البرازيل بين مكر السياسة وهشاشة البناء:

رهان بولسونارو الجنوني في مواجهة الوباء...!

رهان بولسونارو الجنوني في مواجهة الوباء...!

-- عندما يبدأ تراكم الموتى، سيتحمل بولسونارو وحده المسؤولية
-- ليس لدى 38 مليون برازيلي من خيار سوى العمل لأنهم يعيشون من التجارة الموازية
-- سيضاف إلى الأزمة الصحية انهيار اقتصادي واجتماعي من شأنه أن يؤدي إلى أزمة أمنية
-- عشرات الأشخاص تحت سقف واحد، يضخم العدوى داخل الأسرة، لكن عدم احترام الحجر سيكون أسوأ


   الأوقات العصيبة تؤدي دائمًا إلى صنع الأبطال الوطنيين. في البرازيل، عمدة ساو باولو الشاب، برونو كوفاس، في طريقه لأن يصبح واحدًا منهم. ففي الوقت الذي يقلل فيه الرئيس، جايير بولسونارو، من خطر فيروس كورونا، يكافــــــح عضو مجلس المدينة، 40 عامًا، لمنع الوباء من التحول إلى كارثة، رغم انه قبل بضعة أشهر، قام الأطباء بتشخيص اصابته بسرطان خطير للغاية في القلب، عند تقاطع المريء والمعدة، ولم يتمكن العلاج الكيميائي من القضاء عليه.
    ضعيف جدًا، وربما لن يتعافى إذا ضربه كوفيد-19.
 “لقد اضطررت إلى الانتقال إلى مبنى البلدية ولي سرير مثبت في مكتبي”، يوضح لـ “صحيفة لوجورنال دي ديمانش” الفرنسية، هذا المنتخب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

   في ولاية ساو باولو، وهي الأكثر كثافة سكانية في بلاد يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، فإن المعركة مروعة اصلا: يرتفع عدد الإصابات والوفيات، وتحتضن أغنى منطقة في البرازيل وحدها نصف الوفيات والمرضى في البلاد. وتصيب توقعات معهد بوتانتان للأبحاث الطبية الحيوية بالدوار: 110 ألف قتيل في غضون ستة أشهر إذا تم احترام الحجر الصحي الشامل، و277 الفا إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.

الأقنعة والاختبارات مفقودة
   التدابير، اتخذها برونو كوفاس وحاكم ولاية ساو باولو في وقت مبكر جدًا. “في بداية شهر يناير، بدأنا في وضع تخطيط للطوارئ وإعداد طاقم التمريض”، يقول العمدة. في 16 مارس، أعدّ الرجلان خطة حجر صحي تم تنفيذها بعد أربعة أيام. ولئن لم يكن حجرا قاسيا كما هو الحال في فرنسا، فهو واحد من الأكثر صرامة في البلاد. و”قمنا أيضا بزيادة عدد الأسرة في وحدات الطوارئ، وتركيب مستشفيين ميدانيين بسعة الفي سرير”، أضاف المسؤول المنتخب.
   أخصائية المناعة في معهد باستور في ساو باولو، الفرنسية البرازيلية باولا مينوبريو، تريد أن تكون واثقة: “لقد استبقنا... ثم تكرّس تضامن غير مسبوق، حيث بدأ طلاب معهد البوليتكنيك يصنعون أجهزة تنفس، وتخيط النساء في الأحياء الفقيرة أقنعة. «
   على الورق، ساو باولو والبرازيل ليسا بهذا السوء. “النظام الصحي هو أحد أكثر الأنظمة كفاءة في أمريكا اللاتينية”، يقول الباحث فريدريك لوولت، من جامعة بروكسل الحرة. ويؤكد مصدر أوروبي رسمي على عين المكان: “هناك أسرة رعاية مكثفة لكل فرد أكثر من فرنسا”. فهل هي أسلحة كافية؟ لا، وفقًا لتقرير نشرته وزارة الصحة الاثنين، والذي ينذر بالخطر، ويتوقع نقصًا في الأسرة والاعوان عند بلوغ المرحلة الحادة من الوباء. وفعلا، في ولاية أمازوناس، المستشفيات على وشك التخمة. وكما في أي مكان آخر، الأقنعة والاختبارات مفقودة.

هشاشة البناء البرازيلي
   احتواء هذه الموجة أمر صعب. في الأحياء الفقيرة، غالبًا ما يجبر الحجر الصحي عشرات الأشخاص على العيش تحت نفس السقف، وهذا يشجع العدوى داخل الأسرة، الا أن عدم احترام الحجر سيكون أسوأ. “ومع ذلك، في ريو، نشهد حالة استرخاء”، يقول فريديريك لوولت. 38 مليون برازيلي (41 بالمائة من العاملين) يعيشون من التجارة الموازية لا خيار لديهم سوى العمل.
   لذلك قررت الحكومة الفيدرالية دفع 600 ريال شهريًا (107 يورو) لتشجيعهم على البقاء في البيوت. “نحن نقدم أيضًا وجبة إفطار لطلاب المدينة”، يضيف برونو كوفاس. “ستنفجر القنبلة في فضاء القطاع الموازي”، يعبّر المراقب الأوروبي عن قلقه،
   ولتقديم سيناريو مظلم: ستضاف إلى الأزمة الصحية، انهيار اقتصادي واجتماعي من شأنه أن يتدهور إلى أزمة أمنية.

   ويتوقّع فريديريك لوول أيضًا، ارتفاعا سريعا في الجرائم الصغيرة، حتى وان كانت الجريمة المنظمة، من وجهة نظره، تلعب دورها الاجتماعي، مؤكدا انه “في ريو، الكوماندو فيرميلهو، إحدى العصابات الرئيسية، تتولى تنظم الحجر الصحي، وتضمن احترامه في الأحياء الفقيرة».
    ان هذا الوضع يظهر خاصة الهشاشة الشديدة للبناء البرازيلي، وليس موقف الرئيس بولسونارو هو الذي يجعله أقل اهتزازًا. فمن يتحدث عن الفيروس على أنه “إنفلونزا”، يسكنه هاجس واحد فقط: تجنب انهيار الاقتصاد. لذلك فهو يدعو إلى وقف الحجر الصحي، ويضاعف التنزّه في الأماكن العامة، ويسخر من الإجراءات الوقائية، كغسل اليدين وغيرها. وفي القيام بذلك، يعزل نفسه. لقد أدارت غالبية المحافظين وأعضاء الكونغرس ظهورهم له. وفي الآونة الأخيرة، كان الجيش، أحد أعمدة السلطة، هو من نأى بنفسه عنه.

   هذا الأسبوع، انتهى رئيس الدولة من ضرب مصداقيته بنفسه بخسارة عملية لي الذراع مع وزير الصحة صاحب الشعبية الكبيرة، لويز هنريك مانديتا، الذي تتعارض مواقفه تمامًا مع بولسونارو. وتدريجيا، تراجع الزعيم اليميني المتطرف إلى حضن الكنائس الإنجيلية، دعمه وسنده الأخير. ولذلك اقترح تنظيم صيام وطني لدرء الفيروس.
   «من خلال تفضيل الاقتصاد، قام بولسونارو برهان كبير... عندما يبدأ تراكم الموتى، سيتحمل وحده المسؤولية”، يحذر فريديريك لوول.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot