تبدو رسالته المناهضة لترامب أحيانًا غير سياسية

حملة بايدن غير المرئية في زمن فيروس كورونا...!

حملة بايدن غير المرئية في زمن فيروس كورونا...!

-- بايدن يتقدم حاليًا على ترامب بنسبة 53 % مــــــــــــن نوايا التصويت مقـــابل 42 %
-- في مواجهة رئيس يفتقر للأخلاق، يثير جو بايدن الإعجاب لأنه يطمئن وعطوف
-- ظهوره أمينًا ومتواضعًا، وحضوره المحترم ربما يكون أكثر أهمية من برنامجه السياسي
-- حملة العزل الصحي التي يقوم بها بايدن حرمته من نقطة قوته: الاتصال المباشر مع الجمهور


  منذ بداية الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، استخدمت الصحافة الأمريكية مقارنات جنائزية لاستحضار حملة جو بايدن، 77 عامًا، ويجد أحيانًا صعوبة للتعبير بوضوح.   في خريف عام 2019، عبّر نواب ديمقراطيون عن قلقهم من حدة الإدراك المعرفي للمرشح، وتحدث مقال في مجلة نيويورك عن “حملة زومبي” بين الحياة والموت.   بعد الهزائم المهينة في أيوا ونيوهامشر في فبراير الماضي، بدا وكأنّ انهيار حملته قد اكتمل، لكن النائب السابق للرئيس باراك أوباما، فاز بجميع الانتخابات التمهيدية في مارس، وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن “الانبعاث” و “العودة من الموت». وتوقفت هذه الصحوة بسبب وباء كوفيد-19، الذي جعل حملة بايدن غير مرئية تمامًا، وقلب اجندة التمهيدية والمؤتمر الديمقراطي رأساً على عقب.

مخاوف فنية
   إن حملة العزل الصحي التي يقوم بها بايدن هي الإشكالية الأكبر، حيث أن نقطة قوته تمثلت دائما في الاتصال المباشر مع الجمهور: المرشح يرتاح جدا عندما يتعلق الأمر بأخذ طفل بين ذراعيه أكثر أو يستمع لمشاكل الناس وهو يمسك أيديهم.
 
  ويجبره الوباء الآن على التواصل عن طريق البودكاست والبث المباشر واجتماعات زوم، من قبو منزله في ديلاوير. وواجه فريقه صعوبة كبيرة في التكيف مع هذا الوضع الجديد. في 13 مارس، كان أول اجتماع سياسي افتراضي لبايدن كارثة تقنية.
   بالنسبة للعديد من الديمقراطيين، هذه الانتخابات حاسمة للغاية. ولكن طيلة أيام، كان الحزب مشغولا بشيء واحد فقط: معرفة ما إذا كان مرشحهم المحتمل للرئاسة، جو بايدن، سينجح في تشغيل البث عبر الإنترنت من قبو منزله”، يلخص مقالًا في بوليتيكو.

   كما أن الخطة الاتصالية لبايدن على تويتر ليست حادة جدًا. وللترويج للبودكاست، اختار مؤخرًا مقتطفًا يناقش فيه البسكوت الذي يفضله مع حاكم ميشيغان.
   ومع ذلك، لا يزال المرشح الوحيد في السباق بعد تخلي السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في 8 أبريل. وفي حين يرى الجناح اليساري للحزب أن أزمة فيروس كورونا هي فرصة مثالية لإثبات سخافة النظام الصحي الأمريكي، إلا أن بايدن كان أكثر ترددا: فهو لا يزال يفضّل تحسين النظام بدل الإصلاح الشامل، مثل ذاك الذي اقترحه ساندرز، حتى لو قال إنه منفتح على الحوار حول هذه القضايا.

«رجل جيد»
   وفي مواجهة رئيس يبدو أنه يفتقر للأخلاق، يثير جو بايدن الاعجاب لأنه يطمئن وعطوف. فقد عرف الديمقراطي العديد من المآسي الشخصية -توفيت زوجته الأولى وابنته في حادث سيارة عام 1972 وتوفي ابنه بسبب السرطان عام 2015 -ومن الشائع ان يتحدث الأمريكيون عن الحداد معه.
   هذا الحضور المحترم ربما يكون له أهمية أكبر من برنامجه السياسي، الذي لا يزال غامضًا إلى حد ما ويمكن أن يتطور في الأشهر القادمة.
  ويجسد بايدن العودة إلى الحياة الطبيعية، عندما لم تكن أمريكا بقيادة زعيم يكذب عدة مرات في اليوم، ويهين خصومه على تويتر. ففي مواجهة ترامب، إن بايدن قبل كل شيء هو “رجل جيد”، كما تم تلخيصه في 3 فبراير في منشور نيويورك تايمز.

    «لقد استمعت إلى خطابين لبايدن في ولاية أيوا في الأيام الأخيرة، كتب الكاتب فرانك بروني، وفي المرتين، غادرت من دون أي ذكرى تقريبًا للموضوعات التي تناولها”.
 وخلص الصحفي إلى أن هذا الافتقار إلى الرؤية والوضوح ليس خطيرا في سياق هذه الانتخابات، التي تضع في المواجهة، بشكل أساسي، شخصيتين.
   هذا هو إلى حد ما مضمون الخطاب الذي ألقاه باراك أوباما عندما أعلن في 14 أبريل دعمه لبايدن، موضحا أن أمريكا بحاجة إلى قائد يسترشد “بالصدق والتواضع، والتعاطف والتسامح».
   إن من مقولات بايدن الكبيرة التي تتكرر، رغبته في ان “تستعيد أمريكا روحها”، ونائب الرئيس السابق مغرم بالتصريحات الفضفاضة حول الأمة الموحدة والقوية التي ستخرج منتصرة من أزمة فيروس كورونا. وتبدو رسالته المناهضة لترامب أحيانًا غير سياسية، لكنه جمع أكثر من “الثورة” التي وعد بها ساندرز.

مقاربة خجولة
    بايدن حاليًا هو الفائز ضد الرئيس الحالي في ولايات رئيسية مثل فلوريدا وبنسلفانيا وويسكونسن، التي خسرتها هيلاري كلينتون عام 2016.
   وحتى اتهامه الأخير بالاعتداء الجنسي -والذي يعود إلى عام 1993 -لا يبدو انه نال من صورته في الوقت الحالي، وربما لأنه مرشح يواجه رجلًا متهمًا بالاعتداء الجنسي من قبل 25 امرأة.
   وفي حين تم شجب تناقض ترامب وتأخيره في التعامل مع وباء كوفيد 19 من قبل العديد من المسؤولين الديمقراطيين، فان بايدن لئن وجّه بعض النقد، لكنه يرغب في تفادي الإفراط في تسييس النقاش حول الوباء.

   وفي مقابلة مع بوليتيكو، قال أحد مستشاريه، أنه قد يكون من غير المجدي مهاجمة الرئيس مباشرة خلال هذه الفترة من الأزمة.
   هذه المقاربة الخجولة تجعل من الصعب سماع رسالة المرشح، خاصة أن ترامب ينظم إحاطة صحفية حول فيروس كورونا كل يوم، ويتباهى خلالها بقيامه “بعمل غير عادي”، ويشكره العديد من المسؤولين مشيرين الى انه يقوم “بعمل رائع».
   في جانب المعارضة، أعطت الأزمة الصحية حضورا لافتا وكشفت للجمهور العريض عددا من الحكام الديمقراطيين الذين يقاتلون من أجل الحصول على موارد لمستشفياتهم: أندرو كومو في نيويورك، وجاي إنسلي في ولاية واشنطن، أو غريتشين ويتمر في ميشيغان، هؤلاء المسؤولون المنتخبون هم في خضم الحدث، بينما اقتصر بايدن على دور المتفرج.

«اين جو بايدن»
   عندما بدأ عدد حالات كوفيد-19 بالانفجار في الولايات المتحدة، أخذت حملة بايدن وقتا للرد. وفي مقابلة مع ام اس ان بي سي، سأله مراسل: “سيدي نائب الرئيس، يجب أن أكون صريحًا معك، في الأسبوعين الماضيين، سألني الكثير من الناس،” أين جو بايدن؟” ورد المعني بالأمر ببساطة أنه يحاول التصرف بشكل بناء.
   وبحلول نهاية شهر مارس، أصبح الهاشتاغ “اين هو جو بايدن” منتشرًا على تويتر، وروّج له كل من مشجعي بيرني ساندرز وأنصار ترامب.
   من المؤكد أن حملة الديمقراطيين ليست الأكثر إلهامًا أو إثارة، لكن بايدن يتقدم حاليًا على ترامب بنسبة 53 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 42 بالمئة.
   ويهاجمه المعسكر الجمهوري بسبب مشاكله في الكلام، ملمحين إلى أنه عجوز خرف. وسخر مراسل فوكس نيوز تاكر كارلسون مؤخرًا من المرشح بطريقة بائسة نوعًا ما: “هل يستطيع جو بايدن إدارة هذا البلد حقًا؟، وهل يمكنه العثور على سيارته في موقف للسيارات من ثلاثة طوابق؟».
   إذا كان صحيحًا أن بايدن يخطئ ويخلط في بعض الأحيان، فإن ميزته الحاسمة هي أن يظهر أمينًا ومتواضعًا، ويواجه رئيسًا يتبجّح بأنه “رقم واحد على فيسبوك” في قلب ندوة صحفية مخصصة بالكامل لجائحة قتل فيه ما يفوق 41 ألف شخص في الولايات المتحدة في 20 أبريل.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot