الله أعلم بما يحدث في ملكه

الله أعلم بما يحدث في ملكه

إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) من سورة لقمان
يعلم الله ما يجرى في ملكه في التو واللحظة والساعة، ولا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء، كما أن الله سبحانه وتعالى يُنزل المطر بعلمه وإرادته ويمّن به على من يشاء ويمنعه عمن يشاء، فبيده الأمر كله، وقد منع الله المطر عن قوم الرسول في مكة، هؤلاء الذين أخرجوه من دياره ووطنه، فذاقوا الأمرين فأصيبت الأعشاب والنباتات بالجفاف وتأثر بهذا الجفاف الرعي، وتأثر الإنسان بالجوع والظمأ، فاستحق الناس أن يأكلوا الميتة وأن يشربوا الدماء ويأكلوا لحم الخنزير، فذلك حلال عليهم، لكنه حرام على أهل المدينة التي أمطرت فيها سحب السماء، وترعرت النباتات وكثرت الأعشاب لتتغذى عليها الماشية والأغنام، ولذلك حرام على أهل المدينة أن يشربوا الدماء في وفرة المياه، وأن يأكلوا الميتة أو لحم الخنزير، حيث إن هذا الحيوان لا يتمتع بالجمال الذي تشتهر به الأنعام، وقد تحدث القرآن عن الأنعام في سورة النحل فقال» وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ(6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7)»، كما تّدلل الآية القرآنية على العلم الإلهي للإنسان وهو يتخلّق في رحم أمه وقبل أن يتجسّد في بطنها، وذلك بيان قرآني من شأنه أن يدعو الناس لتعظيم الله والسجود له، وتلك دعوة تفتح أبواب الإيمان، وخاصة لأهل مكة الذين يعبدون الأصنام والأوثان. وتستمر الآية في الحديث عن قدرة الله قائلة « وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ»، وهي تشير إلى أن الإنسان قد يعلم الماضي والحاضر ولكنه لا يعلم أقدار الغد وماذا سيكسب غدا، فقد يكسب حسنات يرضى عنها الله، وقد يكتسب سيئات لا يرضى عنها الله، ولكن الله يعلم ما يبديه الإنسان وما يخفيه، فيعلم أقدار الغد، وقد ألزم القرآن المؤمنين بالإيمان بالقضاء والقدر، حيث جاء فى الآية القرآنية « قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (التوبة:51)، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما لا يعلمه الناس الذين يسعون في هذه الأرض، ويعيشون في مناكبها ويتنقلون في بحارها وصحاريها، ولا يعلمون بأي أرض أو مكان يموتون، فالعلم عند الخالق سبحانه وتعالى، والله سبحانه عليم بما يجرى من أقدار، وخبير بما يُخبر به، ومع ذلك يُظهر علمه وغيبه على من يشاء من عباده كما ورد فى سورة الجن « عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا(26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27)، وكما جاء في الآية 255 من سورة البقرة «وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء».


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot