أفادت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية بأن اليونان تستعد لتدفق لمهاجرين من تركيا بعدما أظهرت صور التقطت بالأقمار الصناعية أن أنقرة تفرج عن عشرات الآلاف من اللاجئين من مراكز الترحيل.
ووضعت القوات اليونانية في حالة تأهب قصوى، بعد التقويض الإضافي لاتفاق الهجرة الذي أخفق في منع طالبي اللجوء من التوجه إلى أوروبا، كما يقول المسؤولون الحكوميون في أثينا.
وتأتي التعبئة اليونانية بعد تقارير من الاستخبارات وصور الأقمار الصناعية أظهرت نقل مجموعات من اللاجئين من المناطق الداخلية النائية إلى الشواطئ الغربية لتركيا، والتي يستخدمها تقليدياً المهربون لنقل المهاجرين إلى الجزر اليونانية النائية على بعد كيلومترات.

تحركات مشبوهة
وقال مسؤول حكومي يوناني: “لاحظنا تحركات مشبوهة. لذلك، طلبنا تشديد الرقابة في الأيام المقبلة خلال عطلة الفصح”. وأوضح أن حرس الحدود وسلاحي الجو والبحرية كثفا دورياتهما في  بحر إيجه بين اليونان وتركيا، وأن أثينا توقع محاولات من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدفع طالبي اللجوء إلى أوروبا.
ويذكر أن أكثر من 100 ألف لاجئ علقوا في اليونان منذ 2015 عندما وصل أكثر من مليون سوري إلى أوروبا، الأمر الذي شكل أكبر هجرة جماعية منذ الحرب العالمية الثانية.
ولا يزال نحو 40 ألف طالب لجوء عالقين في ظروف مروعة في مخيمات في جزر ليسبوس، وخيوس، وساموس، وليروس، وكوس.
ووافق الاتحاد الأوروبي على اتفاق مع أنقرة في 2016 أغلقت بموجبه السلطات التركية حدودها أمام المهاجرين مقابل مليارات اليورو.
ابتزاز
ومع ذلك، يقول أردوغان إن جزءاً كبيراً من المال لم يدفع. في وقت سابق من هذا العام تراجع عن الصفقة، ما تسبب في تدفق جديد للمهاجرين.
وقــــــال المســـــؤول: “حـــــاول أردوغان عبثاً ابتزاز اليونان وأوروبـــا بالمهاجريــــن واللاجئين...ليس مســــــتبعداً أن يحاول الشـــيء نفسه مـــــرة أخرى مســـتهدفاً الجــــــزر اليونانيــــــــة».

مصابون بكورونا
وتنسب وسائل إعلام يونانية محلية إلى بيانات الاستخبارات الوطنية وصور الأقمار الصناعية أن تركيا تخطط لإدراج طالبي لجوء مصابين بفيروس كورونا في الحملة.وقال مسؤولون حكوميون إنه لا مجال لمعرفة إذا كان المهاجرون مصابين بالفيروس.
وأصبحت تركيا التي فرضت إغلاقًا مفاجئاً في عطلة نهاية الأسبوع بعد ارتفاع الإصابات المؤكدة بالفيروس، واحدة من أكثر الدول تضرراً في الشرق الأوسط.  ولذلك، أظهرت بيانات اليونان والأمم المتحدة أن تدفقات الهجرة انخفضت بعد تسجيل أقل من 40 دخولاً غير قانوني عبر بحر إيجه الأسبوع الماضي.

طرق أخرى
ومع ذلك، لا تزال طرق الهجرة الأخرى مفتوحة. وأوردت تقارير أن عشرات اللاجئين غرقوا في البحر الأبيض المتوسط أمس في تدفق جديد من ليبيا إلى أوروبا.
وقالت “سي ووتش” المؤسسة الخيرية الألمانية، إن 250 مهاجراً كانوا يحاولون العبور في أربعة قوارب صغيرة، وأن قارباً انقلب، وفقد العديد منهم. وأفادت «alarm phone»، الشبكة الناشطة التي تتلقى استغاثات سفن مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط بأن حوالي 85 شخصاً في عداد المفقودين.  وقالت المجموعة: “تركوا يموتون في يوم عيد الفصح من أوروبا التي تتحدث بشكل فارغ عن التضامن مع الذين يعانون».