قناة خلفية نزعت فتيل حرب بين أمريكا وإيران

قناة خلفية نزعت فتيل حرب بين أمريكا وإيران

بعد ساعات على الضربة الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وجهت الإدارة الأمريكية رسالة عاجلة عبر قناة خلفية إلى طهران، مفادها: لا تصعدي. وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الفاكس المشفر أرسل عبر السفارة السويسرية في طهران، واحدة من وسائل التواصل السرية المباشرة بين الجانبين، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وفي الأيام التالية، تبادل البيت الأبيض والزعماء الإيرانيون مزيداً من الرسائل التي وصفها مسؤولون في كلا البلدين بأنها موزونة أكثر بكثير من التعابير الحادة التي يتبادلها المسؤولون علناً. وبعد الرد الإيراني الصاروخي على قاعدتين عسكريتين تؤويان قوات أمريكية والذي لم يوقع إصابات، بدا أن طهران وواشنطن تتراجعان عن شفير عدوان مفتوح، أقله الآن. وقال مسؤول أمريكي رفيع: “لا نتواصل مع الإيرانيين بهذا القدر عادة، لكن عندما قمنا بذلك، لعب السويسريون دوراً حاسماً في إيصال الرسائل وتجنب سوء التقدير». ورفض متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التعليق على التبادلات، لكنه قال “إننا نقدر (السويسريين) لأي جهود يبذلونها لتوفير قناة فعالة لتبادل الرسائل عند الحاجة وإذا لزم الأمر».

 حرق كل الجسور.. وقال مسؤول إيراني إن القناة الخلفية وفرت جسراً جيداً، عندما تم حرق جميع (الجسور) الأخرى...في الصحراء، حتى قطرة ماء تكون مهمة». من السفارة السويسرية، وهي قصر من عهد الشاه مطل على طهران، لعبت برن دور الوسيط الديبلوماسي طوال اربعة عقود وسبع ولايات رئاسية، منذ أزمة الرهائن في ظل إدارة جيمي كارتر حتى الاتفاق النووي في عهد باراك أوباما. ولكن نادراً ما شهدت اختباراً كهذا. أرسل الأمريكيون الرسالة الأولى بعد قليل من تأكيد واشنطن مقتل سليماني، الوجه الأبرز في الحرس الثوري الإيراني، حسب المسؤولين الأمريكيين.

 آلة فاكس..  ووصلت الرسالة على آلة فاكس خاصة مشفرة في غرفة مغلفة من البعثة السويسرية، وهي الطريقة الأكثر استدامة منذ الثورة ، لتبادل الرسائل بين البيت الأبيض والقيادة الإيرانية. ويقول دبلوماسيون سويسريون إن الجهاز يعمل على شبكة حكومية سويسرية آمنة تربط سفارتها في طهران بوزارة الخارجية في برن وسفارتها في واشنطن. ولا يملك إلا مسؤولون كبار البطاقات الأساسية اللازمة لاستخدام الجهاز.

 السفير السويسري.. وقام السفير السويسري ماركوس ليتنر، وهو دبلوماسي محترف يبلغ من العمر 53 عامًا، بتسليم الرسالة الأمريكية باليد إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وسويسريين. ورد ظريف بغضب على الرسالة الأمريكية، بحسب مسؤول مطلع على التبادلات. وقال إن وزير الخارجية الأمريكية مايك “بومبيو بلطجي. أمريكا هي سبب كل المشاكل».  ويزور السفير السويسري واشنطن دورياً لإجراء لقاءات خلف أبواب مغلقة مع البنتاغون، بحسب مسؤولين في وزارة الخارجية والاستخبارات تواقين للاستفادة من معلوماته عن سياسة إيران الغامضة.

مهمة مكوكية..   وأمضى السفير السويسري الأيام التالية لمقتل سليماني متنقلاً في مهمة مكوكية ديبلوماسية سرية لإتاحة القصة للجانبين للتحدث بصراحة. وكان ذلك مناقضاً للكمات التي تبادلها ترامب وظريف على تويتر. فبعد تهديدات ترامب بقصف 52 موقعاً إيرانياً، بينها مواقع تراثية، ورد ظريف، اتصل وزير الخارجية الإيراني بالسفارة السويسرية لإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة. وأفاد مسؤولون أمريكيون أن الرسالة كانت أكثر تحفظاً، والبيانات من الجانبين ساهمت في تجنب سوء التقدير. وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب: “عندما كانت التوترات مع إيران عالية، لعب السويسريون دورًا مفيدًا وموثوقًا يقدره كلا الجانبين... نظامهم يشبه الضوء الذي لا ينطفئ.

الغزو الأمريكي.. ويذكر انه في السنوات التي تلت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، نقلت سويسرا الرسائل للمساعدة في تجنب الاشتباكات المباشرة. وعندما تولى الرئيس أوباما منصبه، استضافت محادثات أدت إلى اتفاق نووي. وعندما رفعت واشنطن العقوبات كانت للشركات السويسرية أولوية على منافسيها.

وعندما أعاد ترامب فرض العقوبات، أعطى السويسريين رقم هاتف لتمريره الإيرانيين، وقال: “أريدهم أن يتصلوا بي”.  وحتى الآن، تواصل طهران التحدث عبر السويسريين.ويقول سفراء سويسريون سابقون إن القناة الدبلوماسية فعالة لأن الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تثقا بأن الرسالة ستبقى سرية، وستسلم بسرعة، وسوف تصل فقط إلى أصحاب الشأن المعنيين. ويؤكدون أن البيانات التي يتم تمريرها عبر القناة الخلفية يتم دائمًا صياغتها بدقة ودبلوماسية ومن دون عواطف.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot