فيروس كورونا يؤذن بمستقبل أكثر ذكاءً

فيروس كورونا يؤذن بمستقبل أكثر ذكاءً


يقارن ريتشارد ستينغل، محرر سابق لدى مجلة “تايم” بين الصدمة التي أحدثتها هجمات 11 سبتمبر (أيلول) وما يثيره وباء كورونا حالياً، لافتاً إلى أنه رغم توقعات بأن يتجاوز عدد ضحايا الفيروس الخسائر البشرية التي خلفتها الهجمات الإرهابية، شعر الأمريكيون بأن 11 سبتمبر، كان أكثر خطورة، وأشبه بتهديد وجودي. رغم أنها كئيبة ومظلمة، تثير أزمة كورونا تفاؤلاً خجولاً بالتجديد في نهاية المطاف. ففيما أدت هجمات 11 سبتمبر( أيلول) إلى تضليل الأمريكيين، قد تقودهم هذه الأزمة إلى مستقبل  أفضل وأكثر ذكاءً.
ويعود الكاتب بالذاكرة إلى ما قبل الهجمات، عندما بدا أنه لم يكن لدى الأمريكيين معرفة بحجــــم ذلك التهديد، وتساءلواا إذا كانت الهجمات بداية لشــــيء أكبر وأخطر، وإذا كان هجـــــوم آخـــــــر ســــيحصل؟
 وشعر الأمريكيون حينها أنهم مستهدفون بصورة مــــــا، وكان التهديد مصوبـاً مباشرة إلى الولايات المتحدة، خلافـــــاً لفيـروس كورونا الحالي.
ووجدوا أن هناك عدواً غامضاً يكرههم، ولم تكن لديهم جداول ولا نماذج ولا توقعات بأفضل أو أسوأ السيناريوهات. وكان هناك تدفق لمعلومات وأشياء مجهولة. وبدا تنظيم القاعدة والتطرف الإسلامي عدوين غير مرئيين، ولم يكن هناك مختبر يساعد في كشف جينة الإرهاب. وبدا شعار الحرب على الإرهاب أشبه ما يكون بتعريف لحرب بلا نهاية.

تهديد مختلف
ويُبدي الكاتب قناعته بأن خطر فيروس كورونا مختلف تماماً عن الخطر الذي شكلته الهجمات الإرهابية. فالعالم يعلم التسلسل الدقيق لجينوم فيروس سارس، الذي ظهر في مدينة ووهان.
وسرعان ما تعرف الخبراء على وباء كورونا، وأصبح بالإمكان كشف الإصابة به، وحتى إن كان لدى المصاب أجساماً مضادة.
وليس الفيروس غير مرئي، بل يمكن تتبع مساره ومناطق وجوده عبر الخارطة، من أكبر الدول إلى أصغر المدن.
وهـــــو لا يســـتهدف شــــــعباً أو طائفة بذاتها. كمـا يدرك العالم أن الفيروس سيختفي يومـــــاً، ومن شـــــــبه المؤكد أن يكون هناك لقاح ضده. ومن هذا المنطلق، هناك أمل في القضاء على الفيروس، مقارنةً مع تهديدات 11 سبتمبر.  وبدا أن خطر الإرهاب، الذي لا يزال موجوداً ويواصل آلاف المقاتلين نشاطهم في خدمته، ممتد إلى ما لا نهاية. ورغم أن نطاق انتشار وخطر فيروس كورونا أكبر، لكنه محدد، وسيتلاشى، ويمكن التصدي له.

لا تهاون
وبقدر ما كان رد فعل الأمريكيين مبالغاً فيه بعد هجمات 11 سبتمبر، لا يجب التهاون في محاربة فيروس كورونا، والأهم التريث في استئناف “الحياة الطبيعية” قبل أن يقول العلماء كلمتهم.
وفي انتظار استخلاص الدروس من الصدمة التي خلفها كورونا، هناك بعض العبر المهمة. ويشار هنا إلى أن الأوبئة ناجمة في جزء منها عن تغير المناخ، وتشكل بالفعل تهديداً وجودياً وعالمياً.
وأصبح من الممكن التنبؤ بها، والجزم بتكررها، وأصبحت لدى العالم أفضل معرفة بكيفية الاستعداد حقاً لتلك الأوبئة، ولن يكون هناك عذر للتقاعس. ولذلك يرى الكاتب أنه من الآن فصاعداً، يفترض أن نبالي عندما يصيب فيروس جديد عدداً صغيراً من الضحايا في مكان بعيد في هذا العالم.
ويجب العمل منذ لحظة ظهور فيروس جديد على تتبع مساره، والعمل على إجراء اختبارات، والسعي لإيجاد لقاح مضاد له.
ويجب العمل على توفير كميات وفيرة من الكمامات الوقائية، وأجهزة التنفس الصناعي، لأن الخطر دولي ولا يستهدف بلداً بعينه، ويجب وضع آلية لعمل دولي حقيقي ضد  كورونا الجديد.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot