انسحاب بيرني ساندرز:

الثغرات الإيديولوجية لنجم الشباب لم تقاوم فيروس كورونا...!

الثغرات الإيديولوجية لنجم الشباب لم تقاوم فيروس كورونا...!

-- استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها تضع بايدن في المقدمة أمام ترامب وبفارق مريح
-- كثرة المترشحين الذين آمنوا جميعًا بحظوظهم، خنق ترشيح ساندرز
-- قلب الوباء اللعبة رأساً على عقب، مما يجعلها ليست غائمة فحسب، بل أيضًا عرضة لتقلبات كبيرة
-- المواجهة المباشرة بين ترامب وبايدن هي واقع قائم في الحياة السياسية الأمريكية منذ فترة طويلة
-- حاول منذ بداية السباق دفع أفكاره الأكثر جرأة إلى المقدمة مرة أخرى، لكن الأولوية لم تعد هناك


   أعلن بيرني ساندرز انسحابه من الحملة الرئاسية الأمريكية، فاسحا المجال أمام جو بايدن. تطور، يؤكد ما توقعه الباحث جان إيريك برانا منذ البداية، من أن جو بايدن سيكون المرشح الديمقراطي ضد دونالد ترامب.
  وفي هذا الحوار لموقع اتلنتيكو، يسلط الضوء على خلفية قرار ساندرز وتداعياته على العملية الانتخابية في فصلها الحاسم الثاني، وحظوظ جو بايدن في بقية السباق، وتحديدا مواجهته لدونالد ترامب.
    وجان إريك برانا، أستاذ محاضر في السياسة والمجتمع الأمريكي، جامعة باريس ، بانتيون أساس، وهو باحث في مركز ثيوسيديدز، وباحث مشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية،

 وهو على وجه الخصوص مؤلف “هيلاري، رئيسة للولايات المتحدة” (2015)، و “من يريد جلد الحزب الجمهوري؟”، و”المذهل دونالد ترامب” (2016)، و “ترامب لاند، صورة لأمريكا المنقسمة”(2017)، و”1968: عندما تهدر أمريكا” (2018)، وكذلك “ماذا لو فاز مرة أخرى؟ «.
   وصدر كتابه الأخير “جو بايدن: ولاية باراك أوباما الثالثة” في نوفمبر 2019.

    *كيف ستكون الانتخابات الآن؟ هل ان المواجهة بايدن- ترامب هي الخطوة التالية المنطقية؟
    - نعم. بل لا يوجد أي خيار آخر. جو بايدن هو مرشح الحزب الديمقراطي لأنه الأخير في السباق، وهذه هي قاعدة الانتخابات التمهيدية. طبعاً لم يصل “رسمياً” أو “رمزياً” إلى سقف 1991 مندوبا المطلوبين من خلال تصويت الناشطين والمتعاطفين، ولكن ما حدث يرقى إلى نفس المستوى: سيفوز بجميع المحطات الانتخابية القادمة بحكم الامر الواقع بما انه المترشح الوحيد في السباق.

    ان المواجهة المباشرة بين ترامب وبايدن، هي واقع قائم في الحياة السياسية الأمريكية منذ فترة طويلة: اعتبارًا من 4 مارس، من خلال فوزه الساحق في الثلاثاء الكبير، ترك جو بايدن منافسه بيرني ساندرز في التسلل، وكنت من بين الذين فوجئوا بعدم اعترافه بهزيمته حينها. ولم يكن دونالد ترامب مخطئًا أيضًا، فمنذئذ ركز على جو بايدن، حتى أنه خطط لحملة إعلامية أمريكية كبيرة جدًا ضد نائب الرئيس السابق، وكان من المقرر عرض المقاطع الأولى في 15 مارس، الا ان وصول فيروس كورونا غيّر جميع خططه، وفضّل إيقاف هذه الحملة.

   *أليس انسحاب المرشح ساندرز اعترافا بضعف الايديولوجيا التي يدافع عنها والتي لم يحالفها النجاح؟ ماذا سيبقى من هذه الحملة؟
   - نعم، من وجهة نظري. نسخت حملة بيرني ساندرز حملة عام 2016. لكن قبل أربع سنوات، كان بيرني ساندرز قد ظهر كظاهرة حقيقية: تعارضت مقترحاته مع المقترحات الأكثر كلاسيكية السائدة حينها في الحزب الديمقراطي. لقد فاجأ جانبه “الاشتراكي” واثار ردود فعل، وكذلك فعلت راديكاليته. وتبقى الهالة التي مارسها بشكل خاص على شباب البلاد، الأكثر تفرداً. تقريبا كل الديمقراطيين الشباب صوتوا له! خلال حملة عام 2016، ويمكن القول إنه حقق انتصارًا أيديولوجيًا قويًا.
   لكن هذا كان بدون احتساب قدرة الحزب على الرد: عام 2018، خلال انتخابات منتصف المدة، دفع المسؤولون الديمقراطيون بقضية الصحة إلى الأمام، كما كان يطالب بيرني ساندرز، ولكنهم دعوه الى الانضمام إليهم في تعزيز الدفاع عن أوباما كير، الذي أراد دونالد ترامب بأي ثمن تدميرها. وكان خطأه هو القبول، ومساهمته في جعل هذا الخيار أكثر مصداقية من اقتراحه الخاص للتأمين الصحي الشامل.

   لهذا فشل: حاول منذ بداية السباق الرئاسي دفع أفكاره الأكثر جرأة إلى مقدمة المسرح مرة أخرى، لكن الأولوية لم تعد هناك: كان احتمال فوز ترامب أقوى. وهو ما أسماه جو بايدن “قابلية الاختيار وان تُنتخب”، وهي القدرة على أن تكون في أفضل وضع للتغلب على دونالد ترامب.
 أثار هذا المبدأ 27 مترشحًا، آمنوا جميعًا بحظوظهم، وهذه الكثرة خنقت ترشيح ساندرز، وترشيح 25 آخرين أدركوا واحدًا تلو الآخر أن العدد كبير جدا مما يحول دون ظهورهم وبروزهم والانصات إليهم. من جانبه، خسر ساندرز، امام هذا الكمّ، معركته الأيديولوجية، رغم أنه ادعى -ولا يزال يدعي -أن هذا ليس هو الحال. خرج بايدن منتصرا.
 
  *لقد أوضحت منذ فترة طويلة أن جو بايدن سيواجه دونالد ترامب، هل انتصار المرشح الديمقراطي ممكن برأيك؟ هل ما زال شبح أوباما يحوم حول جو بايدن أم سيكون قادرًا على التمايز عنه؟
   - نعم، انتصاره ممكن أكثر وأكثر. على المستوى السياسي البسيط، يتمتع جو بايدن بميزة كبيرة: انه يحتل الوسط. وهذا يمنحه امكانية أن يجذب بسهولة أكبر الناخبين المعتدلين في المعسكر الآخر. في حين ان التموقع الراديكالي لدونالد ترامب “حشره” على يمينه، وهامش مناورته أقل بكثير. ويمكن ان نرى ذلك من الان في استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها والتي تضع بايدن في المقدمة وبفارق مريح: 45-40 لـ “ريسيرش كو”، 43-37 لـ “رويترز”، 44-39 لـ “سي ان بي سي”، 49-41 لـ كوينيبياك... وأيا كان اعتقادنا بشأن الاستطلاعات المبكرة جدًا في السباق، لا بد أن نعتبر أن جميعها تشير إلى أن الديناميكية موجودة في معسكر واحد.
   أما بالنسبة لباراك أوباما، فإن “شبحه” سوف “يظل يحوم فوق رأس” جو بايدن لفترة طويلة: إنه أفضل تموقع يمكنه الحصول عليه، وهو أقوى موحّد في المعسكر الديمقراطي. وعندما يتعين جمع جميع القوات تحت راية واحدة، فإنه سيفعل كل شيء ليدخل المضمار بأسرع وقت ممكن.
   غير أن الوباء قلب اللعبة رأساً على عقب، مما جعلها ليست غائمة فحسب، وانما أيضًا عرضة لتقلبات كبيرة، بحسب عدد القتلى أو حالة الاقتصاد في ستة أشهر أو حالة الأمة على المستوى الاجتماعي. لذا يجب أن نكون أكثر تواضعا اليوم فيما يتعلق بنتائج الانتخابات المقبلة: حقائق الأمس لم تعد موجودة في الوقت الحالي.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot