استغل القادة الإيرانيون منصاتهم لتقديم قصص متضاربة

النظام الإيراني... أهل لخلق الأزمات لا لمعالجتها

النظام الإيراني... أهل لخلق الأزمات لا لمعالجتها


عرض الباحث في مجلس العلاقات الخارجية راي تقية أسباب إخفاق إيران الذريع في مواجهة فيروس كورونا في مقال نشره موقع “نيويورك دايلي نيوز”، مشيراً إلى غياب السياسة المتناسقة لدى النظام الإيراني الذي أنكر في البداية حجم التفشي قبل أن يتعامل معه لاحقاً بطريقة عشوائية. قلل النظام من عدد الإصابات والوفيات ثم انخرط في حملة تضليل. قد يلقي المعلقون الغربيون كل هذا على العقوبات، لكن الأوليغارشيين الدينيين برهنوا مرة أخرى على أنهم غير أهل للحكم.

منشغلون في مكان آخر
لا يجب أن تفاجئ طريقة تعامل إيران، الذين هم على دراية جيدة بالحكومات الثورية. تنجح هذه الأنظمة في خلق الأزمات لا في معالجتها. حتى في الوقت الذي كان مواطنوه يموتون بسبب الفيروس، انشغل النظام بإطلاق هجمات على الولايات المتحدة في العراق، بينما هددت زوارق الحرس الثوري السفن الأمريكية في مياه الخليج العربي. وفي إشارة لا يمكن اعتبارها إلا ساخرة، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة على ممارساتها غير الإنسانية، حين كان في زيارة إلى سوريا.
الاحتماء
بنظريات المؤامرة
بالكاد خف التوسع الإمبريالي الإيراني في الشرق الأوسط حتى مع مواجهة إيران كوارث اقتصادية وصحية. هذه هي وحشية القادة الثوريين الذين يضعون عادة مهمتهم الآيديولوجية قبل رفاهية شعوبهم.
ونظريات المؤامرة هي الشريان الحيوي للنظام الإيراني. لم يرفض المرشد علي خامنئي المساعدات الأمريكية وحسب بل قدم تفسيراً مؤامراتياً معقداً لعرض واشنطن للمساعدة، قائلاً إنّ “من المحتمل أن تكون أدويتكم طريقة لنشر الفيروس أكثر”.
وذهب آية الله أحمد خاتمي المقرب من خامنئي خطوة أبعد متحدثاً فقال إن “أمريكا أنتجت فيروس كورونا لمواجهة إيران والصين.” وأوضح تقية، أن المشكلة في هذه الادعاءات الغريبة جداً هو أن حكام إيران من رجال الدين يصدقونها. وعبر الاحتماء بقصص مؤامراتية، بإمكانهم إعفاء أنفسهم من المسؤولية ولوم قوى خارجية شريرة على سوء الأوضاع في إيران.

كذب وقصص متضاربة
الكذب هو المكمل الأساسي لنظريات المؤامرة. واستغل القادة الإيرانيون منصاتهم على امتداد الأزمة لتقديم قصص متضاربة وخاطئة. مع انتشار الفيروس في إيران، أصروا أولاً على أن كل شيء تحت السيطرة.
كان الرئيس الإيراني حسن روحاني يعلن دوماً أن لدى إيران جميع التجهيزات الطبية للتعامل مع الوضع قبل أن يلتمس المساعدة من صندوق النقد الدولي للحصول على قرض لشراء التجهيزات اللازمة.
واستخدم خامنئي هذه الأزمة لتمجيد فضائل الثورة وللإشارة إلى أن إيران تتعامل مع الوباء بطريقة أفضل بكثير من تعامل الغرب معه، وعوض تأمين المعلومات إلى مواطنيه، استغل خامنئي خطاباته للسخرية من أمريكا وعجزها عن احتواء الفيروس المفترض حسب رأيه أنها أنشأته أولاً.

انقسام
كشف رد فعل إيران على انتشار الفيروس مدى الانقسام السياسي السام في البلاد. في بعض الأحيان، فهم المسؤولون الصحيون حجم المشكلة وحاولوا توجيه السياسيين صوب الاتجاه الصحيح.
ظهر الفيروس أولاً في مدينة قم. وأراد البعض في طهران إغلاق المساجد، وفرض حجر صحي قبل فقدان السيطرة. لكن لم يفعل الملالي أياً من هذا. وأصروا على أن المساجد هي أماكن شفاء للنفس والجسد. وفي الوقت نفسه، نزل الإيرانيون بأعداد كبيرة إلى الشارع للاحتفال بالسنة الجديدة في أواخر مارس(آذار) الماضي.

أمراض النظام الإيراني
لفترة طويلة، رفض روحاني رسم حدود على هكذا سلوك غير مسؤول بما أنه رأى الأزمة في وسيلة لكسر العقوبات الأمريكية. فبدلاً من التوسل إلى آيات الله لمنع التجمعات الكبيرة وإبقاء الإيرانيين في منازلهم، ناشد الأوروبيين ليخرقوا العقوبات الأمريكية وإعادة الاستثمار في بلاده.
لقد أظهر تفشي الوباء جميع أمراض النظام الإيراني، السعي إلى مهمات آيديولوجية كلفتها أوضح من منافعها، وتصنيع نظريات مؤامراتية غريبة لتبرير انعدام تحركه وتوجيه اللوم إلى الآخرين، وميل قادته إلى الكذب على بعضهم البعض وعلى المواطنين. وأكد تقية ختاماً أن الضحية الأساسية لسوء حكم الملالي هو الشعب الإيراني، مجدداً.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot