وضع لن يقلب اللعبة السياسية:

فنلندا: خمس نساء يقدن أحزاب الائتلاف الحاكم...!

فنلندا: خمس نساء يقدن أحزاب الائتلاف الحاكم...!

-- نسبة 78 بالمائة من الناخبين الفنلنديين أكبر سنّا من رئيسة الوزراء
-- أول بلد في أوروبا يمنح المرأة حق التصويت والترشح عام 1906
-- يتألف البرلمان الفنلندي حاليًا من 47 بالمائة من النساء
-- حضور محدود في مناصب المسؤولية في القطاع الخاص، ولا يزال العنف المنزلي يمثل مشكلة كبيرة
-- التحدي الأكبر هو صمود سانا مارين أمام معارضة محافظة قوية حيث معركة التناصف بديهية

 
«أنا فخورة جدا ببلدي”... لا تخفي أنيلي ياتينماكي تأثرها عندما تتحدث عن الحكومة الجديدة. “فنلندا الآن في أيدي النساء”، تقول باعتزاز النائب في البرلمان الأوروبي (64 عاما) التي كانت أول امرأة تقود حكومة بلدها، كان ذلك قبل ستة عشر عامًا.

اليوم، تتولى النساء قيادة الأحزاب الخمسة المشاركة في الائتلاف الحاكم، منذ شهر، وأربعة منهن دون سن 35، وينبهر العالم بحداثة هذا البلد.
تجدر الإشارة الى إن رئيسة الوزراء الجديدة، سانا مارين، ابنة عصرها، فهي من أسرة متواضعة، وأم لطفل يبلغ من العمر 23 شهرًا، وأصبحت في سن 34 عامًا أصغر رئيسة حكومة حاليا في العالم.  كل شيء سار بسرعة بالنسبة لهذه الاشتراكية الديموقراطية التي بدأت مسيرتها السياسية في السابعة والعشرين في تامبيري، ثاني أكبر مدينة في البلاد. وتسارع كل شيء في أوائل ديسمبر عندما اضطر سلفها، الذي جرفته أزمة ثقة إثر إضراب قطاع البريد، إلى الاستقالة. ثم قام الحزب بتعيين وزيرة النقل والاتصالات هذه، لتولي هذا المنصب.

حق المرأة
امرأة على رأس الحكومة، لا شيء جديد في هذه الدولة الاسكندنافية المعروفة بمواقفها المتقدمة في مسائل المساواة بين الجنسين، وأول بلد في أوروبا يمنح المرأة حق التصويت والترشح عام 1906. ومنذ سنوات الالفين، عرف الفنلنديون امرأتين في منصب رئيس للوزراء، وكانت تاريا هالونين رئيسة طيلة اثني عشر عامًا. أخيرًا، يتألف البرلمان الفنلندي حاليًا من 47 بالمائة من النساء (مقابل 38 فاصل 8 بالمائة في فرنسا).
ولكن، تم تخطي سقف اخر مع حكومة مارين، التي تتكون من 12 امرأة من أصل 19 وزيراً. إن خماسي قادة احزاب ائتلاف يسار الوسط، رمزي ونموذجي. ويصف لويس كليرك، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة توركو، هذا الوضع بأنه “استثنائي، وهو رمز لبلد تحققت فيه مكانة المرأة في السياسة بالتدرّج وبطريقة خطية، قبل فرنسا بكثير”. فقد تم تشريك النساء في السلطة منذ بداية التاريخ السياسي الفنلندي. “في هذه الدولة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، كانت “مصلحة البلاد تكمن في استخدام وتوظيف جميع القدرات المتاحة، منها النساء”، يقول لويس كليرك.

اقلية في القطاع الخاص
اركي ليكانين، المحافظة السابقة لبنك فنلندا، كان عمرها 21 عامًا سنة 1972 عندما بدأت مسيرتها في البرلمان، وتتذكر قائلة: “في ذلك الوقت، كان هناك شباب في السياسة، كنت جزءً منهم، لكن قلة قليلة من النساء، وخاصة لا وجود لأمهات صغيرات».
بالنسبة لها، فإن إصلاح إجازة الولادة عام 1978، الذي مدد هذا الحق ليشمل الآباء، سمح للنساء بالطموح لقطع نفس المسيرة السياسية التي يتمتع بها الرجال. ومن عام 1990 إلى عام 2000، اصبحت صورة المرأة السياسية صورة طبيعية بفضل “عمل نساء ناشطات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكان الرجال الأكبر سناً على استعداد للتنحي”، تشهد أنيلي ياتينماكي.
ومع ذلك، لم تتم تسوية كل شيء بالنسبة لقضية المرأة. نسبة ضعيفة من النساء تشغلن مناصب المسؤولية في الشركات الخاصة، ولا يزال العنف المنزلي يمثل مشكلة كبيرة، الا ان المجال السياسي أكثر نضجا من أي مكان آخر. وقد عبّرت سانا مارين عن انزعاجها من مثل هذه التعليقات، وقالت في مؤتمر صحفي “لم أفكر قط في عمري أو جنسي... أفكر في أسباب دخولي معترك السياسة، والأشياء التي من اجلها اكتسبنا ثقة الناخبين».

جيل جديد
اليوم، 78 بالمائة من الناخبين الفنلنديين أكبر من رئيسة وزرائهم، وشباب هؤلاء الوزيرات يمثل تحديا. يقول الديموقراطي الاشتراكي اركي ليكانين “ان جيلا جديدا من السياسيين احتل المشهد في فنلندا... إنه يأتي في سياق صعب، لكن يجب ألا نقلل من قدراته، يجب أن ندعمه».
وتجسد الوزيرات سياسة 2.0، حيث التواصل بشكل مباشر عبر تويتر، الى حدّ استعراضهن لحياتهنّ الخاصة. نشرت سانا مارين صور سيلفي على انستاغرام لحملها أو وهي تمارس الرضاعة الطبيعية.
وجهة نظر تتبنّاها أيضًا لي أندرسون، وزيرة التعليم: “أريد أن يعرف الناس نوع الموسيقى التي نحبها، وما الذي نفعله في وقت فراغنا، وكيف نقضي بعض الوقت معًا وراء الكواليس... هذا شيء مفقود في النقاش العام منذ فترة طويلة «.
استخدام الشبكات الاجتماعية يتداخل بشكل كامل مع السياسة الحكومية.  وقد نشرت وزيرة المالية كاتري كولموني، استطلاعا للرأي على انستاغرام في 13 ديسمبر يطلب آراء المشتركين بشأن عودة الجهاديين الفنلنديين من سوريا، وهو أحد الموضوعات الساخنة في الوقت الحالي، قبل حذفه امام الجدل الذي أثارته هذه الحركة.
ان رياح الحداثة تهبّ على الحكومة الفنلندية، ويرحب بها الجميع، لكنها مع ذلك لن تقلب قوانين اللعبة السياسية راسا على عقب. “شهر العسل لن يدوم في الحكومة”، يتنبأ المؤرخ لويس كليرك. وسيكون التحدي الأكبر لسانا مارين، هو قيادة هذا التحالف الذي أضعفته أزمة الثقة التي أوجدتها الحكومة السابقة، والصمود في وجه معارضة محافظة قوية حيث معركة التناصف بديهية.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot