ثلثا الإسرائيليين راضون عن معالجته للأزمة

رب ضارة نافعة... كورونا يعيد «تتويج» نتانياهو

رب ضارة نافعة... كورونا يعيد «تتويج» نتانياهو


مع الإعلان الأسبوع الماضي عن استمرار بنيامين نتانياهو في رئاسة الحكومة في إسرائيل في إطار حكومة “وحدة وطنية طارئة”، تظهر استطلاعات الرأي أن 62% من الإسرائيليين يعبرون عن دعمهم لهذه الصفقة السياسية غير العادية. وعزا زعيم المعارضة بيني غانتس، قراره المثير للجدل بشأن الانضمام إلى منافسه، إلى فيروس كورونا.
وحتى قبل الإعلان عن القرار، توقعت تلك الأبحاث فوز حزبه “ليكود” في حال فرض استمرار المأزق السياسي إجراء انتخابات أخرى
ولم يكن الوباء سبباً وحيداً لهذا التحول، وكشفت أبحاث عن دوره الكبير في التوصل إلى هذه النتيجة غير المتوقعة، والمحتمل أن تكون مصيرية، برأي ديفيد بولوك، زميل مركز بيرنشتاين، لدى معهد واشنطن، يركز في عمله على الديناميات السياسية في المنطقة، والقضايا ذات الصلة.

ثلثا الإسرائيليين راضون
وحسب بولوك، كشفت استطلاعات حديثة موثوقة ومنفصلة حول ذلك القرار، أن ثلثي الإسرائيليين راضون عن معالجة نتانياهو للأزمة. وحتى قبل الإعلان عن القرار، توقعت تلك الأبحاث فوز حزبه “ليكود” في حال فرض استمرار المأزق السياسي إجراء انتخابات أخرى. وبالمثل ارتفعت مستويات الدعم الشعبي لنتانياهو قرابة 30 نقطة عنها في الثاني مارس( آذار) يوم الانتخابات- من نسبة متدنية 40% إلى حوالي 70%.
ويرى كاتب المقال أنه ليس واضحاً بعد إلى أي مدى ستسعف هذه الأزمة نتانياهو. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين ضجروا من مناوراته للبقاء في السلطة. كما أن بداية محاكمته بتهم الفساد، والمقررة في 24 مايو( أيار)، قد تحد من عودة شعبيته. وقد يصل الأمر لتحول وجهات نظر شعبية حيال الاستجابة الحكومية للفيروس، وخاصة لجهة أن الكلفة الاقتصادية للإغلاق المبكر أخذت تؤثر سلباً على القبول الشعبي لقيادته.

صوت متأرجح
ومن جهة أخرى، يرى الكاتب وجوب الإشارة إلى أن “عامل كورونا” لا يعد التحول الوحيد لعودة نتانياهو الأخيرة. وهناك عنصر رئيسي آخر، لا يقل تأثيراً، يتمثل في دعم أحزاب دينية كان لها “صوت متأرجح” لليمين الإسرائيلي، حصدت فيما بينها 16 من أصل 120 من مقاعد الكنيست، في الانتخابات الأخيرة.
كما يكشف تحليل دقيق لاتجاهات الاقتراع على المدى الطويل تحولاً حاسماً في ميول دوائر تلك الأحزاب نحو اليمين، وأصبحت أكثر تمسكاً بنتانياهو، ما فوت على غانتس فرصة جذبها إلى تحالف أكثر وسطية.
ولكن المثير للسخرية، طرح تصدي نتانياهو للوباء قضايا جديدة بالنسبة لهؤلاء الناخبين. فقد أعرب بعضهم عن استيائه من القيود الصحية الجديدة التي قضت بإغلاق بلدات وأحياء دينية، ومعابد ومدارس ومعاهد دينية، ومنع التجمعات في الأفراح والجنازات، وسواها من معالم الحياة الدينية في إسرائيل. وفيما من المؤكد أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية، كما فعلت سابقاً، عبر تقديم بعض التنازلات لهذه الدوائر الانتخابية، يفترض أنها ستتوازن مع رغبات ومصالح الغالبية العظمى من الإسرائيليين غير المتدينين.

استقطاب
ويلفت كاتب المقال لدراسة أجريت في بداية إبريل( نيسان) وكشفت حجم هذا الاستقطاب، إذ تبين أن 87% من الأرثوذكسيين المتطرفين راضون عن أداء وزير الصحة الإسرائيلي ياكوف ليتزمان، وهو نفسه زعيم حزب يوتي جي الأرثوذكسي المتشدد. ولكن نسبة عالية من الإسرائيليين أبدت عدم رضاها عن أدائه.
ووفق كاتب المقال، أثر فيروس كورونا على فئة أخرى من الأقليات في إسرائيل، وهي الجالية العربية- غير اليهودية، التي تشكل حوالي خمس إجمالي سكان إسرائيل. وخلال الانتخابات الإسرائيلية المتكررة، ارتفعت باستمرار حصة تحالف توحد حول قضايا الناخب العربي الإسرائيلي في الكنيست. وفي الجولة الانتخابية السابقة، حصلت القائمة المشتركة على رقم قياسي، 15 مقعداً، في الكنيست. وقد تحقق ذلك جزئياً عن طريق زيادة إقبال الناخبين، وارتفعت نسبة المشاركة العربية من أدنى مستوى لها بنسبة 49%، في الانتخابات الأولى في أبريل( نيسان)2019 ، إلى 70% - مماثلة لإقبال اليهود الإسرائيليين العاديين.
ولأول مرة، أجمع نواب البرلمان من القائمة المشتركة على شخص بيني غانتس كمرشح لرئاسة الوزارة خلال مداولات تشكيل الحكومة. ورغم ذلك، رفض غانتس عرضهم بالانضمام إلى ائتلاف معه، ما جعل بعض المراقبين يحذرون من احتمال شعور العرب بأنهم باتوا مهمشين ومستبعدين أكثر وأكثر من النظام السياسي والاجتماعي للبلاد بشكل عام.

دور كبير
 ثم جاء وباء كورونا، ومعه الدور الكبير وغير المتناسق للأطباء والصيادلة والممرضات العرب، وسواهم من الكوادر الصحية العربية التي عملت يداً بيد مع زملائهم اليهود في مواجهة هذا الخطر المشترك غير المسبوق. وفي هذ الإطار، يكشف استطلاع جديد أن نسبة العرب الإسرائيليين الذين باتوا يعرفون على أنفسهم بأنهم “إسرائيليون” قد ارتفعت حقاً عما كانت عليه قبل عام، من نسبة 5% فقط إلى 23%.
ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى أن مستقبل حكومة “الوحدة الجديدة” غير مؤكد كما هو حال الآثار الطبية والاقتصادية للوباء ذاته. ولكن بات من المؤكد أن السياسيين الإسرائيليين سيواصلون الاهتمام بنتائج استطلاعات الرأي التي لطالما أظهرت مستويات عالية من دعم نتانياهو ومعالجته للأزمة، ويحتمل أن يستمر هذا التحالف الجديد – رغم انقسامات داخلية سياسية حادة، واستياء شعبي كبير من نتانياهو نفسه.   

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot