتيليو فونتانا، يتعرض أيضًا لسيل من الانتقادات. خاصة وأن فينيتو، جارتها، بقيادة الرابطي لوكا زيا، يُستشهد بها لإدارتها النموذجية للأزمة، حيث أعطت الأولوية للكشف عن المرضى وعزلهم ...

البحث عن “رجل قوي»
ورغم تأكيده إنه غير معني بمسيرة سياسية على المستوى الوطني، فإن هذا الطبيب البيطري يحطم كل الأرقام القياسية من حيث الشعبية، فاتحا مسارًا آخر داخل الحزب. إن “سالفيني يواجه تحديًا داخليًا بسبب مواقفه السياسية، يؤكد مارك لازار، أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع السياسي بجامعة العلوم السياسية، وجامعة لويس في روما. ويحاول ذراعه الأيمن جيانكارلو جيورجيتي، على وجه الخصوص، اقناعه بأن الانقلاب في المواقف يأتي بنتائج عكسية، كما أنه فقد شعبيته بانتقاده الشديد للحكومة. وخطة الحزب الديمقراطي وحركة 5 نجوم، المتمثلة في حشره في المعارضة حتى يهترئ تؤتي أكلها».

   تمتد مشاكله إلى القضاء: لا يزال الزعيم اليميني المتطرف يواجه دعوى قضائية بشأن قضية السفينة اوبن ارمز، التي تم حظرها في عرض البحر في أغسطس 2019 مع وجود أكثر من 80 مهاجرًا على متنها رفض هبوطهم لما كان وزيرا للداخلية. وتتهمه محكمة باليرمو (صقلية) بحجز أشخاص. ويجب أن يحسم مجلس الشيوخ هذا الملف في تاريخ لم يحدّد بعد.
   للوهلة الأولى، يبدو أن الانتعاش معرض للخطر، خاصة ان عودته الثلاثــــــــاء، دون أي احتــــــــرام للتدابير الصحية، التي تميزت بمظاهرة للسترات البرتقالية، نســــخة من السترات الصفراء الفرنسية، والخـــــزان الانتخابــي للرابطة، كانت محــــــــلّ استهزاء وسخرية.
وقالت صحيفة “لا ريبوبليكا” اليومية بعد المظاهرة “لا قواعد في الساحة: لا احترام للتباعد وسرعان ما تحول التجمع الى غوغاء”. ولاحظت الصحيفة المرجعية الأخرى، كورييري ديلا سيرا، “طابور انتظار” لالتقاط صور معه بينما لا تزال البلاد في صدمة من 33 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا.
 كل ذلك بدون كمامة. وقال سالفيني أمام الكاميرات “معي كمامة، لكن الخبراء يقولون إن الفيروس بصدد الموت».

الاستفادة من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
   عودة شبه فاشلة، مما يحبط خططه. “إذا ألقى باللوم على الحكومة في عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، فسوف يتم تذكيره بما فعله المقرّب منه في لومباردية، يرى مارك لازار، ويمكنه انتقاد الاتحاد الأوروبي، ولكن إذا تم اعتماد برنامج رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لين، ستكون إيطاليا المستفيد الرئيسي”. وسيقترب المبلغ حينها من 172 مليار يورو بين منح وقروض.

كما اختفى من الرادار انتقاد الهجرة، موضوعه المفضل الآخر، امام الوباء. حتى أن الحكومة منحت تصريح إقامة مؤقتة في منتصف مايو إلى مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين العاملين في القطاع الزراعي والمعينين في البيوت.   

الا ان رئيس الرابطة يعتزم الاستفادة من أصل تجاري اخر متمثلا في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية من خلال التزلّف لرؤساء العديد من الشركات التي تواجه صعوبات. “يمكنه أيضًا اللعب على السيادة وإغلاق الحدود والحمائية، يضيف مارك لازار. إنه شاب نسبيًا، وباستثناء جورجيا ميلوني زعيمة فراتيلي دي إيطاليا، لا وجود لزعماء سياسيين آخرين على المستوى الوطني... ورئيس الحكومة جوزيبي كونتي ضعيف، ولا توجد شخصية بارزة ووازنة داخل الحزب الديمقراطي، لذلك فهو بعيد عن الموت».  

  وقد يكون الاستطلاع الذي نشر من قبل لا روبيبليكا بمثابة بلسم خفيف في القلب لزعيم الرابطة قبل العودة إلى الحلبة: 40 بالمئة من الإيطاليين يعترفون أنه في حالة الطوارئ، يمكن “تعليق” بعض قواعد الديمقراطية، و56 بالمئة يطالبون بـ “زعيم قوي”... حلمه.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot