نافذة مشرعة

ترامبيون حتى الموت...!

ترامبيون حتى الموت...!


   في السنوات الأخيرة، كان هناك استقطاب متزايد في السياسة الأمريكية، وكانت هذه الظاهرة مصحوبة أحيانًا باتجاهات متطرفة.
   من جهة، سبق لي أن كتبت عن الانعكاسات السلبية لمطالب أو شعارات بعض أتباع حركة اليقظة على الديمقراطيين. وعند تحليل المشاكل الانتخابية الأخيرة للمرشحين الديمقراطيين أو أحدث استطلاعات الرأي، يتضح أنه يجب على جو بايدن وأعضاء حزبه السياسي، النأي بأنفسهم عن ذاك التيار ومراجعة الاستراتيجية.

   من ناحية أخرى، تفرض عشيرة ترامب، مبادئ توجيهية تخيف الجمهوريين الأكثر اعتدالًا، عندما لا يتم طردهم بشكل مباشر. إن النواة الصلبة من أنصار الرئيس السابق تُملي سلوك المسؤولين المنتخبين، وتقدم وجهة نظر مانوية للأمور... خارج الإنجيل، حسب ترامب، لا يوجد خلاص.

   يمكن أن يكون لهذا الموقف عدد من النتائج السلبية. إن تعميم الاستقطاب على كل شيء يصبح في بعض الأحيان، حشر النفس في نفق ورؤية ضيّقة تمثّل مخاطر. وقد كشف موقع الإذاعة الوطنية العامة، المعروف بحياده في التعامل مع المعلومات، الأحد الماضي، أن الدوائر التي سجلت أعلى نسبة من الوفيات المرتبطة بـ “كوفيد”، هي تلك التي دعمت دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة.

   تم تحليل البيانات مع الأخذ في الاعتبار العديد من المؤشرات الأخرى، ولكن لم يظهر أي مؤشر آخر بوضوح أكبر من الانتماء السياسي. وقبل أن يقصفني أنصار ترامب بوابل من الرسائل الإلكترونية المسيئة، دعوني أوضح أنني لا اقول إن ترامب نفسه مسؤول بشكل مباشر؛ وإنما اشير الى أنه يستغل هذا الخيط. الحقيقة أن العديد من المسؤولين الجمهوريين المنتخبين، على الصعيدين المحلي والوطني، يرفضون تدابير الوقاية، ولا يفعلون الكثير لتشجيع التطعيم.

   لقد أوضحت كثيرًا في هذه المدونة أنني مفتون باللعبة السياسية في الولايات المتحدة، والتي تقلقني أحيانًا. ومنذ أن اعتلى دونالد ترامب الركح، كنت أكثر انتقادًا للحزب الجمهوري من الحزب الديمقراطي.
   وإذا لم أتردد في إصدار حكم قاس على بعض قرارات جو بايدن، أو إذا كنت أتفاعل بصرامة مع الشعارات التي تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل “الغاء ميزانية الشرطة”، فإننا نشهد داخل الحزب الجمهوري أكبر منسوب من الانزلاق الأكثر خطورة على الديمقراطية الأمريكية، وفي هذه الحالة، من أجل صحة الامريكان.

   يشير تحليل موقع الإذاعة الوطنية العامة، إلى أن هناك معدل وفيات أعلى بنسبة 2.73 بالمائة في الدوائر التي صوتت لصالح دونالد ترامب. وفي المناطق التي أيدته 60 بالمائة أو أكثر، وهناك 6 أضعاف عدد الوفيات.
   يمكن إبداء أي رأي، لكن الوقائع عنيدة. أعود دائمًا إلى تلك الوقائع قبل كتابة نص أو إجراء مراجعة. ان كلام وسلوك بعض المسؤولين المنتخبين، ومعظمهم من الجمهوريين، يتعارض مع البيانات العلمية، ويطيل دون داع الأزمة الصحية.

   ليست صحة العديد من الأمريكيين على المحك فحسب، لكن بتنا على علم الآن أنّ هذه المعركة ضد الوباء تؤثر أيضًا على أداء الاقتصاد. سيفضلون توجيه أصابع الاتهام إلى إدارة بايدن، لكن من العار أن يستمر المسؤولون المنتخبون في تحدي آراء الخبراء ونصائحهم.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot