السباق الديمقراطي إلى البيت الابيض

الثلاثاء الكبير: عودة بايدن، واستماتة ساندرز...!

الثلاثاء الكبير: عودة بايدن، واستماتة ساندرز...!

-- كاليفورنيا، الجائزة الكبرى في «الثلاثاء الكبير»، كانت من نصيب الاشتراكي ساندرز
-- فشل ساندرز في كسب قلوب الأمريكيين السود، الذين منحوا بايدن أكثرمن 60 بالمئة من أصواتهم
-- كان لانسحاب مرشحي الوسط، بيت بيتيغيغ، وإيمي كلوبشر تأثيره الفوري لصالح بايدن في الثلاثـــــاء الكبيـــر
-- هزيمة التقدمية اليزابيت وارن على أرضها، بمثابة الغرق
-- راهن بلومبرغ على أن جو بايدن سيدمر نفسه بنفسه قبل الثلاثاء الكبير لكنه خسر الرهان
-- فاز جو بايدن بعدد ولايات أكثر من منافسه الاشتراكي مؤكدا شعبيته لدى الأمريكيين السود


في غضون ساعات قليلة، أصبح السباق المزدحم، مبارزة. في نهاية “الثلاثاء الكبير”، اليوم المحوري في ماراثون الترشيح الديمقراطي حيث صوتت خمس عشرة ولاية، تميزت شخصيتان، تجسدان اقطابا متضادة داخل الحزب الديمقراطي، وبفارق كبير على المترشحين الثلاثة الباقين.
   نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي كانت حملته تحتضر قبل بضعة أيام، راكم سلسلة من الانتصارات، بعضها غير متوقع، مما مكنه من اخذ اسبقية. في حين فاز السناتور المستقل بيرني ساندرز، المرشح المفضل حتى الآن، بولاية كاليفورنيا ذات الوزن الثقيل (415 مندوبًا)، لكنه خسر الرهان في عدة أماكن أخرى منها تكساس.

   وبشكل عام، تم توزيع في يوم واحد ثلث المندوبين على المستوى الوطني، الذين سيتوجهون هذا الصيف إلى المؤتمر الديمقراطي لتعيين المرشح الذي سيمثل الحزب وسيواجه دونالد ترامب في نوفمبر.جو بايدن، صفقة الجيدة  حقق نائب الرئيس السابق، الثلاثاء، نتائج كانت غير متوقعة قبل بضعة أيام.

 وقد أثمرت استراتيجية التفاف معارضي بيرني ساندرز حول ترشيحه: فاق عدد الولايات التي فاز بها جو بايدن عدد ولايات منافسه الاشتراكي، مؤكدا شعبيته لدى الأمريكيين السود، وهم جسم انتخابي رئيسي للحزب الديمقراطي، كاسبا بشكل خاص ولايات الجنوب (أركنساس، ألاباما، تينيسي، كارولاينا الشمالية، فرجينيا).
   منذ فوزه في ساوث كارولينا، السبت، وكان الأول لبايدن، تهاطل دعم شخصيات ومسؤولي الحزب. وخصوصا، أنهى اثنان من مرشحي الوسط، رئيس بلدية ساوث بيند بيت بيتيغيغ، والسيناتورة عن ولاية مينيسوتا، إيمي كلوبشر، حملتهما الانتخابية، ودعّما نائب أوباما السابق، مع تأثير فوري على اقتراعات “الثلاثاء الكبير».
    انتصر بايدن على وجه التحديد في ولاية مينيسوتا، ولاية كلوبشر، التي لم يقم فيها حتى بحملة انتخابية، معتبرًا انها من نصيب السيناتورة. عام 2016، فاز بيرني ساندرز بفارق عريض بهذه الولاية في الغرب الأوسط ضد هيلاري كلينتون.

   مفاجأة أخرى، فاز بايدن بولاية ماساتشوستس، معقل منافسته، التقدمية إليزابيث وارين، السيناتورة عن ولاية نيو إنغلاند.
   وفي تكساس، الجائزة الكبرى الأخرى في “الثلاثاء الكبير”، بعد كاليفورنيا، ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، فان بايدن هو الفائز. وبوجود 228 مندوبًا في هذه الولاية، سيكون قادرًا على اللحاق بمنافسه.

   يشار الى ان نظام التوزيع يتم بنظام النسبيّة، بمعنى ان أي مرشح يتجاوز عتبة 15 بالمائة من الأصوات يحصل على مندوبين.
   وبعد بداية بلا روح ولا نتائج، انبعثت حملة جو بايدن من رمادها من جديد. وحجّة “التجربة” –ثماني سنوات في البيت الأبيض كساعد ايمن لأوباما، وبعد ستة وثلاثين عامًا في الكونغرس كسيناتور عن ديلاوير، الى جانب “قدرته على ان ينتخب” لهزم ترامب في نوفمبر من موقعه كوسطي، تجعله، حسب فريق حملته، قادرا على استقطاب الناخبين الجمهوريين المستقلين أو المعتدلين.
   ويبدو أن رغبته في “العودة إلى الوضع الطبيعي” (كما هو الحال في سنوات أوباما)، أقنعت العديد من الناخبين الديمقراطيين، الذين لا يجد هوى لديهم، ولكن يمثل قطع الطريق على الرئيس الأمريكي أولوية بالنسبة لهم.
   وأمام أنصاره الذين تجمعوا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، عبّر جو بايدن عن فرحته بهذه “الأمسية السعيدة” التي تتجه نحو ما هو “أفضل”.  وقال “قبل بضعة أيام فقط، أعلنت وسائل الإعلام والمعلقون موت هذا الترشيح... حسنًا، ها أنا هنا لأقول: نحن على قيد الحياة”. وبعد التهليل لهذا الانتعاش غير المتوقع، يتحدث مؤيدوه الان عن “جو منتوم” على الشبكات الاجتماعية، وهي كلمة منحوتة تتكون من اسمه الأول والزخم الشهير، ذاك الزخم الذي يطمح جميع المترشحين إلى نيله في الحملة.

ساندرز: الفوز
بالجائزة الكبرى
   يتمتع بيرني ساندرز بورقة رابحة فريدة لا تقبل المناقشة، قاعدة مؤيدة قوية وموالية ونشطة للغاية. ولكن يبقى سؤال يعود باستمرار: هل لديه القدرة على الإقناع والتعبئة خارج هذه القاعدة؟
   عند قراءة نتائج الثلاثاء، وباستثناء تصويت اللاتينوس البارز، لا يبدو الأمر سهلا وجليّا. إذا تحصل في كل مكان (باستثناء ألاباما) على أكثر من 23 بالمائة من الأصوات، فإنه نادراً ما يتجاوز علامة 30 بالمائة... وكانت الحصيلة سلسلة من الهزائم ضد جو بايدن.
    في الولايات الجنوبية التي يقطنها عدد كبير من السود (فيرجينيا، نورث كارولينا، تينيسي، ألاباما)، كان هذا متوقعًا، الا ان سيناتور فيرمونت فشل في كسب مواقع داخل الجسم الانتخابي للأمريكيين السود، الذين صوتوا بأكثر من 60 بالمائة للنائب السابق للرئيس أوباما.
    والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لساندرز، خسارته أمام بايدن في ماساتشوستس (حيث قسّمت النتيجة الطيبة لإليزابيث وارن الناخبين التقدميين) ومينيسوتا، حيث كان لمساندة إيمي كلوبشر لبايدن ثقلا كبيرا.

   وبالإضافة إلى ولايته فيرمونت، التي كسبها منطقياً، فاز بيرني ساندرز في يوتا وكولورادو. ولا سيما في كاليفورنيا، الجائزة الكبرى في السهرة بمندوبيها الـ 415. سيستغرق الأمر عدة أيام لتعداد جميع الأصوات، ومعرفة عدد المندوبين الذين سيفوز بهم كل مترشح على وجه التحديد، غير ان استطلاعات الرأي عند الخروج من مكاتب الاقتراع، تؤكــــــد هيمنـــــة ســـــاحقة للســـــناتور الاشتراكي بين الشباب وبين الناخبين اللاتينوس، الذين تم استقطابهم بنشاط.
   وحسب أرقام سي إن إن، فاز ساندرز بنسبة 55 بالمائة من أصوات اللاتينوس، متقدماً بفارق كبير على جو بايدن (21 بالمئة). وفي الفئة العمرية 18-29 عامًا، كانت الفجوة أكثر وضوحًا: 72 بالمئة صوتوا ساندرز، و14 بالمئة وارين، و5 بالمائة فقط لجو بايدن. تجسيم لهوة عميقة بين الأجيال... لكن تظل خسارة تكساس، تمثل ضعفًا كبيرًا في أداء السناتور التقدمي.
   وقد أعرب بيرني ساندرز، الذي تحدث من فيرمونت، عن تفاؤله: “الليلة، أقول لكم بثقة مطلقة، أننا سنفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وسنهزم أخطر رئيس في تاريخ هذا البلد».
   وفي إشارة إلى أن مسابقة الترشيح أصبحت الآن مبارزة مع جو بايدن، هاجم بيرني ساندرز بشدة نائب الرئيس السابق في خطابه من ولاية فيرمونت: “أحدنا في هذه الحملة قاد معارضة الحرب في العراق. وهو الواقف أمامكم، ومرشح آخر صوّت لصالح الحرب في العراق”، قال ساندرز، معاتبا بايدن (دون أن يذكره) بسبب تصويته لصالح الحماية الاجتماعية والمعاهدات التجارية والتعديل المالي.

إليزابيث وارين،
 الهزيمة الكبرى؟
   ما هو أفضل أداء لإليزابيث وارين قبل “الثلاثاء الكبير”؟ المركز الثالث في ولاية ايوا، بـ 18 فاصل 5 بالمئة من التصويت الشعبي. وما هو أفضل أداء لإليزابيث وارين خلال هذا “الثلاثاء الكبير”؟ المركز الثالث في ولايتها ماساتشوستس، بـ 22 بالمئة فقط من الأصوات. وبالنسبة للسناتورة التقدمية، هذه الهزيمة على أرضها، وراء جو بايدن وبيرني ساندرز، هي بمثابة الغرق.
   وبعد هذا الفشل المرير، من الصعب تخيل أنها ستستطيع مواصلة حملتها. ومع ذلك، مساء الثلاثاء، تم إرسال بريد إلكتروني لجمع التبرعات إلى مؤيديها: “هناك ستة انتخابات تمهيدية أخرى بعد أسبوع، ونحن بحاجة لمساعدتكم للحفاظ على استمرارية الزخم».
   وفي معسكر ساندرز، تزداد الأصوات ارتفاعا لتشجيع إليزابيث وارين على رمي المنديل، على أمل أن ينتقل مؤيدوها إلى سناتور فيرمونت. وإذا رغبت في ذلك، فإن لوارن الامكانيات المالية لمواصلة حملتها، بعد أن جمعت 29 مليون دولار في فبراير.

بلومبرغ “عائد
استثماري” ضعيف
    لقد أنفق ما يقارب 500 مليون دولار في ثلاثة أشهر من اجل هذا اليوم فقط، حيث أغرق الولايات التي صوتت الثلاثاء بإعلانات حملته على التلفزيون أو عبر الإنترنت، وبتمويل ذاتي.
   وبعد تجاهل أول أربعة محطات انتخابية، وتميّزه بأداء سيء في مناظرتين تليفزيونيتين، دخل الملياردير مايكل بلومبرغ السباق في الثلاثاء الكبير هذا، وفاز في إقليم واحد فقط، ساموا الأمريكية، أرخبيل في جنوب المحيط الهادئ تعداده 50 ألف نسمة.
   وإذا كنا بعيدين جدًا، جدًا، عن موجة المد التي اقام عليها عمدة نيويورك السابق كل استراتيجية حملته الانتخابية، فإنه تجاوز مع ذلك نسبة الـ 15 بالمئة -وهي العتبة التي تمنح المترشحين مندوبين -في ثماني ولايات (تكساس، كاليفورنيا، كولورادو، يوتا، أوكلاهوما، إلخ.) بما يمكّنه من حوالي عشرين مندوبًا.
  «في ثلاثة أشهر فقط، انتقلنا من 1 بالمئة في استطلاعات الرأي، إلى منافس على الفوز بورقة ترشيح الحزب الديمقراطي”، قال مساء الثلاثاء أمام مؤيدين تجمعوا في فلوريدا، بعد أن تم تقديمه على أنه “الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة”. لكن وفقًا للعديد من وسائل الإعلام الأمريكية، فان بلومبرغ “سيعيد النظر” في ترشّحه، وقد يقرر ما إذا كان سيبقى في السباق أم لا.
   «لقد راهن بلومبرغ على أن جو بايدن سيدمر نفسه بنفسه قبل الثلاثاء الكبير، وأنه سيبرز كمنافس لساندرز، الشخص الذي يمكنه هزم ترامب”، علق ديفيد أكسلرود، مستشار باراك أوباما السابق، على قناة سي إن إن مساء الثلاثاء... لقد خسر هذا الرهان، ولم يجني عائدا جيدا في هذا الاستثمار. «
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot