قمع المنتفضين لحظة فاصلة عزلت السياسيين

في خضم مواجهة خطيرة.. ماذا يقول الشارع العراقي؟

في خضم مواجهة خطيرة.. ماذا يقول الشارع العراقي؟


أعاد مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الأجواء التي سادت إبان حرب العراق عام 2003، واعتقال صدام حسين، وإعدامه، وانهيار الجيش العراقي في مواجهة احتلال داعش لمدينة الموصل.  ويقول أحمد سعداوي، كاتب وشاعر ومؤلف رواية فرانكشتاين في بغداد  إن اليوم الذي قتل فيه الأمريكيون الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، مع أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي( PMU)، ومجموعة تضم ميلشيات مدعومة من إيران أحيى ذكريات مؤلمة في البلاد.  وكتب في صحيفة غارديان  البريطانية، أن أكثر رجلين نفوذاً في العراق كانا في  طريقهما إلى المنطقة الخضراء بهدف زيادة الضغط على البرلمان والرئيس للموافقة على اختيار رئيس وزراء جديد. وتحكم العراق حكومة مؤقتة منذ استقالة عادل عبد المهدي في الخريف، عشية احتجاجات قادها شباب وفقراء ضد الفساد وتردي الاقتصاد. وكان الهدف من هذا الضغط تعيين شخصية موالية لإيران تنفذ سياسات أبو مهدي المهندس نفسه الذي يتهمه المنتفضون بأنه بيدق إيراني.
ويقول كاتب المقال إن صديقاً أرسل له رسالة ساخرة قال فيها: لم يكن القصف الأمريكي هجوماً على السيادة الأمريكية، بل على السيادة الإيرانية لأن لا سيادة عراقية .

سر معلن
ويشير سعداوي إلى أنه منذ بداية عمليات تحرير مناطق خضعت لسيطرة داعش في خريف 2014، والتي حارب فيها الأمريكيون مع الإيرانيين ضمن تحالف فعال، لم يعد سراً أن المشهد السياسي العراقي بات تماماً في قبضة إيران . ويرى كاتب المقال أن ذلك الوضع سرى بموافقة ضمنية، إلى حد ما، من الأمريكيين. وكما بدأ الإيرانيون في التعامل مع العراق بوصفه مجرد محمية، هذا ما قامت به واشنطن أيضاً. إنها تتصرف في العراق كما يحلو لها، بدءاً من استهدافها في الصيف الماضي مخازن أسلحة لقوات الحشد الشعبي، ومهاجمة ميليشيا حزب الله العراقي في مدينة القائم عند الحدود العراقية – السورية، وصولاً للغارات الأخيرة. وتمت جميع تلك العمليات من جانب واحد دون التنسيق مع السلطات الأمنية العراقية.

ارتياح
وفي مقابل رد الفعل الحزين والكئيب في إيران على مقتل سليماني، يلاحظ كاتب المقال أن بعض الشيعة العراقيين غير غاضبين، على ما يبدو، بسبب قتل سليماني والمهندس، لدرجة أنهم، وخاصة داعمي الاحتجاجات، شعروا بالارتياح. ويعزى ذلك لأن هذين الرجلين كانا مسؤولين عن قمع وحشي للاحتجاجات في العراق منذ بدايتها في أكتوبر( تشرين الأول). وقد أدى ذلك لمقتل ما يزيد عن 500 من المنتفضين السلميين، ولإصابة أكثر من 19 ألفاً يعاني بعضهم الآن من إعاقات دائمة.
ويشير كاتب المقال إلى أن عادل عبد المهدي، مفكر يجيد الفرنسية، قد أدار حكومة كانت واجهة لميلشيات مسلحة، عملت في الظل، متجاهلة القوانين والأعراق. ولم تكن تلك وصفة ناجحة لتقديم مصالح الشعب العراقي على ما سواها. وحولت الحكومة العراق إلى مسرح للجيوسياسات الإقليمية، عوضاً عن تلبية الحاجات الملحة للعراقيين في تحسين الخدمات العامة وتطوير الاقتصاد، فضلاً عن دمج جيل ما بعد 2003- الباحث عن فرص عمل- في المجتمع.  وحسب الكاتب، عندما خرج الناس إلى الشوارع في سبتمبر( أيلول) الماضي، ردت حكومة عبد المهدي بإطلاق ماء حارق عليهم. كما أزالت أسواقاً مؤقتة تعتمد الأحياء الشيعية الفقيرة عليها. وقد أثار ذلك غضباً واسع النطاق ما ساهم في خروج مئات الآلاف من الشباب إلى الشوارع. ولم يكن ذلك بتحريض من الولايات المتحدة أو آخرين بل بسبب إجراءات حكومية خرقاء. وعوض أن تتعامل الحكومة العراقية بجدية مع تلك الاحتجاجات، نظرت إليها باعتبارها مؤامرة أمريكية ضد العراق وإيران، وأطلقت مسلحي الميلشيات لسحقها.

لحظة فاصلة
ويرى كاتب المقال أن قمع الحكومة وفصائل مسلحة لمنتفضين عراقيين كان بمثابة لحظة فاصلة عزلت الطبقة السياسية تماماً عن المجتمع. ويحظى المنتفضون الذين واصلوا احتجاجاتهم بدعم من شيعة وسنة عراقيين، ويواصلون عرض مطالبهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي بواسطة هاشتاغ  نريد دولة .
ويختم الكاتب رأيه بأن المنتفضين يمثلون الإرادة الحقيقة للعراقيين الراغبين باستعادة استقلال العراق وتحريره من الإيرانيين والأمريكيين معاَ.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot