اجتاز الجزء الأول من خطة البنية التحتية للديمقراطيين مرحلة حاسمة في تلقي دعم قوي من الحزبين في مجلس الشيوخ... إنها مجرد بداية.
في سينسيناتي، الجسر المؤدي إلى مطار ولاية كنتاكي المجاورة غير صالح للاستخدام تقريبًا، وتتراكم الخسائر يوميًا. وخلال رئاسة ترامب، ورغم “أسابيع البنية التحتية” العديدة، وتأثير الجمهوريين في تلك المنطقة، استمر الجسر في الانهيار، مثل مئات آخرين.
ويمكن أخيرًا تجاوز كل هذه الاحتياجات الاستثمارية الملحة، إذا نجح مشروع القانون، الذي يقارب تريليون دولار، وتمت الموافقة عليه يوم الثلاثاء بأغلبية 69 صوتًا مقابل 30 في مجلس الشيوخ... سيكون الامر عسيرا.

الانتصار على ترامب
حقيقة أن 19 جمهوريًا تحدوا الرئيس السابق ترامب للاستثمار في البنية التحتية “التقليدية” (الطرق والجسور وشبكة الكهرباء والإنترنت وما إلى ذلك) يعدّ انتصارا واضحا لجو بايدن.
خلال المفاوضات بين الحزبين، فعل “الإمبراطور المنفي” في مار-أ-لاغو كل شيء لمنع بايدن من النجاح حيث فشل هو نفسه فشلاً ذريعًا. ويشير هذا الرفض إلى أن قبضة ترامب على المسؤولين المنتخبين ليست مطلقة.ومع ذلك، ستعتمد النتيجة النهائية على قدرة حزبه على تحقيق الإجماع حول مشروع البنية التحتية “البشرية” الرئيسي الآخر (خدمات رعاية الأطفال، ومساعدة الأسرة، و”الخطة الخضراء”، وما إلى ذلك)، والتي يمكن أن تصل إلى 3500 مليار دولار، والأمر الذي من شأنه أن يغيّر البلاد بشكل عميق.

الكل أو لا شيء؟
صحيح أن جو بايدن أيضًا لا يمكنه إملاء سلوك 50 من أعضاء مجلس الشيوخ، و220 نائبًا في الكونجرس كلهم من الديمقراطيين.
بمجرد الإعلان عن تصويت مجلس الشيوخ، أعلنت نانسي بيلوسي، أن مجلس النواب لن يصوت على هذا القانون إلا بعد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع القانون الآخر الأكثر طموحًا، والذي يعتمد فقط على دعم الديمقراطيين. هذا المشروع، الذي رفضه الجمهوريون جملة وتفصيلا، يثير مقاومة قوية بين الديمقراطيين الوسطيين.
ويريد جميع المسؤولين المنتخبين نصيبهم من كعكة البنية التحتية الضخمة. لذلك يراهن الديمقراطيون التقدميون على أنه يمكنهم انتزاع تنازلات كبيرة من زملائهم المترددين من خلال التهديد بإفشال مشروع القانون الذي تمت الموافقة عليه في مجلس الشيوخ.
ويلعب التقدميون دورًا كبيرًا، لكن سيكون من المدهش أن تتخلى القيادة الديمقراطية عن فرصة جو بايدن الوحيدة لترك بصمة ذات مغزى في ولايته الأولى. وسيتعين على بايدن إقناع جناحه اليساري بالتحلي بالصبر، لكن التقدميين ليسوا صبورين بطبعهم.

حوالي 2022 و2024
يعتمد جو بايدن على هذين المشروعين الضخمين لملء ميزانيته العمومية بحلول عام 2024، لكن الموعد النهائي لعام 2022 قد يكلف الديمقراطيين غالياً.
دائمًا ما يكون الحزب الرئاسي في وضع غير مؤاتٍ في منتصف المدة، والجمهوريون مستعدون لمهاجمة خصومهم الأكثر ضعفًا من خلال توصيف خطط الديمقراطيين الأكثر طموحًا بالغولاغ الاشتراكي -وهو أمر مثير للسخرية، ولكن من المرجح أن يؤتي ثماره سياسيًا.
ويراهن الديموقراطيون على أن سياساتهم المبتكرة سيكون لها نتائج إيجابية كافية قبل نوفمبر 2024 لخلق ظروف انتخابية فائزة. عادة، يمكن كسب هذا الرهان ، لكن ليس هناك الكثير من الأمور الطبيعية لدى الامريكان.
ترجمة خيرة الشيباني
----------------------------------------------