دعاية قوية رمزية سوف تستخدم كسلاح ضد ترامب

اتفاق السلام لأفغانستان...هل هو انتصار لطالبان ؟

اتفاق السلام لأفغانستان...هل هو انتصار لطالبان ؟

يرى كيث روز، الكاتب والطبيب الذي يعمل مع منظمات دولية غير حكومية على مبادرات السلام والمصالحة في المنطقة، أن الاتفاق الذي وقع منذ يومين بين الولايات المتحدة وحركة طالبان لإحلال السلام في أفغانستان، يتطلب بعض التعديلات الجوهرية.
وكتب في موقع مجلة نيوزويك الأمريكية، أن الاتفاق الحالي سيؤدي لإضعاف معنويات الحكومة والجيش الأفغاني، بعد إضفاء شرعية غير مستحقة على فصائل ضمن حركة طالبان تسعى لإفشال جهود الولايات المتحدة، وستستخدمها وسائل الإعلام التي تروج اليوم للاتفاق سلاحاً للهجوم على الإدارة عندما تفشل خطة السلام في نهاية المطاف.

وفي زيارته الأولى لأفغانستان بعد أعوام من 11/9، وعمله في مستشفى وتعرفه على الشعب الأفغاني، أدرك الكاتب على مدار 15 عاماً، أن الأفغان أذكياء ودهاة، ويعرفون بالتأكيد الوسائل التي يتبعها البلطجية. وذلك ما جعل هؤلاء الأفغان يستغربون منح أحد قادة طالبان، وخليفة سراج الدين حقاني، فرصة لعرض آرائه والحديث عن السلام عبر صحيفة نيويورك تايمز”، بعد 18 عاماً من مشاركته في الحرب الأفغانية.

ويرى الكاتب أن سراج الدين، انتهازي ذكي ذو حضور مدمر داخل حركة طالبان. وباستخدام العبارة الأكثر شيوعاً في السياسات المحلية الأمريكية، يمثل حقاني القائد الفعلي للدولة العميقة في طالبان، وهو اليد الخفية لمسؤولين في الاستخبارات عملوا على نشر الفوضى والدمار في أفغانستان، وقتلوا المئات من أبناء الشعب الأفغاني.
ولا تزال تلك العمليات قائمة بفضل خلايا سراج الدين من الانتحاريين الذين يبحثون عن أهدافهم في كابول. وفعلياً، وعندما كان ديبلوماسيو طالبان يضعون اللمسات الأخيرة على هدنة مع ممثلي الولايات المتحدة، هاجم انتحاريو سراج الدين، الأكاديمية العسكرية الأفغانية.

واستناداً لمقال نشره في صفحة الرأي في نيويورك تايمز”، يبدو أن سراج حاول تارة استعارة عبارة مارتن لوثر كينغ عندما قال: عندي حلم”، والاستفادة تارة أخرى من براعة ترامب في التوصل لاتفاقيات.
ولا يتمتع خليفة، كما يفضل أن ينادى، بالبلاغة الخطابية ولا يحب التحدث علناً. ولكن يبدو، من خلال الأحداث الأخيرة، أنه يستغل محادثات طالبان مع الولايات المتحدة ليسوق لنفسه لاعباً سياسياً شرعياً مع الحفاظ علي السيطرة على مشروعه الإجرامي الإرهابي.  وما يثير السخرية من المقال أن سراج الدين يتحدث عن الإرهاق من حرب بلا نهاية، وعن الرغبة في المصالحة بين الأفغان، وهي مشاعر معقولة يشترك فيها العديد من الأفغان، ومنهم قادة يخدمون تحت إمرة سراج الدين، وشهدوا مقتل العديد من رفاقهم.

ولكن، وفقاً لكاتب المقال، يعيش سراج الدين في أمان وراحة في بيشاور تحت حماية أجهزة الاستخبارات، بعيداً عن ساحات المعارك.
ولم يتعب بعد كما بقية الدولة العميقة في طالبان من الحرب للسيطرة على أفغانستان. وقد وضعوا نصب أعينهم الانتصار في حربهم، حتى لو تطلب ذلك تبادل كلام معسول مع الولايات المتحدة، لبعض الوقت.

ويود سراج الدين ورجاله، أن يظهروا في صورة محرري أفغانستان، فيما تشير الوقائع إلى أن حملتهم الإرهابية المتواصلة هي السبب الرئيسي في بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان.
ووفقاً للكاتب، كانت آخر مرة ظهر فيها سراج حقاني علناً في 2016، عندما ألقى خطبة أمام كبار قادة طالبان. وتحدث، في تلك الخطبة، عن حلم ظهر له فيه النبي محمد مع الملاك جبريل، ووعده بتدمير أمريكا. وفي ذلك الوقت، كان سراج الدين يدعو قادته للجهاد ضد أمريكا ومساعدة الملاك جبريل على تدميرها. ولم تمتنع طالبان عن توزيع تلك الخطبة النارية، ونشرها وزير دعاية الحركة عبر فيس بوك.

ونقل كاتب المقال عن عضو حكيم من مجموعة علماء طالبان لن يحلموا بالسلام طالما أنهم يستفيدون من الحرب”. وكما أظهرت السنوات الثماني عشرة الأخيرة، استفاد خليفة سراج الدين حقاني من الحرب، قوةً وكيلةً لأعضاء مارقين في دولة عميقة، وفي المتاجرة بالرهائن، مثل ديفيد رودوس وبوي بيرغادل، على سبيل المثال لا الحصر.
ويعتقد الكاتب أن المفاوضين الأمريكيين أبلغوا الرئيس ترامب بأن حركة طالبان تعهدت المساعدة في القضاء على فلول داعش والقاعدة في أفغانستان. ولكن عندما يتعلق الأمر بسراج الدين، تصبح تلك الوعود مريبة، لأنه عملياً على وفاق مع القاعدة.

وفي ختام مقالته يبدي الكاتب أسفه لأن الاتفاق الجديد لا يحقق شيئاً للولايات المتحدة، أو للشعب الأفغاني، بينما يوفر الكثير للدولة العميقة في طالبان.
ومن شأن هذا الاتفاق زعزعة استقرار حليف، وعودة الفوضى إلى المنطقة، وخلق دعاية قوية رمزية ستُستخدم سلاحاً ضد الرئيس الأمريكي.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot