تغيّر ميزان القوى بين بلدين متنافسين

في فخ ثيوسيديدز: نحو حرب بين أمريكا والصين...؟

في فخ ثيوسيديدز: نحو حرب بين أمريكا والصين...؟

‎‎‎ ‎-- ستقلل معرفة أفضل بثقافة الآخر من قوة العوامل التي تشجع على اندلاع الحرب
-- الوضع الداخلي، عامل حاسم آخر يمكن أن يرجّـح الـحرب أو السلام‎ ‎
‎-- يجعل تقدّم الصين من الصعب ضمان استدامة عالم بزعامة أمريكية
‎‎-- يمكن للمجتمع الثقافي، ولفهم أكثر وضوحا للآخر، أن يلعبا دورا سلميا
-- ‎هل تستطيع الولايات المتحدة أن تزدهر في عالــم تقـــرر فيـــه الصين القواعـــــد؟
-- يجب على الصين أيضًا أن تتغير، دون أن تخون هويتها


‎‎إن عدم ثقة العالم الغربي بالصين ليست وليدة الأمس: التقليل بداية من خطورة وباء لفيروس كورونا، والإحصاءات الصينية المريبة، ‏واعتقالات الأطباء الذين أرادوا تنبيه العالم إلى مخاطر الوباء، سارعت جمبعها في عكس اتجاه الرأي العام العالمي الجاري اصلا: يثير ‏رجل الصين الأول القلق بإحالاته وإشاراته إلى الماوية والماركسية، ومن خلال القمع الذي يمارس ضد الأويغور في شينجيانغ، ‏وطلاب هونغ كونغ، وفي النهاية من خلال التهديدات ضد تايوان. الا ان جذور هذا التغيير في الإدراك أبعد من ذلك: فهو ليس ناجما ‏فقط وانما على ارتباط بالتطور الاقتصادي والعسكري غير العادي للصين، التي بصدد، وبسرعة مذهلة -اللحاق بل وحتى التفوق في ‏مجالات معينة على الولايات المتحدة‎
.‎
‎هذه هي الفرضية التي قدمها غراهام أليسون، الأستاذ المميز في العلـــوم السياسية، في جامعة هارفارد ومستشار العديد من الرؤساء ‏الأمريكيين، في عمله الذي تُرجم مؤخرًا إلى الفرنسية: غراهام أليسون، نحو الحرب، أمريكا والصين في فخ ثيوسيديدز؟

المسألة الرئيسية للكتاب هي: الا يؤدي هذا التصور الجديد، السلبي للغاية، للصين الى فتح ظرفية خطيرة بشكل خاص على المستوى ‏الجيوسياسي، ظرفية يعرّفها المؤلف تحت اسم فخ ثيوسيديدز؟ ان التطور السريع للغاية للقوة الصينية، أو بعبارة أخرى، التباين ‏المتنامي في الأداء بين القوة الصينية الصاعدة والقوة التي لا تزال مهيمنة، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الخوف، وفي كل الاحوال ‏القلق والشك الذي يثيره هذا التباين، هما العنصران المكونان، لفكي “فخ ثيوسيديدز “ الرهيب‎. ‎
‎‎هذا هو الفخ: مزيج من المعطيات الموضوعية التي يمكن قياسها بسهولة من حيث الناتج المحلي الإجمالي أو إنتاج الصلب أو أجهزة ‏الكمبيوتر من ناحية، والشعور بالخوف من جهة أخرى. فخ كان يعمل قبل 1500 عام بما أنه أطبق على سبارتا وأثينا. سبارتا، القوة ‏المهيمنة، التي انتهت ببدا الحرب عندما شعرت بالتهديد الشديد من قبل أثينا، القوة الصاعدة. “كان الخوف الذي استبد بسبارتا من ‏صعود أثينا هو الذي جعل الحرب حتمية”، كتب ثيوسيديدز. وهكذا كانت ولادة الحرب البيلوبونيسية‎
.‎
‎غالبًا ما يعود الكتاب إلى هذه الحرب الشهيرة في العصور القديمة، لكنه يفحص أيضًا العديد من الحالات الأخرى -ستة عشر بالضبط ‏‏–عمل فيها او اختل “الفخ”. على مر التاريخ، كلما تسببت القوى الصاعدة في قلق القوى المهيمنة في ذلك الوقت، الا ولاحت الحرب ‏في الأفق، وكثيرا ما اندلعت: من أصل 16 حالة تم فحصها، انتهت 12 بالحرب‎.‎
‎لا شك أن القارئ المتعلق بخصوصية العيوب التاريخية سيقلق من صياغة مثل هذا القانون العام، خاصة أنّ أليسون يحكم بانه صالح ‏عالميًا وحتى خارج مجاله الجيوسياسي‎
.‎
‎‎في نظر غراهام أليسون، لا حاجة للدخول في تحليل النظام السياسي في الصين. إن التطور الشامل هو ما يهم، الى جانب نوع التأثير ‏الذي يمكن أن يحدثه هذا التطور السريع على الرأي العام وصناع القرار في الولايات المتحدة. يحدث نوع من التأثير الميكانيكي، كما ‏لو انه بتجاوز سقف معين من القلق – وتقنين هذا القلق في شكل اراء مسبقة عدائية، ونقد وتهديدات – تندلع الحرب‎.‎
  ‎عن صعود الصين الصاروخي، تتحدث البيانات والمعطيات التي قدمها أليسون عن نفسها: عام 1980، كان الناتج المحلي الإجمالي ‏الصيني 7 بالمائة من نظيره في الولايات المتحدة. عام 2015، 61 بالمائة. هناك حتى مجالات تجاوزت فيها الصين الولايات المتحدة ‏فعلا: أليست “أكبر منتج للسفن والصلب والألمنيوم والأثاث، والملابس والهواتف المحمولة والأدوية وأجهزة الكمبيوتر؟ هل ما زلنا ‏نريد بعض الأمثلة الأخرى، متباينة ولكنها دقيقة؟
‎- ‎بين 2011 و 2013 ، أنتجت الصين واستخدمت من الأسمنت أكثر من الولايات المتحدة طوال القرن العشرين بأكمله‎!

‎- ‎ارتفع متوسط دخل الفرد من 193 دولارًا عام 1980 إلى أكثر من 8100 اليوم‎.‎
‎- ‎عام 2015 ، قدم الصينيون ما يقرب من ضعف عدد طلبات البراءات من الأمريكيين‎.‎
‎- ‎أفضل حاسوب عملاق صيني أسرع بخمس مرات من أقرب منافسيه الأمريكيين‎.‎
‎  ‎في ظل هذه الظروف، ليس مستغربا أن تزن الصين بشدة في الشؤون العالمية، فقط من خلال التأثير الميكانيكي لأدائها الاقتصادي ‏المتزايد. وسيجد قارئ 2020 بسهولة في نشرات الأخبار أصداء الملاحظات التي أشار إليها أليسون: “ الصين تشتري وتبيع وتعاقب ‏وتستثمر وتستخدم الرشاوي وتسرق إذا لزم الأمر، حتى تحصل على اصطفاف شركائها‎
.‎
‎   ‎ان الدول التي أصبحت مرتهنة في وارداتها الحيوية الى الصين أو على الأسواق الصينية في صادراتها، هشّة بشكل خاص: في حالة ‏الخلاف، يكفي الصين فقط تأجيل الأولى ومنع الثانية”. نذكر أنها “توقفت عام 2011 عن شراء سمك السلمون من السويد، وكانت أول ‏حرفائها (لمعاقبة لجنة جائزة نوبل للسلام، التي منحت في ذلك العام للمعارض الشهير ليو شياوبو)”. وقد خفضت مؤخرًا وارداتها من ‏فول الصويا الأسترالي عندما أرادت أستراليا إجراء تحقيق دولي في أصول فيروس كورونا‎.‎
‎ ‎بطبيعة الحال، سنرى في هذه الضغوط، التي هي غير ديمقراطية وغير مبالية بالقانون، مظهرًا من مظاهر الصين الشمولية ‏والمعادية للديمقراطية على الأقل. الا ان غراهام أليسون لا يدخل في هذه الاعتبارات. العامل الحاسم في ظهور فخ ثيوسيديدز هو ‏ببساطة تغيّر موازين القوى بين بلدين متنافسين. فمن وجهة نظره، طبيعتهما السياسية لا تهم‎
.‎
‎علاوة على ذلك، في المثال النموذجي، نفس الشيء الذي يعلق عليه ثيوسيديدز، الدولة المهيمنة التي تخشى على هيمنتها، هي ‏سبارتا، آلة حربية من الدرجة الأولى يثير ذعرها الصعود الصاروخي لأثينا الديمقراطية، حامية الفنون والآداب‎.‎
‎ بالتأكيد، أن ديمقراطيتها نخبوية، لكنها حقيقية، في حين أن الدولة المهدّدة أو التي تشعر بالتهديد، هي سبارتا العسكرية. وبالتالي، فإن ‏ما يهم أليسون هو استيعاب وتصور التهديد الذي تشكله أثينا. هذا الشعور بالتهديد هو الذي يفسر سبب اختيار سبارتا للحرب، حرب ‏مدفوعة بالمصلحة القومية، والخوف والشعور بالشرف الذي بلغ ذروته‎
.‎
‎هل يمكن إجراء تحليل مماثل للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة؟
يجب أن تُأخذ في الاعتبار حقيقة أن الصين بزعامة شي جين بينغ، تريد بشكل أساسي استعادة عظمتها السابقة، حلم الرفاه والقوة. ‏وينقسم هذا البرنامج على النحو التالي‎:‎
‎ ‎استعادة الزعامة الآسيوية التي كانت تتمتع بها قبل وصول الغرب إلى الصين في القرن التاسع عشر‎.‎
‎- ‎استعادة سيطرتها على الإمبراطورية ، من تايوان (ضمنا) إلى التبت‎.‎
‎- ‎استعادة منطقة نفوذها على طول حدودها وفي البحار المجاورة‎.‎
‎- ‎أن تكون محترمة من قوى عظمى أخرى، وخاصة في المحافل الدولية‎.‎
‎  
‎ولتحقيق هذه الأهداف المختلفة، “إعادة حيويّة الحزب الشيوعي الصيني، والنفخ في الروح القومية، وتنفيذ إصلاح اقتصادي جديد ‏للحفاظ على النمو السريع، وإعادة تنظيم الجيش الصيني”. ويتعلق هذا الصعود الصاروخي المبرمج بجميع المجالات في نفس الوقت. ‏ويعدّ مشروع طرق الحرير الجديد الشهير، اقتصاديًا وجيوسياسيًا ومدنيًا وعسكريًا‎.‎
‎  ‎لكن الاصطدام الاكبر، والتعارض الأكثر وضوحا، والأكثر ملاءمة لسوء الفهم، والخلافات، وبالتالي الصدامات بين الصين والولايات ‏المتحدة، هو ثقافي. ويعلن أليسون هنا أنه من أتباع صموئيل هنتنغتون. ما هي العوائق أمام الولايات المتحدة والصين في هذا الصدد؟ ‏الفردية الأمريكية، وتعلقها بالحرية والمساواة في الحقوق، هي في تضاد مع الأخلاقيات الكونفوشيوسية، التي تعلي من شان السلطوية ‏والتسلسل الهرمي، وخضوع الحقوق والمصالح الفردية‎.‎

وللإحالة العرقية الخاصة بالصين وحدها، يقدم الأمريكيون والغرب إحالة كونية، ويقولون إنهم لا يدافعون عن قيمهم، وانما عن القيم ‏الكونية‎.‎
إن الخطر الذي تشكله هذه الاختلافات حقيقي. وإن القضية المطروحة هي شرعية السلطة المنافسة. ولما كان المرجع الأمريكي ‏فرديًا، فان الشرعية السياسية لأي حكومة تنبع من موافقة المحكومين. وبالنسبة للصينيين، تعتمد الشرعية السياسية على النتائج التي ‏تم تحقيقها، وفي حالة الصين، تبرر النتائج حتى وجود الحزب الواحد، بينما حتى الآن لم تسفر أنظمة الحزب الواحد الا عن نتائج ‏ملتبسة‎. ‎

إن هذه الشرعية محل تشكيك الغرب، وخاصة الأمريكان الذين يقدمون، باسم حقوق الانسان، معايير أخرى للشرعية غير تلك التي ‏تعترف بها غالبية الصينيين. في المقابل، كما قال دينغ ذات مرة، في عيون القادة الصينيين، “الخطابات حول حقوق الإنسان والحرية ‏والديمقراطية تهدف فقط إلى حماية مصالح الدول القوية والغنية، التي (...) تسعى للهيمنة من خلال ممارسة سياسة القوة‎«.‎

  ‎ان “الحرب بين الولايات المتحدة والصين ليست حتمية” في نظر أليسون، لكنها ممكنة. إن حدثًا عارضا وغير ضار، في سياق غير ‏التوتر الكامن الناجم عن صعود الصين الذي لا يمكن السيطرة عليه، يمكن أن يؤدي إلى صراع واسع النطاق. فمن خلال الرد على ‏الترهيب، أو محاولة فرض التزامات طويلة الأمد، أو المطالبة بالاحترام الذي تستحقه دولتهم، يمكن لقادة البلدين أن يقعوا في فخ ‏يعرفون أنه موجود ولكنهم يعتقدون أنه بإمكانهم تفاديه‎.‎
‎‎بعد التعرف على المخاطر، ما هي المكونات التي تبيّن عبر التاريخ انها عوامل، إن لم تكن للسلام، فهي على الأقل لخفض التوترات؟
‎‎
إن الخضوع للسلطات الدولية سيكون مفيدا. وهذه اليوم محدودة للغاية. وهيبة الأمم المتحدة في الحضيض‎.‎
‎‎يمكن أن يساعد دمج القوة الصاعدة والقوة المهيمنة في المؤسسات الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية في السيطرة على جموح صناع ‏القرار المناصرين للحرب‎.‎
‎‎ضمان آخر يتمثل في التضحية بما هو ثانوي لحماية الأساسي من أجل تامين استدامة الأمة الخاضعة للمنافسة. ان قضية التحالفات ‏مهمة أيضا. فهيا مفيدة للتصدي في مواجهة، لكنها تضاعف أيضًا فرص الخصومات القضائية وبالتالي النزاعات‎.‎
‎‎هناك عامل حاسم آخر يمكن أن يلعب لصالح السلام أو الحرب. وهو الوضع الداخلي. من الايجابي أن يكون لديك أقوى اقتصاد، ‏وأكثر الحكومات كفاءة، وأوسع
دعم شعبي. لقد فشل الاتحاد السوفياتي في أخذ مكان الولايات المتحدة كزعيم عالمي لأن نظامه ‏الاقتصادي لم يكن فعالا.

وكان دعمه الشعبي يضعف. من ناحية أخرى، حققت الصين نجاحًا ملحوظًا في هذه المجالات‎.‎
‎ ‎أخيرا، يمكن للمجتمع الثقافي، وفهم اوضح للآخر. أن يلعبا دورا سلميا. ويظهر هذا بوضوح عندما تنازلت بريطانيا العظمى في ‏نهاية القرن التاسع عشر عن الزعامة العالمية للولايات المتحدة. وبين الولايات المتحدة والصين، ستقلل معرفة أفضل بثقافة الآخر من ‏قوة العوامل التي تشجع على اندلاع الحرب‎.‎
‎‎اية حرب؟ إن الأسلحة النووية تستبعد المواجهة المباشرة. وتشجع الإبقاء على الوضع الراهن. ونقل المواجهة اقتصاديًا وسياسيًا ‏وأيديولوجيًا. وكذلك نحو مواجهات عسكرية محدودة في الزمان والمكان ومن حيث الحدّة. ولكن بالنسبة لأليسون، فإن كلًا من الحرب ‏الاقتصادية والحرب النووية أمر غير محتمل جدًا

-ففي الحالتين -ترابطهما. فالولايات المتحدة هي أكبر سوق للصادرات الصينية. ‏والصين هي أكبر دائن لها. و”إذا منعت الحرب الولايات المتحدة من شراء سلع صينية والصين من شراء الدولارات، فإن العواقب ‏الاقتصادية والاجتماعية السلبية لكل من البلدين تفوق بكثير الفوائد المحتملة للصراع‎.»‎
‎‎ما العمل؟ المشكلة لا مفر منها: “لا يوجد حل للانبعاث المذهل لحضارة عمرها 5000 عام. ويبلغ عدد سكانها مليار وأربعمائة مليون ‏فرد، والتي لا يمكن مقارنة نموها الاقتصادي مع نمو الولايات المتحدة”. ان تقدم الصين هذا. يجعل “من الصعب بشكل متزايد ضمان ‏استدامة عالم بزعامة الولايات المتحدة‎».‎
‎‎ومع ذلك هل يجب الحفاظ على التفوق العسكري. وهل تستطيع الولايات المتحدة أن تزدهر في عالم تقرر فيه الصين القواعد؟
‎‎
هذه الأسئلة مرعبة بالنسبة لنا، نحن الذين لدينا كل أسباب الخوف من أن تتحدى الصين حريتنا الفردية بشكل فعال. يبدو أن غراهام ‏أليسون غير مدرك أن الرهان لا يمكن اختزاله في مجرد ازدهار. وما العمل لو أردنا تجنب هزيمة الديمقراطيات مع نبذ المواجهة ‏العسكرية؟
‎‎التكيف مع الوضع الجديد؟ التكيّف، كما يلاحظ أليسون، ليس مخزياً بالضرورة، لكنه يعني خطوة إلى الوراء: الالتزام بدعم تايوان ‏ولكن الاعتراف بحقوق الصين في بحر الصين الجنوبي، أو الانسحاب من كوريا الجنوبية مقابل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ‏من قبل الصين‎ ...‎
‎‎زعزعة الخصم؟ بدون وضع حد للتبادل التجاري أو الدبلوماسي، من الممكن دائمًا تشجيع مقاومة تايوان، تشجيع الرغبة في الحرية ‏السياسية لعدد معين من الشباب الصينيين، ودعم المنشقين والأقليات الدينية بشكل أفضل‎.‎
‎‎
التفاوض من اجل السلام على المدى الطويل؟ هذا لا يتعارض مع ما سبق. قد يتم توقيع اتفاقيات مماثلة لتلك التي تم التوقيع عليها مع ‏الاتحاد السوفياتي بشأن الأسلحة النووية على الأسلحة السيبرانية والأسلحة البيولوجية‎.‎
‎‎إعادة تعريف العلاقات الثنائية؟ من الممكن الاتفاق على مجالات نفوذ معينة‎.‎
‎‎يقول أليسون، يجب أن نتصرف بسرعة. لا يمكن لأمريكا أن يكون هدفها الحفاظ على الوضع الراهن، في كل الأحوال هذا مستحيل. ‏يجب أولا أن نفتح نقاشا كبيرا، وتمعّنا كبيرا حول ما هي الولايات المتحدة وما يعنيه التقدم الصيني المذهل. لذلك من المناسب، سواء ‏في السياسة الداخلية أو الخارجية، أن تستعيد الحوكمة الفدرالية “معنى المسؤولية والسلوك المواطني الحضاري” (كنا نتمنى المزيد من ‏الدقة حول ما يقصده بذلك‎!).‎

‎يجب على الصين أيضًا أن تتغير، دون أن تخون هويتها: “إنها تعاني من غياب دولة القانون، ومن سيطرة مركزية مفرطة، وأغلال ‏العادات الثقافية التي تؤثر على الخيال والإبداع، وكذلك من عدم قدرتها على جذب واستيعاب مواهب المجتمعات الأجنبية”. غير ان ‏التغلب على كل هذا لن يحدث بين عشية وضحاها‎.‎
إذن مرة أخرى: “حرب غير محتملة، وسلام مستحيل”؟
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot