الرسول الكريم ينمي ثقافة المجتمع
وحينما غابت معاني أول سورة لقمان وهي «ألم» واحتار القوم في تفسير الأحرف الثلاث، تقدمت الآية التالية (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ،2) لتلقى بصيصا من النور من أجل الوقوف على المعنى المراد إيضاحه أو فاعليته ،وذلك كله من أجل تبصرة المجتمع المكي، وشحذ همة التفكير للوصول إلى ما تقدمه الآيات القرآنية من ثقافة روحية بالإضافة إلى الثقافة العقلية التي يجب أن تكون من الطبيعة البشرية للإنسان، فأشارت الآية بوضوح تام إلى المعنى من خلال كلمة «تلك» وما يعقبها من آيات أرادها الله أن تكون قدرا من أقداره، فلا معقب على أقدار الله، وهذه الأقدار كتاب أراده الله بحكمته وقدرته، فكان المقدر والمكتوب هو رسالة خاتم المرسلين وهذا ما تعنيه كلمة الكتاب، وقد وضح القرآن هذا المعنى في معنى فرض الصلاة حيث قالت الآية « إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (النساء:103)، فلا ينبغى الاعتراض على أحكام الله وإرادته وهو سبحانه خالق كل شيء، وعلى المخاطب أن يستجيب إلى الحكمة من رسالة خاتم المرسلين والله سبحانه وتعالى هو الحكيم الذى يؤتي الحكمة لمن يشاء من عباده...حقا “ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ».
www.zeinelsammak.com