وباء كورونا كشفه بمزيد من الوضوح

الحمائية على ضفتي الأطلسي تهدد الأرواح

الحمائية على ضفتي الأطلسي تهدد الأرواح


أبرزت كارين دونفرايد، رئيسة صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، وولفانغ إيشنغر، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن أهمية التعاون الأمريكي-الأوروبي وقت الأزمات، لافتين إلى أن التوتر عبر الأطلسي ليس جديداً، ولكن وباء كورونا كشفه بمزيد من الوضوح.
 وكتبا في موقع “فورين أفيرز” أنه بعد سنوات من تبادل للاتهامات حول قضايا الإنفاق العسكري والتجارة وسواها- تحولت اســتجابات وطنية متباينة تجاه الأزمة الأخيرة مصادر جديدة للتوتر والشكاوى.
وفي مواجهة نقص في المعدات الطبية، انكفأ كل من الولايات المتحدة وأوروبا على نفسه.
وعلى سبيل المثال، أمرت واشنطن شركة أمريكية بوقف صادراتها من الكمامات، وإعادة توجيه منتجاتها الخارجية نحو الولايات المتحدة في إطار جهد أوسع لتلبية الطلب المحلي. ولم تخفف واشنطن تلك القيود إلا بعدما واجهت ردود فعل قاسية. ولنفس السبب، منع الاتحاد الأوروبي تصدير أغطية واقية للوجوه وقفازات وكمامات وملابس واقية.

انتفاع
وحسب كاتبي المقال، تهدد سياسات نفعية كتلك بمفاقمة حصيلة الفيروس. كما أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف السفر عبر الأطلسي من جانب واحد، غضب زعماء أوروبيين انتقدوا عدم تشاور الولايات المتحدة معهم.
لكن يفترض بالوباء أن يوضح حقيقة أخرى، وهي أن التعاون عبر الأطلسي حتمي من أجل إيجاد حل فعال لتحديات مشتركة تواجه أمريكا وأوروبا، والعالم أيضاً. وتبعاً له، يمكن للوباء -ويجب – أن يوفر لهذه الدول الدافع المطلوب لتجاوز النزاعات الجارية، والتركيز على مشروع جديد عبر الأطلسي يقوم على صياغة تعاون بناء لمواجهة الوباء. وتوفر الأزمة فرصة لبناء شعور متجدد بالتضامن عبر الأطلسي قد يستمر عبر هذه الجائحة، وما بعدها.

الصديق وقت الضيق
ويرى كاتبا المقال أن أول خطوة ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتخاذها هي رفع جميع أشكال الحظر والتعريفات الجمركية على المعدات الطبية، في إشارة إلى تقييد أكثر من ثلاثين دولة في مارس (آذار) تصدير منتجات أساسية كالكمامات والملابس الطبية الواقية، وسواها من معدات الحماية الشخصية.
وتعد أوروبا مصدراً رئيسياً للواردات الأمريكية من أقنعة التنفس والماسحات الضوئية والمطهرات اليدوية وأجهزة مراقبة المرضى، ومعدات الأشعة السينية. ومن شأن أي مسعى حمائي لتقييد مثل ذلك النوع من النشاط التجاري أن يهدد أرواحاً على ضفتي الأطلسي.
وبرأي الكاتبين، أضرت تلك القيود التجارية بتحالفات قائمة.
 وخلال المراحل الأولى لتفشي فيروس كورونا، منعت فرنسا وألمانيا تصدير معدات طبية ضرورية لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي، رغم أن سوقاً مشتركة تجمع بين دول الاتحاد. ولم ترفع الحكومة الفرنسية قيوداً على تصدير الكمامات والقفازات المطاطية إلا بعدما تعرضت لضغط من مسؤولين سويديين( حاولت شركة سويدية إرسال منتجاتها إلى إيطاليا وإسبانيا من مركزها للتخزين في فرنسا).
 وذكرَّت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليند، نظراءها في دول الاتحاد بأهمية إظهار حقيقة أن “السوق الداخلي يعمل بشكل أفضل في أوقات الأزمة”.
 وفي الوقت نفسه، تباطأت الولايات المتحدة في تقديم أية مساعدة لنظرائها، بمن فيهم إيطاليا، أكثر حلفائها الأوروبيين تضرراً من الفيروس.
 
حقيقة قاسية
وبرأي كاتبي المقال، وفرت هذه الحقيقة القاسية فرصة لروسيا والصين كي تسارعا لاستغلال الأزمة. فقد أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيطاليا، في 22 مارس( آذار) تسع طائرات محملة بمؤن طبية، بعد 24 ساعة فقط على اتصاله برئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي.
وأثارت المساعدات الروسية جدلاً- وزعمت تقارير أن معظم تلك المعدات كانت غير مفيدة، ولكن عبر الإيطاليون عن امتنانهم، بعدما تخلى عنهم حلفاؤهم التقليديون. كما كانت الصين أسرع في الاستجابة لوضع إيطاليا، وأرسلت طاقماً طبياً متخصصاً، وقفازات وكمامات وأجهزة تنفس صناعي.
وأشاد وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، بتلك المبادرة، وقال مبتهجاً إن “هناك في العالم أشخاصاً يودون مساعدة إيطاليا».
كما عبرت دول أخرى، منها جمهورية تشيكيا وفرنسا واليونان وإسبانيا، عن تقديرها للمساعدة الصينية. وفي أبريل( نيسان) بدأ الاتحاد الأوروبي في الإعلان عن برامج دعم ومساعدات مالية واقتصادية وطبية، لكن بعدما لحق ضرر كبير بالتماسك الأوروبي.

الأمن الوطني
ويشير الكاتبان لوجوب أن تستخدم الولايات المتحدة وأوروبا الفيروس كفرصة لتوسيع تعريفهم للأمن الوطني والدولي لتشمل الصحة العامة. وقد بين كوفيد- 19 بوضوح أن فيروس قد يقتل بسهولة كما تفعل أية رصاصة.
ولهذه الغاية، ينبغي على الولايات المتحدة وأوروبا توسيع قدرات حلف الناتو. وقد أثبت الحلف بالفعل حيويته خلال الوباء الحالي، حيث نقل معدات طبية عاجلة، واستخدم قدراته للنقل العسكري في خدمة جهود الإغاثة.
ولكن نظراً للحاجة الجماعية للمعدات الطبية التي برزت خلال الأزمة، على الناتو توفير دعم إضافي من خلال إنشاء مخزونات للصحة العامة. وأن كان بمقدور الناتو تخزين معدات عسكرية، فهو يستطيع أيضاً تخزين معدات طبية على أساس جماعي، مع ضمان توفير تلك الضرورات الطبية لجميع الشركاء عندما تستدعي حاجتهم إليها.  



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot