صالون المنتدى ينظم جلسة حوارية ناقش فيها رواية وفيلم «حجر الصبر» للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي

صالون المنتدى ينظم جلسة حوارية ناقش فيها رواية وفيلم «حجر الصبر» للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي

نظم صالون المنتدى جلسة حوارية ناقش فيها رواية وفيلم “حجر الصبر” للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، حضر المناقشة عدد كبير من المهتمين والمثقفين وأدارت الجلسة الكاتبة عائشة سلطان التي أكدت أن “حجر الصبر” تلك الأسطورة الأفغانية التي تتجذر وتستمد حقيقتها في الرواية التي اختلطت فيها ثلاثة أمور: السرد الروائي والحادثة الواقعية لمقتل شاعرة أفغانية والأسطورة الفارسية “حجر الصبر». وذكرت أن العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الأفغاني شديدة التعقيد، فالشاعرة التي قتلت على يد زوجها أستاذ الجامعي بسبب إصدارها ديوانها الشعري الأول في مجتمع لم يتقبل سرد المرأة للشعر، حاول الزوج قتل نفسه في السجن إلا أنه لم ينجح ولكنه بقي على قيد الحياة جثة هامدة ومن هنا كانت فكرة الرواية.
ومثل حجر الصبر في الرواية المنفذ الوحيد لخروج البطلة إلى الحياة وهي تعيش على خط تماس الصراع والحروب والجثة الهامدة لزوج على قيد الحياة. وفي الرواية لم تكن هناك أسماء للأبطال ما يعطي دلالة على صلاحية الرواية لكل زمان ومكان.
وأكدت عائشة أن الغرب مهتم بما يحدث في أفغانستان من صراع، باعتبارها دولة تعرضت لمختلف الاتجاهات والتيارات الفكرية التي تسببت في تلك الحالة الصراعية المستمرة والتي تستمد قوتها من التضاريس الطبيعية للدولة.
وذكرت الدكتورة ميثاء غدير أن المرأة خابت ظنونها في هذا البوح المثقل من أول الرواية حتى نهايتها وهذا هو قدر المرأة، تظن وتحاول وتعلق آمالها في ولكنها في النهاية تصدم بخيبة الأمل.
وأضافت غدير أن بوح المرأة بأسرارها هو نوع من التخلص من الذنب وخاصة عندما يرتبط ذلك البوح بالحرمان والجسد، والعلاقات الإنسانية والعاطفية، وما يرتبط بهما من حرمان وقسوة في كثير من الأحيان.
 وأضافت الكاتبة فتحية النمر أن حجر الصمت رواية قصيرة ومكثفة ومحتشدة بالمشاعر الإنسانية السلبية تحديدا كالقلق وفقدان الصبر ورفض الواقع والسعي إلى تغييره ذكرتني بروايات خالد الحسيني تحديدا ألف شمس ساطعة. وهي تحكي عن اضطهاد المجتمع الأفغاني للمرأة الأفغانية نظرا لسيطرة الأفكار المتشددة والمغلوطة التي يروج لها جماعة الطالبان.
وأكدت النمر أن الرواية حافلة بالتناقضات التي تصف أفعال بعض الجماعات نفسها من التظاهر بالدين والتزمت من جهة والقيام بالانحرافات والابتعاد عن الدين من جهة أخرى، الرواية قليلة الأحداث ومحدودة الأمكنة بل إنها محددة بمكان واحد وإطار واحد وشخصيات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
المرأة الأفغانية المُضطهدة أثبتت من خلال السرد أنها متمردة بدرجة قوية وقد تفعل ما يحلو لها وترد للرجل الصاع صاعين وهي هادئة يعني هي ليست ضعيفة في الأصل بل تتظاهر بالضعف.
وعرفت زينة الشامي الكاتب عتيق رحيمي وهو كاتب أفغاني يكتب بالفارسية والفرنسية، يدرس في الجامعة ويخرج أفلاماً فر من أفغانستان في ذروة الصراع واشتهرت روايته بأنه يكتب دائماً عن الحالة الأفغانية وفازت أغلب روايته بعدة جوائز في أوروبا وأفغانستان.
وتساءلت الناقدة علا الشيخ ماذا لو باحت المرأة بكل أسرارها؟ وأكدت أن المرأة في الرواية مثلت حكاية شهرزاد التي تحاول إحياء شهريار من خلال البوح، فالروائي السينمائي رحيم عتيق مخرج وكاتب متمكن، حريض على الكتابة عن وطنه الذي غادره ولكن الوطن لم يغادره.
ودائماً المرأة أكبر تجسيد لمعاناة الوطن فكلما كانت المرأة تتمتع بدرجة عالية من الحرية والإنسانية يتوازن المجتمع، وفي الحالة الأفغانية تختبئ المرأة خلف تلك الغشاوة من الأقمشة ما يعكس حالة المجتمع ككل.
وأضافت الكاتبة هالة شوكت أن عتيق رحيمي نجح في إظهار مأساة أفغانستان في مساحة صغير وجثة هامدة ذات أعين مفتوحة ترمز إلى المجتمع، وهو ما يدلل على وعي المجتمع بما يدور حوله. والفيلم والرواية كلاهما يكمل بعضه.
وذكر الكاتب على عبيد الهاملي أن العمل الروائي والسينمائي جميل لان الكاتب هو نفسه المخرج وعلى دراية بكل زاوية العمل الفني سواء في الرواية أو الصورة البصرية السينمائية.
وأكد أن رمزية موت البطل في الرواية هو تناول لوضع المجتمع والمرأة في أفغانستان كما ذكر من قبل، في ظل نظام طالبان وسيطرته وخاصة أن وضع المرأة ما قبل ذلك كانت مختلفة، كما يبرز الفيلم قسوة الرجل سواء الزوج أو الأب أو المسلحين قسوة المجتمع الذكوري في أفغانستان. ومع كل هذه القسوة هناك رمزية للحرية والانعتاق من تلك القسوة والخروج للحياة، وكما يقال أن كل نهاية سعيدة تنطلق من موت أطراف أخرى وهذا ما حدث موت الزوج انعتاق وحرية للمرأة، والرواية تمثل شهرزاد التي تحمي نفسها من الموت بالبوح والسرد. وقالت د. مريم الهاشمي أن العمل يأخذ منحى واقعيا، وقد وضع المؤلف أمامه “ الفكرة” ليطوّع لها أحداث الرواية، ولم تكن فكرة واحدة وإنما مجموعة أفكار تشابكت واتحدت من خلال الفتاة البطلة، والتي أعطيت لسان الراوي. فالرواية رواية عبودية الخوف والسلطة الأبوية وهيمنته، وهي السيطرة الذكورية في المجتمعات الإنسانية بوصف تلك السيطرة مصدرا للكبت، ورواية سلطوية تحت أغطية كثيرة كالدين والتقاليد والأعراف، ورواية “ الأيدولوجية السائدة “، وهي مجموعة الأفكار المرتبطة بممارسات الحياة اليومية، والنظام الاجتماعي المتسم بقدر هائل من عدم المساواة، سواء في الثروة أو المكانة أو القوة أو الحريات،
وهي رواية العنصرية في العرق الواحد، وهي كذلك رواية أنقاض وطن، ينفث أبناءه بعيدا عنه، إلا أنهم يحملونه معهم أينما حلوا، ليكتبوا فيه سردا يخبرون به العالم عن تلك البقعة الجغرافية التي لا يمكن أن يُعرف ما يدور في دورها ومساجدها وأحيائها وسكيكها ونفوس قاطنيها إلا بأقلام أبنائها!
وأضافت تناول الروائي قضية الشعب الأفغاني من خلال شخصية المرأة فيه، فهي الخاسر الأكبر في تلك القضية، ومن قضيتها كانت النوافذ مشرعة لقضايا متداخلة، كاستغلال الأطفال، الزواج القسري، تعليم الإناث، الطغيان تحت غطاء الإسلام، التناقض الديني، الأسرة، اليأس، الاقتصاد، الحرب، الأمن، العبودية، الحرية، اللجوء، الهروب، اليأس... الخ.
وفي الختام أكدت الناقدة تيسير أن الكاتب ذكر أنه كان يريد أن يكتب كتاباً يحرر الكلمة، كتاباً عن الرقابة المجتمعية والذاتية، ولكن آذاننا صماء وأفواهنا خرساء وأجسادنا مكبلة، فنحن لا نتكلم ولا نسمع، وهذا ما تؤكده أحداث الرواية والفيلم، والتي تؤكد أن الذين لا يمارسون الحب يمارسون الحرب.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot