ببصمة أمريكية.. حرب المنشآت النووية بين أوكرانيا وروسيا تثير ذعر العالم

ببصمة أمريكية.. حرب المنشآت النووية بين أوكرانيا وروسيا تثير ذعر العالم

 

تسود العالم حالةٌ من الذعر والقلق بعد استهداف محطة “تشيرنوبيل” للطاقة النووية في أوكرانيا، بصواريخ روسية، وسط تحذيرات من قيادة كييف بأن موسكو باتت تشكل “تهديدًا عالميًّا».وارتفعت وتيرة القلق العالمي، بعد تقارير عن تحول استراتيجي في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الحرب الروسية الأوكرانية، واستعدادها لاتخاذ منحى تصعيدي، ضد النظام الروسي.وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد كشفت أن الإدارة الأمريكية قررت دعم أوكرانيا استخباراتيًا ومدها بصواريخ لشن ضربات بعيدة المدى تستهدف منشآت الطاقة والنفط في العمق الروسي.وحذرت أوكرانيا من أن روسيا باتت تشكل تهديدًا للأمن العالمي، بعد قصف محطة “تشيرنوبيل” للطاقة النووية، والذي أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن المحطة النووية المعطلة.وبحسب كييف، تسببت ضربة روسية على إحدى محطات الطاقة الفرعية لدينا في “سلافوتيتش” بانقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد على 3 ساعات في مرافق محطة “تشيرنوبيل” للطاقة النووية.
هجوم معقد
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الآثار شملت “الاحتواء الآمن الجديد، الذي يحمي البيئة من بقايا المفاعل الرابع بعد انفجار عام 1986، وكذلك من الحطام المشع والغبار».وأضاف أنها تعد أيضاً “منشأة تخزين للوقود النووي المستنفد، حيث تحتوي على 80% من إجمالي الوقود المستنفد المتراكم أثناء تشغيل محطة الطاقة النووية - وهي عبارة عن مجموعات وقود تزن أكثر من 3250 طنًا في المجموع».
ونظام “الاحتواء الآمن” هو عبارة عن هيكل عملاق على شكل قوس، تم بناؤه لتغطية المفاعل رقم 4 المتضرر في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بعد كارثة عام 1986.وبعد الانفجار، تم إنشاء غلاف خرساني عُرف باسم “التابوت”، على عجل، لاحتواء الإشعاع، ولم يكن مصممًا ليدوم طويلًا وبدأ يتدهور مع الوقت، ما أثار مخاوف من انهياره وتسرب كميات كبيرة من الغبار والمواد المشعة.وشدد الرئيس الأوكراني على أنه “لم يكن من الممكن أن يجهل الروس أن ضرب المنشآت في سلافوتيتش من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على تشيرنوبيل».وأشار زيلينسكي إلى أن “الضربة كانت متعمدة، بأكثر من 20 مسيّرة - وتشير التقديرات الأولية إلى أنها طائرات روسية إيرانية، لافتاً إلى أنه “تم إسقاط بعضها، لكن الهجوم نُفذ خصيصًا على شكل موجات لتعقيد الدفاع عن المنشأة».ويستمر انقطاع التيار الكهربائي في محطة زابوريجيا النووية لليوم الثامن، بعد قصف روسي لمحيط المحطة، ولم تصلح روسيا الوضع كما لم تسمح للأوكرانيين بإعادة التيار الكهربائي للمحطة، التي من المفترض أن تعمل بشكل مستمر.

تخريب متعمد
في المقابل، اتهمت كييف موسكو بتعمد خلق خطر وقوع حوادث إشعاعية، مستغلة الموقف الضعيف للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام رافائيل جروسي، فضلاً عن تشتت الاهتمام العالمي.
وحذرت روسيا من ما أسمتها “الإجراءات المترددة”، مؤكدة أنها لا تصلح الوضع في الحرب القائمة، معتبرة أن قصف مرافق الطاقة - بما في ذلك تلك الضرورية لسلامة المحطات النووية وغيرها من المنشآت النووية - يُمثل تهديدًا عالميًا.
من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن انقطاع الكهرباء أثر على هيكل الاحتجاز في محطة تشيرنوبيل الذي يضم قلب المفاعل التالف في المحطة، وأن مولدي ديزل للطوارئ يزودانها الآن بالتيار.
واتُهمت روسيا بتخريب آخر خط كهرباء متبقٍ إلى محطة الطاقة النووية عمدًا، بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية للمنطقة المتضررة عدم وجود أي علامة على القصف الأوكراني الذي زعمت موسكو أنه كان يمنع الإصلاح.وانقطعت الطاقة الخارجية، التي تستخدم عادة للتبريد، لمدة 8 أيام وهو رقم قياسي، مما أجبر المشغلين الروس للمحطة في أوكرانيا على الاعتماد على مولدات الديزل الاحتياطية لتجنب انهيار أنوية المفاعلات الستة.بالإضافة إلى منشأتي “تشيرنوبيل” و”زابوريجيا”، تمتلك أوكرانيا 5 محطات للطاقة النووية، وكل منها يمكن أن تصبح هدفًا للطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية، بحسب زيلينسكي.
وطالب الرئيس الأوكراني الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول مجموعة السبع ومجموعة العشرين باتخاذ “إجراءات حقيقية” من أجل السلام والأمن إلى أقصى حد ممكن.وكان وزراء مالية مجموعة السبع قد تعهدوا، الأربعاء، باستهداف من يواصلون زيادة مشترياتهم من النفط الروسي، منذ الحرب على أوكرانيا. وفي بيان عقب اجتماع افتراضي، اتفق مسؤولون من المجموعة على ضرورة تشديد الضغط على صادرات النفط الروسية.
وأضافت المجموعة أنها “تنظر بجدية في فرض تدابير تجارية وقيود أخرى على الدول والكيانات التي تسهم في تمويل المجهود الحربي الروسي، بما في ذلك المنتجات المكررة التي يتم الحصول عليها من النفط الروسي».