تخوض حربا باردة مع سالفيني

جورجيا ميلوني، ماريون ماريشال الإيطالية...؟

جورجيا ميلوني، ماريون ماريشال الإيطالية...؟

-- ستحضر السياسية الإيطالية مؤتمر العمل السياسي المحافظ في ولاية ماريلاند الامريكية
-- عملية لي ذراع، منذ الهزيمة الأخيرة لليمين في إميليا رومانيا، بين الثنائي ماتيو - جورجيا
-- أوربان هو القلب الذي يجب اختطافه، وتحالفه  مع مجموعة الهوية والديمقراطية مستبعد الآن
-- يرى كل من سالفيني وميلوني، أنه الأجدر بتجسيد صوت اليمين الإيطالي مع القوى القومية في أوروبا
-- على المستوى الوطني والمحلي، التحالف بين ميلوني وسالفيني ساري المفعول، لكنه غائب على مستوى أوروبا
-- صنفتها التايمز  مؤخرًا بين الشـــخصيــات العشرين التي يمكنها تغيير العالم


كان التيار المحافظ في دائرة الضوء في بداية الأسبوع الماضي في روما، حيث التقى العديد من رموز اليمين الأوروبي تحت السقوف الذهبية لفندق بلازا الأنيق جدا بدعوة من المتخصص في اللاهوت والعلوم السياسية الإسرائيلي يورام هازوني وعدد من المؤسسات الفكرية الدولية الأخرى. موضوع النقاش: “الله، الشرف، الوطن: رونالد ريغان، جون بول الثاني وحرية الأمم».

تتالت على مصدح المؤتمر شخصيات من المحافظين الأوروبيين متعددة الاشكال. من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إلى المتقاعدة من السياسة الفرنسية، ولكنها ليست أقل نفوذاً، رئيسة معهد العلوم الاقتصادية والاجتماعية السياسية ماريون ماريشال، مرورا بتييري بودت، الوجه الجديد للشعبوية الهولندية. لم يتم نسيان إيطاليا، فقد تضمن برنامج المؤتمر أسماء ماتيو سالفيني، السكرتير الفيدرالي للرابطة، وكذلك اسم زعيمة حزب فراتلي دي إيطاليا، جورجيا ميلوني. وحتى يكتمل تحالف اليمين الإيطالي، كان اسم سيلفيو برلسكوني الغائب الوحيد. “لكن هل مازال الكافاليرييه، يعيش سياسيًا؟” تساءل بسخرية أحد المشاركين، مشيرا الى السقوط الحر في صناديق الاقتراع لحزب الرئيس السابق للحكومة.

ليّ ذراع
أمام هذا القدّاس الكبير للمحافظين، لم تستطع الصحافة الإيطالية التغاضي عن تسليط الضوء على عملية لي ذراع وراء الكواليس بين الشخصيتين الايطاليتين. وتشير وسائل الإعلام، الى انه منذ الهزيمة الأخيرة لليمين في إميليا رومانيا، ظهرت بعض التوترات في الثنائي ماتيو / جورجيا.

 إن نجم الوزيرة السابقة في حكومة برلسكوني، وفراتلي دي إيطاليا، حزب ما بعد الفاشية، سيادي، ومناهض للهجرة ومؤيد للأسرة، في صعود. الى حد أن هذا الحزب استحوذ على أصوات ثمينة من الرابطة (حوالي 11 بالمائة في استطلاعات الرأي، مقابل 30 بالمائة للرابطة). والمشكلة الرئيسية الأخرى: يرى كل من سالفيني وميلوني، أنه الاجدر بتجسيد صوت اليمين الإيطالي مع القوى القومية في أوروبا. ورغم أن النائب عن لاتسيو، تنفي أي “دربي” بين الطرفين، إلا أنه يصعب عدم رؤية التنافس بينهما. “على المستوى الوطني والمحلي، فإن التحالف بين ميلوني وسالفيني ساري المفعول، لكنه غير موجود على مستوى أوروبا. ان حزبيهما ليسا حتى في نفس الكتلة في البرلمان الأوروبي”، تذكّر الباحثة من المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية آنا فوي جيليس *. فزعيم الرابطة متحالف مع نواب التجمع الوطني لمارين لوبان ضمن مجموعة الهوية والديمقراطية (التي تضم أيضًا ألمان حزب البديل من اجل المانيا) ، في حين ان رئيسة إخوان إيطاليا ، محسوبة على المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.

ماريون ماريشال مدعوة
ولئن فاز سالفيني بمعركة الصورة داخل إيطاليا، فإن لجورجيا ميلوني حضورها في الخارج. “رغم أن حزبها يدعي أنه وريث الحركة الفاشية الإيطالية الجديدة، فإن الصورة التي تبثها تختلف عن تلك التي تلتصق بسالفيني، الذي يظهر كشخصية متعجرفة في خطابه وأسلوبه السياسي”، تحلّل آنا فويس جيليس.
نفس الملاحظة بالنسبة لمجموعته في البرلمان الأوروبي: “للمحافظين خطاب أقل راديكالية مع الحزم والتشدد بشأن الهجرة. وهناك رغبة قوية داخل المجموعة للدفع باتجاه إصلاح أوروبا ومنطقة اليورو، لكنها أكثر نسبية من المجموعة المعنية بالهوية والديمقراطية”، تضيف الجامعية.

وفي فندق بلازا، على أراضيها الرومانية، وجدت رئيسة فراتلي دي إيطاليا نفسها محاطة بحزام امن. إلى جانبها، يجتمع سانتياغو أباسكال، زعيم حزب اليمين المتطرف الإسباني فوكس، والهولندي تيري باوديت من المنتدى من اجل الديمقراطية، أو حتى ممثلو حزب الحكومة البولندية (حزب العدالة والقانون): كلهم أعضاء في مجموعة المحافظين الأوروبيين.
 من معسكر الهوية والديمقراطية: لا أحد... لا شريك لسالفيني في البرمجة”، وعن مارين لوبان، فضل المنظمون ابنة أختها، ماريون، التي تحظى بتقدير كبير بين المحافظين على جانبي الأطلسي.

أخيرًا، يبدو أن مفاجأة انقذت زعيم الرابطة من انزعاج محتمل: في اللحظة الأخيرة، تم إلغاء مشاركته في العشاء الخاص والقاء كلمته. هناك التزامات أخرى أكثر اهمية من جانب الحزب السيادي. “ربما حتى لا يوجّه رسالة ملتبسة، لأن مجموعته الأوروبية تختلف عن العديد من المشاركين”، تشرح صحيفة كورييري ديلا سيرا. “غير أن آخرين يعتقدون في المقابل، وبشكل ماكر، أن غياب سالفيني يعود إلى التزام التحدث باللغة الإنجليزية، وهي لغة لا يتحدثها بطلاقة”، وفق ما أوردته صحيفة ميلانو اليومية.
ورغم كل شيء، ستكون لوزير الداخلية السابق لحظته مع فيكتور أوربان، والحجة، صورة على فيسبوك. علامة مهمة للسياسي اللومبارد، الذي ضاعف من اتصالاته مع بودابست، ولا سيما في علاقة بآخر انتخابات أوروبية، وذلك في محاولة لتشكيل جبهة سيادية مع رئيس فيدس ضد أوروبا ماكرون. ولئن لم يقدم المشروع شيئًا، ظلت المناقشات بين الرابطة والمجريين مفتوحة، حسب صحيفة لا روبيبليكا.

ولكن لا تزال هناك عقبات: بالنسبة لاوربان، لا يمكن حاليا تصور التحالف مع مجموعة الهوية والديمقراطية ومارين لوبان في صفوفها. فالتجمع الوطني، الفرنسي، هو من العقبات التي تحول دون هذا التحالف.
وقد علّل أوربان جزئياً رفضه التحالف مع مجموعة الهوية والديمقراطية بسبب قلة الخبرة في ممارسة الحكم. إن صورة الحزب المرتبطة بتاريخه هي بالتأكيد عقبة إضافية أمام تحالف مجريي حزب فيدس مع التجمع الوطني. وفي الماضي، كان تاريخ التجمع الوطني عقبة أمام التحالف مع البريطانيين في حزب الاستقلال “، حسب تقديرات آنا فوي جيليس، الدكتورة في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية.

فشل المفاوضات
لا تقدم ايضا مع الحزب البولندي المحافظ جدا، حزب العدالة والقانون. “لنقلها، لسنا سعداء بمواقفه المؤيدة لروسيا”، قال لمجلة لوبوان، ريزارد ليغوتكو، عضو في الحزب الحاكم في وارسو ورئيس المجموعة البرلمانية للمحافظين: هنا أيضًا، رغم الاجتماعات، فشلت المفاوضات: “قرر سالفيني إنشاء مجموعة خاصة به... ويبدو، إنه يفضل أن يكون زعيما في مجموعته”، يتابع النائب البولندي.
«المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون”، لم يغلقوا الباب تماما. “لكن يجب أن نكون واضحين، إذا كان يريد الانضمام إلى مجموعتنا، فسيحتاج إلى موافقة فراتلي دي إيطاليا لأنهم حلفاؤنا. لا أعتقد أنه يمكن تصوّر هذا الاحتمال على المدى القصير”، يقول ريزارد ليجوتكو. وفي ذلك اليوم، هل ستقبل البرلمانية الرومانية نواب الرابطة (خمسة أضعاف عدد نوابها الأوروبيين)، وهل مازال سالفيني يتمتع بشعبية كبيرة على الساحة الأوروبية؟ يصعب التأكيد.

التودّد لفيكتور أوربان
مع رئيس للرابطة في التسلّل مؤقتا، لا تضيع ميلوني الوقت. قبل مؤتمر روما، ظهرت إلى جانب فيكتور أوربان. اجتماع جديد، في غضون بضعة أشهر، بعد وصول رئيس الحكومة المجرية إلى التجمع السنوي لإخوان إيطاليا. “نحن نتقاسم نفس الطريقة: على سبيل المثال في أوروبا، الدفاع عن المصالح الوطنية، والحدود، وهويتنا، ومحاربة العملية القسرية لأسلمة أوروبا، أو ضد الكيانات فوق الوطنية”، أوضحت جورجيا ميلوني للصحافة.

تصريح يشبه الدعوة الضمنية الملحة باتجاه الزعيم المجري. في الواقع، فيكتور أوربان هو القلب (السياسي) الذي يجب اختطافه. أثناء تواجده في العاصمة الإيطالية، قررت مجموعته البرلمانية، حزب الشعب الاوروبي، تمديد تعليق عضوية حزبه، فيدس -الساري المفعول منذ مارس -، حيث تتّهم المجر بانتهاكات خطيرة لدولة القانون.
وعوض اعادة ترتيب العلاقات، يضاعف السياسي المجري الاحتجاجات ضد عائلته السياسية. “يريد حزب الشعب الاوروبي أن يكون جزءً من هيكل سلطة الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الثمن الذي يجب دفعه هو التخلي عن قيم معينة، فانهم جاهزون”، هذا ما قاله الثلاثاء الماضي أمام جمهور روماني في صفّه.
إن الطلاق أبعد ما يكون عن الإعلان، الا ان أوربان يعلم مسبقا أنه لن يكون وحده. “بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها في حزب الشعب الاوروبي، أعتقد أنه إذا قرر تركه غدًا، فسيكون وصوله إلى مجموعة المحافظين أمرًا طبيعيًا. سأكون سعيدا... نحن على استعداد لاستقباله بأذرع مفتوحة، حتى لو لم يكن ذلك على جدول الأعمال بعد”، تذكر دون مراوغة رئيسة إخوان إيطاليا.

ودون الاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء المجري، طارت جورجيا ميلوني باتجاه الولايات المتحدة: خطوة أخرى لمحاولة بناء مكانة دولية للمعروفة بهواها الانغلوفوني العميق، والتي صنفتها التايمز مؤخرًا بين “الشخصيات العشرين التي يمكنها تغيير العالم».

المحطة الأولى في واشنطن العاصمة، وفطور الصلاة السنوي في الولايات المتحدة الامريكية: حدث ديني مؤثر ينظمه كل عام النواب والشيوخ الأمريكيون بحضور الرئيس دونالد ترامب. وستكون جورجيا ميلوني مرة أخرى قادرة على رؤية الرئيس الأمريكي في نهاية الشهر الجاري في ولاية ماريلاند خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ، وهو موسم حجّ المحافظين الأمريكيين، الذي دُعيت إليه السياسية الإيطالية. ميول أطلنطية اختارت جورجيا ميلوني نزع فتيلها فورا: “لا أريد أن أكون نقطة مرجعية لإدارة ترامب... أنا  مرجعيتي الشعب الإيطالي فقط».
* آنا فوي-جيليس مؤلفة كتاب “ الاتحاد الأوروبي في مواجهة القومية “ الذي ستنشره منشورات دو روشيه في 25 مارس 2020.               

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot