إيرانيون يستعدون لسقوط النظام

تركيا وإيران.. حليفان قديمان لا يفرّقهما توتّر محدود

تركيا وإيران.. حليفان قديمان لا يفرّقهما توتّر محدود


تطرق الكاتب السياسي الدكتور مجيد رافي زاده إلى التوتر الذي يشوب العلاقات التركية-الإيرانية مؤخراً والأسباب الكامنة خلفه. فحتى وقت قريب، تمتع البلدان بعلاقات ودية بسبب تقاطع مصالحهما في المنطقة، أكانت جيوسياسية أو اقتصادية. تعارض الدولتان الوجود الأمريكي في سوريا بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ضد التدخلات الإيرانية في سوريا.
وعارضت واشنطن أيضاً ضد “التحرك العسكري التركي في سوريا وهي تعارض تحديداً العمليات التركية خارج آلية المنطقة الآمنة وفي المناطق حيث يعلم الأتراك أن القوات الأمريكية موجودة».

أمل تركي
شرح رافي زاده في صحيفة “ذي اراب نيوز” السعودية أن تركيا تأمل أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران الأمر الذي سيسمح للشركات التركية بالاستثمار في الغاز الإيراني وتسريع الإنتاج. تركيا مستورد أساسي للنفط والغاز الإيرانيين وكانت تهدف لوقت طويل إلى أن تكون مركزاً بارزاً للطاقة بين أوروبا وإيران. على الرغم من العقوبات الأمريكية القاسية على إيران، لا تزال التجارة بين أنقرة وطهران بارزة ووصلت إلى 5.28 مليار دولار بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
أشارت تقارير إلى أن مسؤولين إيرانيين كثراً كانوا يستثمرون في قطاع الإسكان التركي. على الأرجح، يشتري هؤلاء أملاكاً في تركيا للهرب في حال انهار النظام الإيراني. في ديسمبر (كانون الأول)، قال النائب في مجلس الشورى الإيراني من مدينة قم أحمد أمير عبادي: “تم دفع 18 مليار دولار لبعض الأشخاص بالعملة الرسمية ب 4200 تومان (لكل دولار أمريكي) لجلب الأدوية من أناس في الخارج. أخذوها إلى تركيا وكندا واشتروا منازل ولم يشتروا أي دواء».

«صلوا كي لا يقتلوني»
أخذت العلاقات تتدهور بين الدولتين خلال الأشهر الأخيرة لسببين. يرتبط الأول بازدياد تورط إيران في اغتيال منشقين داخل تركيا الأمر الذي يقوض الأمن القومي لأنقرة. كشف مسؤولون أتراك الشهر الماضي أن مسؤولين إيرانيين حرضوا على قتل مسعود مولوي وردنجاني الذي قتل في أحد شوارع اسطنبول شهر نوفمبر الماضي.
أكد ذلك مسؤول أمريكي: “بالنظر إلى تاريخ إيران بالاغتيالات المستهدفة للمنشقين الإيرانيين والأساليب المستخدمة في تركيا، تعتقد إدارة الولايات المتحدة أن وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية كانت متورطة مباشرة بقتل وردنجاني.” ردت إيران مهاجِمة تركيا والولايات المتحدة. وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني عباس موسوي في تغريدة: “واقع لا خلاف عليه: ‘الديبلوماسيون‘ الأمريكيون عملوا في مهنة الانقلابات، تسليح الإرهابيين، وتغذية العنف الطائفي لفترة طويلة».
تابع رافي زاده أن وردنجاني فرض تهديداً على النظام الإيراني لأنه عمل في وزارة الدفاع وفق التقارير قبل الهرب إلى تركيا. قبل مقتله، شن حملة لكشف الحرس الثوري والقضاء كاتباً على وسائل التواصل الاجتماعي: “سأستأصل قادة المافيا الفاسدين... صلوا كي لا يقتلوني قبل أن أفعل هذا».
 
اغتيال سابق
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتورط فيها النظام الإيراني باغتيال المنشقين في تركيا. سنة 2017، اغتيل مؤسس شبكة “جيم تي في” التي تدير 17 قناة ناطقة باللغة الفارسية، سعيد كريميان، في اسطنبول. قبل اغتياله، أدين غيابياً من محكمة ثورية لنشره دعاية مناهضة للنظام. سافر قاتلوه مستخدمين جوازات سفر مزورة وقد اعتُقلوا في صربيا وهم في طريقهم إلى إيران. وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن الحرس هو الذي اغتال كريميان بناء على أوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
أضاف رافي زاده أن إجراءات تأشيرات الدخول المتراخية بين البلدين هي التي جعلت على الأرجح محاولات الاغتيال الإيرانية في تركيا أكثر تكراراً. المواطنون الإيرانيون معفون من الحصول على تأشيرة دخول إلى تركيا حتى 90 يوماً. يسمح هذا للعملاء الإيرانيين التنقل بسهولة أكبر بين أنقرة وطهران.

تحذير
العنصر الثاني المساهم في توتير العلاقات الثنائية هو النزاع في إدلب. يرى القادة الإيرانيون أنه يجب على دولتهم أن تكون الوحيدة التي تحتفظ بالنفوذ في سوريا بسبب مليارات الدولارات التي أنفقتها لإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه. كانت تركيا تحبط أجندة إيران عبر هجماتها في إدلب. لهذا السبب، أصدر المركز الاستشاري العسكري الإيراني في سوريا تحذيراً في بيان نادر الأسبوع الماضي: “مجدداً، نكرر أن أبناء الدولة التركية الذين يخدمون في الجيش التركي في إدلب يقعون ضمن نطاق قواتنا العسكرية، وكان يمكننا بسهولة أن ننتقم منهم لقصفهم قواعدنا، لكننا رفضنا فعل ذلك بناء على أوامر قادتنا».
على الرغم من أن التوترات الثنائية تبدو متصاعدة، أكد رافي زاده أن الحليفين القديمين سيتوصلان على الأرجح إلى تسوية بسبب التقاء المصالح الجوهرية بين مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسية.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot