الشمس والقمر تقشعان ظلام الباطل

الشمس والقمر تقشعان ظلام الباطل

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (لقمان :29)
تخاطب الآية القرآنية المجتمع المكي الذي كان يقدس الأصنام، ولا يؤمن بوجود إله خالق للسموات والأرض، فقد ورث أهل مكة عبادتهم بما لها من مردود أمني، حيث تعارفوا أن الأماكن التي تُحيطها الأصنام مناطق مقدسة وبالتالي فهي آمنة لا قتال فيها ولا أذى، وذلك تمشيا مع طبيعة الإنسان في البحث عن الأمان، فاعتقد أهل مكة خطأ أن دعوة الرسول تباعد بينهم وبين الأمن في الوقت الذي كانوا فيه يبحثون عن الأمن بكل أنواعه وأشكاله، فتعارف الناس على الأشهر الحرم كزمان للأمن فضلا عن ارتباطه بالمكان، ومن خلال هذه المعتقدات اشتد الجدال مع خاتم المرسلين الذى كان يدعوهم إلى عبادة الله، فيجادلونه رافضين لأنهم اعتادوا أن يروا الأصنام بعيونهم، بينما الرسول يدعوهم إلى عبادة الإله الذى لا يرونه بعيونهم، فمنطقهم يقوم على  الحواس كحاسة البصر وحاسة اللمس، كما بينت الآية الكريمة أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل، فسواء كان الليل أم النهار فهما خاضعان لحاسة البصر، وتلك ثقافة تنقلهم إلى الإيمان بخالق الشمس والقمر، وجاعل الليل سكنا والنهار نشورا، ليسعى الإنسان ويعمل ويرى ويلمس نعم الله سبحانه وتعالى بالعين الفاحصة والناظرة، وهكذا كان للآيات القرآنية الدروس الثقافية في مجتمع يتميز بالجاهلية، فكانت الثقافة من أسس دعوة الرسول ورسالته، فالعلم نور والجهل ظلام، فهذه الشمس التي خلقها الله لتجرى أمام عيونهم لمستقر لها فى غروبها، الذى لا يتقدم ولايتأخر فى دقة تامة تشير إلى الخالق العظيم، وقد خلق الله القمر ليكون سراجا منيرا، فى ليل مظلم يخشى الإنسان ظلامه، لما يكتنف الظلام من قتل أو إجرام، فالقمر رفيق للإنسان في السهر الذي يدعو الساهر للشكر والامتنان لفضل الله عليه، ليزداد خشوعا وسجودا واعترافا بقدرة الخالق القادر على كل شيء، ومهما تجاهل الإنسان قدرة الله فيما يقول وفيما يعمل، فإن الآية تخاطبه فى ختامها قائلة “ وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” يعلم سرهم وعلنهم فسبحان الله عما يشركون. وتتدفق الآيات في دعوتها إلى الثقافة التي تفرق بين الحق والباطل كما جاء فى الآية الكريمة “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(لقمان:30)، فالإنسان الذى انقشع الجهل عنه اقترب العلم منه، وأصبح فى صدره وقلبه فُرقان يُفرّق بين الحق والباطل، فعلم أن الحق أحق أن يُتّبع، وقد ورد هذا المعنى فى الآية القرآنية “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا” (الإسراء :81)، فليعلم أهل مكة وغيرهم أن الله هو الحق، وأن الذين يراودهم الكبر ويظنون أنهم يبلغون الجبال طولا ليروا غيرهم من البشر كحبات رمال تتناهى فى الصغر، فتلك مبالغة تعبر عما كان يكنه فحول مكة من كبر وفخر، حتى أشرقت عليهم شمس الدعوة من خلال الخطاب القرآني الذي بينته الآية الكريمة في ختامها قائلة “ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ”.

www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot