اعتمد المسرح العالمي في بداياته على تجسيد الرجال لأدوار النساء، لعدم انخراط المرأة في هذا المجال، ومع ظهور السينما ووجود العنصر النسائي بكثرة، إلا أن معظم ممثلي الكوميديا إن لم يكن كلهم ارتدوا الزي النسائي بلا مبرر أو لحبكة درامية ملحة، باستثناء فيلم "الأنسة حنفي" الذي لعب فيه إسماعيل يس دور الأنسة، وفي تصوري أن هذا هو الفيلم الوحيد الذي كان يحتاج إلى هذا النوع من السياق لتوصيل فكرة التحول الجنسي من جهة وابراز رؤية الرجل الشرقي للمرأة وتحكمه في تصرفاتها وتغيير رأيه ومفاهيمه عندما يتحول إلى أنثى، أما دون ذلك فكان ارتداء الزي النسائي ليس له معنى.
لم يقتصر ارتداء الزي النسائي على السينما العربية فقط، وانما لعب هذه الأدوار كبار فناني هوليوود، فجسد الممثل ادي ميرفي دور سيدة في فيلم "نوربيت " ولعب ايضا الممثل والمخرج البارع توم هانكس دور سيدة في فيلم " اصدقاء "بوسوم" أما الممثل العبقري روبن ويليامز فجسد دور المرأة في فيلم "السيدة شك" وكان هناك مبرر لهذا الدور لتوصيل فكرة اجتماعية ملحة وهى قضية رؤية الأبناء بعد انفصال الزوجين، اضطر أن يتقمص شخصية سيدة للعمل في المنزل من أجل البقاء مع أولاده، أما دون ذلك كانت أعمال من أجل الضحك والسخرية وابتزاز ابتسامة المشاهد.
وبعيدا عن السينما وتجسيد أدوار النساء، نتساءل هل الممثل الذي يقوم بهذا الدور لابد أن يكون لديه مقومات نفسية وفكرية وتهيئة عامة لارتداء زي نسائي، وتأتيه حالة من التردد لقبول الدور أو رفضه، وأول مرة يقف أمام المرآة بشكله الجديد واحساسه بالتغير الشكلي لا يؤثر في تفكيره، ربما كان الأمر متعلق بتحديه لنفسه ومحاولة لتقديم شخصية نسائية تضاف إلى أعماله الفنية بغض النظر عن الهدف والمضمون. الشخص العادي لا يجرأ حتى على تجربة ارتداء زي نسائي والوقف به أمام نفسه، والاطباء قبل القدوم على التحويل الجنسي من رجل لامرأة يطلبون من المتحول أن يتعايش مع الزي النسائي فترة تتجاوز الثلاث شهور بدون أي اجراء جراحي، من أجل تهيئة الشخص على التعايش بالوضع الجديد حتى لا تتم الجراحة ويحدث انفصال بين الجسد والتكوين العضوي للفرد، اذا الموضوع نفسيا يعتبر معقد للغاية ولا يستطيع أداءه وتنفيذه إلا شخص متمكن لديه القدرة على استيعاب الفعل والتعايش معه بمبدأ أن الفن رسالة.