ثالث دولة في العالم الأكثر تضررا

بولسونارو، رئيس بدون استراتيجية في بلد مكدوم

بولسونارو، رئيس بدون استراتيجية في بلد مكدوم

-- لا يبدو بولسونارو ضعيفًا سياسيًا رغم سخافة مواقفه، وأحدث انتصاراته انتعاش ولايتين اقتصاديا
-- إذا كانت هناك وزارة للصحة، فلا يوجد وزير يشغل المنصب منذ ثلاثة أسابيع


اجتازت البرازيل، التي يبلغ عدد سكانها 209.5 مليون نسمة، إيطاليا، يوم الخميس الماضي، لتصبح ثالث دولة في العالم الأكثر تضررا من فيروس كورونا خلف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
   لقي أكثر من 34 ألف شخص مصرعهم، مع رقم قياسي يومي جديد في عدد الوفيات (1473، أكثر من واحد في الدقيقة)، وفقًا لوزارة الصحة. أرقام رسمية يعتقد على نطاق واسع أنها لا تترجم حقيقة الاوضاع. في يوم 31 مايو، أعلنت صحيفة فولها دي ساو باولو اليومية، أنه من خلال استعادة بيانات الوزارة ذاتها، وصل العدد إلى ما يفوق 140 بالمائة من الحصاد الرسمي.   ولئن كانت هناك وزارة للصحة، فانه لا يوجد وزير يشغل المنصب منذ ثلاثة أسابيع، بعد الاستقالات المتعاقبة لآخر شاغليه، احتجاجًا على موقف الإنكار والإعلانات العشوائية للرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو. تم تكليف جنرال لا علاقة له بعالم الطب لتامين الفترة الانتقالية، التي يرجّح أن تكون طويلة: لا يتدافع المترشحون لتولي مسؤولية الوزارة في السياق الحالي.

لا مبالاة
   في غياب استراتيجية وطنية، فإن حكام الولايات الـ 27 في البلد، ورؤساء البلديات في 5،571 مدينة، هم الذين يتخذون المبادرات الصحية. ويبقى جايير بولسونارو، من جهته، مشككا في كورونا فيروس منذ ثلاثة أشهر، غير مبالٍ بمنحنى الوباء الذي يشهد ارتفاعا جنونيا مستمرا.
   يستنكر الرئيس البرازيلي إجراءات الحجر الصحي التي قررها المحافظون والعمد، باسم الحفاظ على الوظائف، بالاتفاق مع العالم الاقتصادي الذي دعّم ترشّحه عام 2018. ولكنه أيضًا، في تناغم مع الكنائس الإنجيلية التي تناصر صورته المحافظة للغاية: بالنسبة لمجموعات الضغط القوية هذه، فإن الله هو الذي أرسل الطاعون إلى الأرض، والعلاج الوحيد هو الصلاة.

   يقوم المجتمع المدني بالتعبئة بشكل متزايد من خلال العرائض عبر الإنترنت “دفاعًا عن الديمقراطية”، وردا على طلبات “التدخل العسكري” الصادرة عن مؤيدي بولسونارو. ومع استمرار تزايد العرائض ضد الحكومة على الإنترنت، بدأت الاحتجاجات المناهضة للفاشية تجتاح الشوارع، وخصوصا مبادرة أنصار كرة القدم.  الأحد الماضي، في أفينيدا باوليستا في ساو باولو، تجمّع حوالي 500 مشجع من عدة أندية متنافسة في “اتحاد مقدس” غير مسبوق. سارت المظاهرة بسلاسة حتى وصول اتباع بولسونارو، يرتدون بزات خاصة تحمل رموز النازية الجديدة، وفقا لشهود عيان. تدخــــــل الشــــرطة أنهى المشاجرات.
ويبقى جزء من الرأي العام مساندا للرئيس، الإنجيليين، ولكن أيضًا فئات محرومة تستفيد من الإعانات منذ ظهور الفيروس.

مؤثّر
  كما تتزايد الدعوات الى إقالة بولسونارو بسبب عدم كفاءته في مكافحة فيروس كورونا، الى جانب أيضًا تدخله في التحقيقات القضائية ضد أحد أبنائه المورط في قضايا فساد. لكن كما رأينا في قضية الرئيسة السابقة ديلما روسيف، ستكون المحاكمة طويلة بالضرورة.

   يملك الرئيس أيضًا ورقة رابحة في جعبته: يعتزم انتخاب رئيسا لمجلس النواب، في فبراير 2021، الأسقف ماركوس بيريرا، رئيس الحزب الجمهوري والذراع السياسي للكنيسة العالمية ملكوت الله، الحركة الإنجيلية الأكثر تأثيراً في البلاد. وإذا تم تعيينه، فإن هذا الرجل الملتزم سيصبح الشخص الثالث في التسلسل الهرمي للدولة، وسيكون له القول الفصل في حال مباشرة إجراءات عزل الرئيس.

   لذلك، لا يبدو بولسونارو ضعيفًا سياسيًا رغم سخافة مواقفه. وأحدث انتصاراته: بدأت أكثر ولايات البرازيل كثافة سكانية، ساو باولو وريو، انتعاشًا تدريجيًا في النشاط الاقتصادي هذا الأسبوع. دون انتظار ذروة الوباء، الذي يتوقّع بلوغه في أحسن الأحوال في النصف الثاني من يونيو.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot