مجلس أمن منقسم بين قوى عظمى

الأمم المتحدة في مواجهة كورونا...لا حول ولا قوة

الأمم المتحدة في مواجهة كورونا...لا حول ولا قوة


بلغ مجموع الإصابات بفيروس كورونا المؤكدة عالمياً 1.848 مليون إصابة، وتوفي أكثر من 114 ألف، وفقا لأحدث إحصاءات نشرتها جامعة جونز هوبكينز الأمريكية التي ترصد انتشار الوباء في أنحاء العالم.
ويمثل الفيروس مشكلة عالمية، فهو لا يقف عند حدود، وينتشر بالتلامس البشري ويحول الطائرات، والقطارات، والسيارات إلى حاضنات للعدوى.
لكن رغم سرعة انتشار الفيروس وتأثيره الحاد على الاقتصاد العالمي، وتسببه في إغلاق عدد من أكبر المدن لأسابيع طويلة، لم تتحرك الأمم المتحدة، المنظمة التي قامت في 1945 لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة، ولتسهيل إيجاد حلول دولية لمشاكل عالمية.

عجز مؤلم
ويرى دانيال دي بيتريس، الزميل في “ديفينس برايوريتيز”، المنظمة المهتمة بالسياسة الخارجية والعامةل على تطوير استراتيجية لضمان الأمن والرفاه الأمريكي، أن منظمة الصحة العالمية تحولت هدفاً لانتقادات شديدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن الحقيقة أن نظام الأمم المتحدة أظهر عجزاً مؤلماً عن التعامل مع قضية أثرت على العالم كله.
وتجلى ذلك العجز من خلال مجلس الأمن الدولي، أعلى هيئة لصنع القرار في المنظمة الأممية، ومسؤول عن حفظ الأمن والسلام الدولي. فبسبب سجال سياسي متواصل بين الولايات المتحدة والصين ضمن معركة رأي عام دولي، واختلاف الرؤى لتهديد فيروس كورونا للأمن الدولي، لم يصدر بعد مجلس الأمن قراراً واحداً.
ومرت أشهر قبل أن يوافق أعضاء مجلس الأمن على عقد اجتماع حول كورونا. وقبل ذلك، انطلقت حملة منسقة لتشكيل غالبية من الدول غير الدائمة العضوية في المجلس لعقد ذلك الاجتماع. وأسفر لقاء في 9 أبريل( نيسان) عن بيان صحافي لطيف خالياً من أي خطة عمل.

نقطة مضيئة
ولكن حسب تقرير دي بيتريس، في موقع “ناشونال إنترست”، برزت في ذلك النفق المظلم نقطة مضيئة تجسدت في أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة الذي حاول الاستفادة من مكانته المرموقة لضخ شيء من العقلانية في أذهان قادة العالم حول مدى خطورة الفيروس على صحة ورفاهية واستقرار الكرة الأرضية.
وفي كلمة وجهها في 23 مارس ( آذار) الماضي، إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تحدث عن الحاجة لوضع الحرب على فيروس كورونا في مقدمة الأولويات الدولية. وطلب من المتحاربين حول العالم وضع أسلحتهم جانباً، ووقف القتال، وإيجاد حل عوض أن يكونوا جزءاً من المشكلة.
وأيد البابا فرنسيس وقفاً لإطلاق النار حول العالم، ونشرت تقارير توحي بأن بعض المسلحين دعموا اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي 8 أبريل( نيسان) الجاري، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين في اليمن وقف القتال من جانب واحد لمدة أسبوعين، لتمكين منظمات إغاثة إنسانية من القيام بعملها في محاربة تفشي الفيروس في اليمن.

اعتراف
واعترف غوتيريش بأن فيروس كورونا يستهدف خاصة أضعف وأفقر الشعوب، ولذلك أطلق مبادرة لجمع ملياري دولار لاستباق وصول الفيروس إلى العالم النامي.
وتضاف المبادرة إلى رزمة إنقاذ دولية بتريليونات الدولارات دعا الأمين العام دول مجموعة العشرين لتوفيرها لتمويل أنظمة صحية هشة وعاجزة عن معالجة الملايين. كما يمكن استخدام تلك الأموال لبناء شبكة أمان لدول قد تنهار أنظمتها الاقتصادية بسبب الفيروس.
وحسب الكاتب، تكمن المشكلة في عجز غوتيريش عن القيام بأكثر من ذلك في مجلس أمن منقسم بين قوى عظمى تتمتع بحق نقض قراراته.
وفيما يبدو الأمين العام ظاهرياً في موقف قوي، فإن سلطته مقيدة إلى حد كبير، بسبب لطبيعة وظيفته، ولأن الأمم المتحدة لا تكون فعالة ومنتجة إلا برغبة أعضائها في التعاون من أجل الصالح العام.
ويعين عادة الأمين العام بناءً على توصيات أعضاء مجلس الأمن، ولذلك فإنه يطيع القوى الكبرى، ومنها قوتان مختلفتان حالياً على قضية فيروس كورونا، وهو ما يحاول غوتيريش تسويته.
كما أنه مسؤول عن إدارة النظام العالمي بأكمله، ما يعني أنه لا يستطيع تنفير دول أعضاء في الأمم المتحدة لدرجة تتعمد معها تجاهل تسديد مساهمتها السنوية.
ويمثل غوتيريش واجهة الأمم المتحدة، ويتحول بسهولة إلى كبش فداء عندما تنشب صراعات، ويكشف فساداً أو تبديد أموال في الأمم المتحدة.
ويرى كاتب المقال أن الأمين العام يتحمل مسؤولية كبيرة مع سلطة ضئيلة. وفيما كشفت الأزمة السورية تحول مجلس الأمن إلى هيئة مشلولة تهيمن عليها مناقشات طفولية، يظهر كورونا للعالم ضعف وقلة حيلة الأمين العام للأمم المتحدة.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot