أردوغان يحارب خصومه السياسيين.. لا كورونا

المعارضة التركية: لم تستفق الحكومة من صدمة خسارتها المدن الكبرى

المعارضة التركية:  لم تستفق الحكومة من صدمة خسارتها المدن الكبرى


اضطر وباء كورونا الأتراك على تذكر انقساماتهم الضمنية العميقة، التي تصعب عليهم أن يتكاتفوا معاً لمحاربة كارثة محتملة وطنية، لا عقائدية.
وفي كلمة وجهها إلى الأتراك في 30 مارس(آذار)، أطلق رئيسهم رجب طيب أردوغان حملة تبرعات وطنية مطالباً أثرياء تركيا والشركات الكبرى والصغرى، بمساعدة الفقراء في البلاد. ويلفت براق بيكديل، محلل سياسي وزميل لدى “منتدى الشرق الأوسط”، إلى أن تلك الحملة لم تنجح سوى في جمع 245 مليون دولار، رقم محرج في بلد يبلغ عدد سكانه 83 مليون نسمة، وجاءت التبرعات من شركات تسيطر عليها الحكومة.

تبرعات
وفي موازاة حملة أردوغان، حاول عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وعمدة أنقرة منصور يافاش، إطلاق حملتيهما المحليتين لجمع تبرعات لمساعدة فقراء المدينتين، وهما الأكبر في تركيا. ولكن برزت مشكلة، وهي أن إمام أوغلو ويافاش رئيسي بلديتين ينتميان إلى المعارضة التي وضعت حداً لسيطرة الإسلاميين طيلة 25 عاماً على اسطنبول وأنقرة.
احتجاج
وأعلنت الحكومة التركية أنه يفترض، وفق القانون، بمجالس المدن، الحصول على إذن من وزارة الداخلية لإطلاق مبادرات لجمع الأموال. واحتج إمام أوغلو ويافاش على القرار مشيرين لقيام بلديات أخرى تسيطر عليها الحكومة بجمع التبرعات لمساعدة عمال وأصحاب محال صغيرة فقدوا مداخيلهم بسبب فيروس كورونا. ولكن قالت الحكومة إن تلك البلديات حصلت على إذن خلافاً لبلديتي إسطنبول وأنقره. ويلفت كاتب المقال لتعمد بنك فاكي، تسيطر عليه الحكومة، تجميد حساب بلدية إسطنبول، حيث وصلت التبرعات من أجل محاربة وباء كورونا إلى 130 مليون دولار، وهو ما وصفه إمام أوغلو، بأنه “شيء مثير للشفقة”. ولكن بعد ذلك اتخذت وزارة الداخلية التركية إجراءً أشد عندما أطلقت تحقيقات جنائية ضد عمدتي البلديتين بتهم جمع الأموال بطريقة غير مشروعة.

صدمة
وقال كمال كليتشدار أوغلو، زعيم أكبر قوة في المعارضة التركية، حزب الشعب الجمهوري إن “هذا الحظر(على حملات البلديات للتبرع) فرض من أردوغان نفسه». وقال أوتقو جاكيروزر، عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري: “لم تستفق بعد الحكومة من صدمة خسارتها المدن الكبرى لصالح المعارضة. وفي وقت يبحث فيه العالم عن طرق لحماية مواطنيهم من هذه المأساة، هناك في تركيا حكومة تضع تلك الهواجس جانباً كي تركز على كيفية منع بلديات المعارضة من القيام بواجباتها».
وحسب كاتب المقال، منعت أيضاً وزارة الداخلية التركية بلدية مرسين التي يسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري، من تنفيذ حملة لتوزيع الخبر مجاناً، رغم أن بلدية ولاية قيسري في وسط الأناضول، والتي تهيمن عليها الحكومة، وزعت آلاف الأرغفة. وفي أضنة، مدينة أخرى تسيطر عليها المعارضة التركية، أغلقت الحكومة مستشفى ميدانياً افتتحته البلدية حديثاً لمعالجة مرضى كورونا بحجة أن “المشتشفى لم يحصل على الترخيص اللازم لتشغيله».
كما حظرت الحكومة إقامة حفل موسيقي عام تحت شعار” أغاني تضامن وطنية” في حي قاضي كوي في إسطنبول. وأغلقت وزارة الداخلية التركية، في 10 أبريل (نيسان) حسابات مطابخ توزع الحساء بالمجان على فقراء بلدية أسكيشير التي يسيطر عليها أيضاً حزب الشعب الجمهوري.
ويختم الكاتب رأيه بالتأكيد على أنه بعد انقضاء أزمة فيروس كورونا، سيواصل الأتراك الإنشاد بفخر واعتزاز الأغاني القومية وشعارات الوحدة الوطنية. وسيواصلون الإعراب عن عشقهم لعلمهم ونشيدهم الوطني. وسيملؤون الملاعب الرياضية لتشجيع فرقهم الوطنية. وسيبقون على إيمانهم بأن الصديق الوحيد للتركي هو تركي آخر. ولكن سيواصل نصف هؤلاء يضمرون الكراهية للآخرين.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot