جولة بتوقيت «معقّد».. هل يستعيد ماكرون النفوذ الفرنسي في القارة السمراء؟
يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بجولة دبلوماسية في أفريقيا تشمل 4 دول هي؛ موريشيوس، وجنوب أفريقيا، والغابون، وأنغولا، وذلك في وقت يتراجع فيه نفوذ باريس إثر موجة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها القارة السمراء.
وبدأ ماكرون، أمس الجمعة، جولته بزيارة إلى موريشيوس التي سيجري فيها مباحثات قبل أن يتوجه، اليوم السبت، إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، حيث يشارك في أول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أرض القارة، ومن المقرر أن يصل الغابون، يوم الأحد، قبل أن يختتم زيارته بأنغولا الاثنين المُقبل.
وكانت دول، مثل: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، قد طردت القوات الفرنسية وبعثات باريس الدبلوماسية في خطوة قادت إلى تباعد بين باريس ومستعمراتها السابقة.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، الدكتور خالد محمد الحجازي، إن ماكرون “يحاول في الواقع فتح صفحة جديدة مع القارة بعد سنوات من التراجع الواضح في النفوذ الفرنسي».
وبيّن لـ”إرم نيوز”، أن “أفريقيا شهدت، خلال الأعوام الأخيرة، تحولات كبيرة، أبرزها: تنامي الوجود الروسي والصيني، وتزايد رفض الشارع الأفريقي للوجود العسكري الفرنسي التقليدي، خاصة في دول الساحل. لذلك تبدو مهمة ماكرون معقدة، لكنها ليست مستحيلة بالكامل».
وأكد الدكتور الحجازي أن “نجاح ماكرون يعتمد على قدرته على تغيير الأسلوب القديم الذي كان قائمًا على النفوذ السياسي والعسكري، واستبداله بعلاقات تقوم على المصالح الاقتصادية والتنموية المشتركة».وتوقع “أن يقدم ماكرون حزمة عروض تشمل استثمارات في البنية التحتية، ودعم مشاريع الطاقة المتجددة، وتوسيع البرامج التعليمية، وتسهيل منح وابتعاثات للطلبة، إضافة إلى تعاون أمني غير مباشر يركز على التدريب وتبادل المعلومات بدل التدخل العسكري المباشر».ومضى الدكتور الحجازي، قائلًا: إن ماكرون “قد يحاول كذلك تقديم عروض استثمار في مجالات الزراعة والصحة والخدمات الرقمية، وهي مجالات تحتاجها العديد من الدول الأفريقية وتعتبر منافسة للصين التي تهيمن على مشاريع البنية التحتية».
ونوه بأنه “يمكن لماكرون تحقيق تقدم نسبي إذا قدّم ما يُقنع الشعوب قبل الحكومات، لكن استعادة النفوذ الفرنسي بشكل كامل تبدو مهمة صعبة في ظل المنافسة الدولية والتحولات السياسية داخل القارة».
إقناع الأفارقة
من جهته، استبعد المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، قدرة ماكرون على إقناع الأفارقة بأن بلاده الخيار الأمثل على المدى البعيد خاصة في ظل تغير المزاج الشعبي في غرب القارة، وفق قوله.
وبيّن لـ”إرم نيوز” أن “عودة أفريقيا إلى فلك النفوذ الفرنسي يبقى رهين تقديم ماكرون اعتذار علني على نهب ثروات القارة، وخاصة دول: النيجر، ومالي، وبوركينا فاسو، وتشاد ، يجب طي صفحة الماضي، وهذا يتطلب اعتذاراً أولاً».