نهب وقتل وعقاب جماعي

ترهونة الليبية تحت الاحتلال التركي..النازي

ترهونة الليبية تحت الاحتلال التركي..النازي


عاشت مدينة ترهونة الليبية أياماً عصيبة، عانى فيها المدنيون من إرهاب وقتل وتشريد ونهب وسطو، ووثقت التقارير الحقوقية الجرائم النازية التي ارتكبتها ميليشيات الوفاق ومرتزقة أنقرة وغيرهم من الإرهابيين المحسوبين على تنظيم الإخوان، ووصفت التقارير تلك الجرائم بأنها أفعال نازية همجية تعكس وحشية تركيا وميليشياتها.
وارتفعت وتيرة الإرهاب في ترهونة بعد انسحاب الجيش الليبي منها في مطلع يونيو (حزيران) الجاري، ويؤكد الجيش الليبي أن انسحابه من ترهونة أتى بعد اشتداد القصف التركي على المدن، والذي خلف دماراً كبيراً وأوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري في 5 يونيو (حزيران)، أنه “منذ 2014 لم تقاتل قواتنا داخل المدن ولم تحتم بالمناطق المأهولة بالسكان، فهذه أخلاق الطرف الآخر وليست أخلاق القوات الليبية.. بناء عليه صدرت أوامر بالتراجع والانسحاب من ترهونة وإعادة التمركز في منطقة آمنة».

نهب وقتل
وأصبحت ترهونة مرتعاً لمرتزقة أنقرة الذين بدأوا منذ اللحظة الأولى لدخول المدينة بنهب ممتلكات المدنيين الليبيين، وتنفيذ عمليات قتل وسجن وضرب خارج القانون، واضطر عدد كبير من أبناء ترهونة للنزوح إلى مدن البيضاء وبنغازي والجفرة، هرباً من إرهاب ميليشيات أنقرة والوفاق، وفق ما أكده موقع “218” الأسبوع الماضي.
في أبريل (نيسان) الماضي عانت ترهونة من حصار خانق فرض عليها من قبل ميليشيات الوفاق، التي واصلت قصف المدينة بصواريخ “غراد” إضافة لقطع التيار الكهربائي والاتصالات على كامل أحياء المدينة. وأكدت تقارير حقوقية أن عدد الصواريخ التي قصفت بها ترهونة في أبريل (نيسان) الماضي زاد عن 20 ما تسبب بأضرار بالغة في ممتلكات المدنيين، وأوقع قتلى وجرحى.
عقاب جماعي
كان لتركيا دوراً كبيراً في الجرائم المرتكبة في ترهونة، فقد واصلت طائرتها المسيرة استهداف مواقع مدنية وسط المدينة، وزجت بعدد كبير من المرتزقة السوريين إلى المدينة للسيطرة عليها. وأعربت بعثة الأمم المتحدة في تقارير متعددة لها عن قلقها البالغ إزاء العنف في ترهونة، مؤكدة في أبريل (نيسان) الماضي، أن المدينة تتعرض لعقاب جماعي. ووثقت البعثة مقتل 5 مدنيين  وإصابة 28 آخرين بينهم نساء وأطفال، كما وثقت استهداف ميليشيات أنقرة للمستشفيات والمرافق الطبية الأخرى والقطع المتعمد لإمدادات الكهرباء والوقود والماء والغذاء. السفير الألماني لدى ليبيا، أوليفر أوكزا، عبر في 8 يونيو (حزيران) عن صدمته إزاء التقارير الواردة عن انتهاكات حقوقية فظيعة في مدينة ترهونة، عقب دخول ميليشيات موالية لحكومة فايز السراج المنطقة. وقال أوكزا في تصريح صحافية نقلتها وكالاء أنباء متعددة، إن “هناك تقارير عن عمليات قتل خارج إطار القضاء”، مضيفاً أنه يضم صوته إلى الأصوات التي تطالب بإجراء تحقيق في الأحداث. ومنذ تراجع قوات الجيش الليبي في ترهونة انتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر ما تبدو أنها أعمال نهب للمحال وإضرام نار في منازل عائلات على صلة بقوات خليفة حفتر وداعميها المحليين.
وتمكنت مقاطع فيديو وصور، من توثيق ما يقوم به عناصر الميليشيات والمرتزقة، وظهر عدد من المتورطين وهم يسرقون المحال التجارية والمنازل في مدينة ترهونة.

انتقام
وأقرت منظمة الأمم المتحدة بعدد من هذه الوقائع، قائلة إن عدداً من التقارير أشارت إلى وقوع ما وصفتها بـ”أعمال عقاب وانتقام” في كل من الأصابعة وترهونة، ونبهت إلى تبعات ما يحصل على النسيج الشعبي في البلاد. وكشف الصور أن المرتزقة وعناصر الميليشيات التابعين لحكومة السراج، لم يتركوا شيئاً على الإطلاق، فامتدت أيديهم حتى إلى الأغراض البسيطة مثل آلات الغسيل. وبدت عدد من العربات وهي تجوب مدينة ترهونة، بعدما جرى تحميلها وشحنها بالأغراض المنهوبة من منازل المدنيين والمحال التجارية، وفقاً لما ذكره موقع “أخبار ليبيا” في 8 يونيو (حزيران) الجاري.
وفي 9 يونيو (حزيران) قال رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا محمد المصباحي بشأن الانتهاكات الحاصلة، إن “أكثر من 4 آلاف عنصر من جبهة النصرة والمتطرفين الموالين لتركيا دخلوا ترهونة ما تسبب بنزوح الآلاف من المدنيين، فيما تعرض من تبقوا في المدينة للقتل”، وقالت الباحثة في “هيومن رايتس ووتش” حنان صلاح، “يتعين على حكومة السراج اتخاذ خطوات عاجلة لوقف جرائم الانتقام في ترهونة”. وأيد طلب الباحثة حنان صلاح الأمين العام للمنظمة النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو، طارق عناني، قائلاً “يجب وقف هذه الانتهاكات بسرعة، وإلا فإن المدنيين سيتقاتلون، نظراً للطبيعة القبلية التي ستسعى إلى الثأر، وهو خطر يهدد السلم الأهلي».
ووثقت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إحراق المقابر، في خطوة تعكس مدى الانحطاط الأخلاقي لدى مرتزقة أنقرة، وأظهرت صور بثت على مواقع التواصل الاجتماعي إقدام الميليشيات على حرق قبور قادة من ترهونة من أبرزهم قبر “محسن الكاني” الذي اغتيل قبل أشهر. وتصدر هاشتاغ #الكاني موقع تويتر.
كما لم تسلم الحيوانات أيضاً من إرهاب ميليشيات الوفاق وأنقرة. وتداول مغردون صوراً تظهر ذبح غزلان نادرة سرقت من منتزه “الشرشارة” بعد اقتحامه. كما أظهرت صورة قتل أسد بالرصاص نكاية في صاحبه.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot