روسيا وأمريكا ترحبان بالمبادرة المصرية للتسوية في ليبيا

صحف عربية: هل يحل إعلان القاهرة الأزمة الليبية؟

صحف عربية: هل يحل إعلان القاهرة الأزمة الليبية؟

-- واشنطن تدعو كافة الأطراف لطاولة المفاوضات
-- روسيا تعتبر المبادرة أساسا جيداً للعملية السياسية


سلطت تقارير صحافية الضوء على مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية، بعد لقاء جمعه مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر في القاهرة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الأحد، فإن المبادرة المصرية يمكن أن تفجر الخلافات داخل حكومة الوفاق التي تعتمد على ميليشيات وكتائب مسلحة مختلفة، فيما تحدثت تقارير أخرى حول نهاية قريبة لمغامرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا.

العين على سرت
وفي التفاصيل، يقول متابعون للشأن الليبي، في تصريحات لصحيفة العرب، إن “المبادرة ترمي بالكرة في ملعب حكومة السراج والميليشيات الحليفة، والتي دأبت على إعلان رغبتها في الحل السياسي”، موضحين أن “هذه الخطوة يمكن أن تفجر الخلافات داخل حكومة الوفاق التي تعتمد على ميليشيات وكتائب مسلحة مختلفة، وتفتح الطريق إلى عودة تصفية الحسابات العسكرية بين مصراتة وطرابلس والزنتان وترهونة، بعد هيمنة الأولى على كثير من مقاليد الأمور».
وتفتح المبادرة الباب أما تصحيح الأوضاع الاقتصادية المختلة، وضبط الأداء في المصرف المركزي، وهيئة النفط الليبية، وهو ما يضر بمصالح السراج والميليشيات والإخوان الذين سيطروا على الثروة ورفضوا التوزيع العادل لها.
وأكدت مصادر دبلوماسية للصحيفة أن القاهرة تحاورت مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، وتوصلت إلى قناعة بأهمية طرح هذه المبادرة، وحصلت على ضمانات سياسية بدعمها، وإحياء مسار الحوار السياسي على قاعدة مؤتمر برلين الدولي، بدلا من توسيع نطاق الحرب الذي أدى إلى استدعاء تركيا وإحراج المجتمع الدولي.

إعلان القاهرة والأزمة الليبية
من جهة أخرى، عرضت صحيفة عكاظ تفاصيل “إعلان القاهرة”، مشيرة إلى أن المبادرة “نصت على الارتكاز على مخرجات مؤتمر برلين، والتي ينتج عنها حل سياسي وأمني واقتصادي شامل، واستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 بجنيف، برعاية الأمم المتحدة، مع إلزام المنظمات الدولية بإخراج المرتزقة الأجانب والإرهابيين من كافة الأراضي الليبية، وتسليم المليشيات أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية».
وتضمن إعلان القاهرة “احترام المبادرات الدولية بوقف إطلاق النار، إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، تفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها، استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية بجنيف برعاية الأمم المتحدة، طرح مبادرات لحل الأزمة على المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، ضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا الثلاثة تحت إشراف الأمم المتحدة، توحيد المؤسسات الليبية بما يمكنها من القيام بدورها والتوزيع العادل للموارد، واعتماد إعلان دستوري ينظم مقتضيات المرحلة القادمة سياسياً وانتخابياً».

أردوغان الفاشية
في سياق متصل، قال الكاتب جمال الكشكي، في مقال بصحيفة البيان الإماراتية، إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عاش وهماً بأن الغرب الليبي جزء من ميراث أجداده، ونسي أن الأرض الليبية لا تزال تحتفظ ببصمات الجرائم التي مارسها “العثمانلي” في حق الشعب الليبي. أردوغان المهووس بالتوسع والهيمنة، لا يجيد حسابات التعامل مع الواقع. استغل أزمة العالم والإقليم مع الوباء، وأشعل فتنة الصراع في الغرب الليبي».
وتابع “بذل أردوغان جهداً كبيراً في نقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من سوريا إلى طرابلس، بحثاً عن تحقيق الفوضى والفراغ الأمني. ابن المشروع الإخواني لن ينجح في مؤامراته”، مؤكداً أن “ليبيا جزء أصيل من الأمن القومي العربي، الاعتداء عليه له ثمن باهظ الكلفة. وللصبر حدود. استفزاز أردوغان بلغ مداه، الرد سيكون موجعاً، الجيش الوطني الليبي لن يفرط في ذرة تراب من أراضيه، الأرض الليبية ستكون مقبرة لأردوغان وميليشياته وجماعاته الإرهابية ومشروعه الإخواني».

فشل تركي
من جانبه، لفت الكاتب عبدالله السناوي، في مقال بصحيفة الشروق المصرية، إلى فشل الرئيس التركي في ليبيا، وقال: “باسم “إعادة التوازن العسكري” إلى المسرح الليبي توسعت تركيا في تدخلها العسكري حتى لا تسقط طرابلس تحت يد الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، الاعتبارات الاستراتيجية غلبت أية اعتبارات تركية أخرى في وقت يتعرض اقتصادها لهزات حادة تحت ضربات جائحة كورونا خشية أن يتقوض “مشروع أردوغان ــ العثمانية الجديدة” بالكامل، فيما لو سقط حلفاؤه في طرابلس، كما خسارة الصراع المحتدم على الغاز في شرق المتوسط مع مصر واليونان وقبرص وفرنسا».
وأضاف “المستجد التركي بالمعدات والسلاح والمرتزقة أعطى قوات الوفاق المترنحة دفعة لم تكن متصورة فتمكنت في وقت وجيز من إحداث اختراقات عسكرية، أهمها من الناحية الاستراتيجية السيطرة على قاعدة الوطية الجوية، غير أن الجيش الوطني تمكن من التماسك بأسرع من أي توقع”، خاصة بعد أن استطاع الجيش الليبي في حسم معركة مصراتة، التي تعتبر شريان الإمداد التركي بالسلاح والمسلحين لميليشيات طرابلس.

موسكو
رحبت روسيا بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتسوية الأزمة في ليبيا، معتبرة إياها “أساساً جيداً” لإطلاق العملية السياسية.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ، “نرحب بهذه المبادرة، ونعتبرها أساساً جيداً لإطلاق عملية سياسية جدية”، وفقاً لما ذكرته وكالة “نوفوستي».
وأعاد بوغدانوف إلى الأذهان أن الجانب الروسي قدم بعض المقترحات لوقف إطلاق النار في ليبيا أيضاً.

واشنطن
رحبت السفارة الأمريكية في طرابلس، ، بالمبادرة المصرية لإنهاء الصراع في ليبيا، ودعت الأطراف الليبية إلى العودة للمفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وإعلان وقف إطلاق النار.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “تراقب الولايات المتحدة الأمريكية باهتمام ارتفاع أصوات سياسية في شرق ليبيا للتعبير عن نفسها، ونتطلع إلى رؤية هذه الأصوات تنخرط في حوار سياسي حقيقي على الصعيد الوطني، فور استئناف مباحثات اللجنة المشتركة 5 + 5 التي استضافتها البعثة بشأن صيغ وقف إطلاق النار».
وأضافت “نرحّب بجهود مصر وغيرها من الدول لدعم العودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وإعلان وقف إطلاق النار، وندعو جميع الأطراف للمشاركة بحسن نيّة لوقف القتال والعودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة».
ويأتي ترحيب السفارة الأمريكية بعد ترحيب مماثل من وزارة الخارجية الأمريكية التي قالت في وقت سابق، “نرحب بالجهود المصرية لدعم وقف النار في ليبيا».

الجامعة العربية
 والبرلمان العربي
رحبت جامعة الدول العربية والبرلمان العربي أمس السبت، بالمبادرة السياسية المصرية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية.فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تثمينه للمبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، لإيقاف القتال في ليبيا والتوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للأزمة في البلاد.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة بأن الأمين العام يرحب بكافة الجهود وبالذات العربية، الرامية إلى حقن الدماء بين الأشقاء الليبيين وتثبيت وقف شامل لإطلاق النار.

كما دعا أبو الغيط إلى استكمال مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، واستئناف الحوار السياسي بين مختلف الأطياف والمكونات الليبية.
وجدد المصدر بهذه المناسبة موقف الجامعة العربية المرتكز على ضرورة الوصول إلى تسوية وطنية خالصة للأزمة الليبية، بعيداً عن كافة التدخلات العسكرية الخارجية في الصراع، وبالشكل الذي يحافظ على وحدة أراضي الدولة الليبية وسيادتها الإقليمية.

ومن جهته، رحب رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بإعلان القاهرة الذي أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا. وأكد أن هذا الإعلان يضع خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، ويهدف إلى إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية.
ودعا رئيس البرلمان العربي كافة الأطراف الليبية إلى التجاوب مع هذا الإعلان حقناً لدماء الليبيين وحفاظاً على سيادة ليبيا ووحدتها ووضع مصلحة ليبيا فوق أي اعتبار.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot