«أن بي سي»: قرار جريء يحمي من الفوضى الإيرانية

لماذا كان قتل سليماني خطوة أمريكية ذكية؟

لماذا كان قتل سليماني خطوة أمريكية ذكية؟

وصف محرر خطابات وزير الدفاع السابق جايمس ماتيس بيل ريفرز خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلص من قاسم سليماني بأنها ذكية. وكتب في شبكة “أن بي سي” الإخبارية أن حطام سيارة سليماني المستهدفة لم يكن قد برد بعد حين بدأت الانتقادات تطال قرار ترامب. وكان أبرز تلك الانتقادات أن واشنطن دفعت إيران إلى شن هجمات ضد قوات وسفارات وأصدقاء الولايات المتحدة أو بناها التحتية. وكأنّ إيران لم تكن تستهدفها أصلاً، يعلق ريفرز.
الانتقاد مبني على سوء حسابات خطير مفاده أنه لم يكن أمام واشنطن الكثير لتكسبه من اغتيال سليماني وأن التداعيات ستكون أسوأ مما كان سليماني أو النظام الإيراني يقومان به. لكن الحقيقة هي عكس ذلك وعلى الجمهور الأمريكي الترحيب بأن قادته يتخذون تحركاً أكثر جرأة لحمايتهم من الفوضى الإيرانية.

سهل التصديق.. سواء أعلِم معظم الأمريكيين أم لا، كان سليماني يشن أساساً حرب الظل ضد الغرب وشركائه الغربيين. بتوجيهاته، بنت إيران وأمنت متفجرات متطورة جداً إلى الميليشيات التي تستهدف القوات الأمريكية قاتلة على الأقل 500 أمريكي وجارحة عدداً أكبر بكثير. شكل ذلك حوالي 20% من قتلى الحرب في العراق خلال السنوات الأولى منها. حين ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن موت سليماني “كان يطور بنشاط خططاً لمهاجمة ديبلوماسيين أمريكيين وعناصر خدمة في العراق”، كان الأمر سهل التصديق. لقد سبق أن فعل ذلك.
جرعات قاتلة.. مهما كان الخطر الذي يمكن أن يطلقه موت سليماني، فالخطر كان موجوداً أساساً بجرعات قاتلة. تدخل سليماني لإنقاذ الرئيس بشار الأسد فنظم أكثر من مئة ألف مقاتل لتعويم نظام فاسد ومنهار وخطّط الحملة السافرة لاسترداد حلب من الثوار السوريين سنة 2016. أعيد تصنيف ذلك الحصار على أنه مذبحة في العصر الحديث، بينما أرسلت الحرب الأهلية آلاف اللاجئين إلى أوروبا.

يُعتقد أن من إنجازات سليماني تسليحه على مدى عقود للمجموعات الإرهابية مثل حزب الله والحوثيين والمقاتلين في غزة. يعتقد أيضاً أن التابعين له كانوا خلف محاولة قتل ديبلوماسي سعودي في واشنطن سنة 2011 وأن الهجمات على منشآت التكرير النفطية السعودية هي من عمل إيران وكذلك الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق.
موقع أفضل لواشنطن.. قد يكون الأمر غير بديهي بالنسبة إلى طبقة سياسية حذرة لكن اغتيال أمريكا لمخطط عسكري إيراني أساسي يحسن موقع الولايات المتحدة الطويل المدى في الشرق الأوسط. فهو يضعف بشكل كبير جداً نظاماً ثورياً متطرفاً قتل أمريكيين وحلفاءهم وشركاءهم طوال سنوات وسعى للوصول إلى أسلحة نووية على الرغم من التوقيع على اتفاق نووي وبالتالي استغلال النوايا الديبلوماسية الحسنة عند الغربيين.

لقد كان سليماني رجل إيران الذي لا غنى عنه وفقاً لريفرز: جندي وجاسوس بارز بلا رحمة بنى وموّل وغذى شبكة رعب دولية للتعويض عن ضعف إيران العسكري التقليدي. بعد جلاء غبار الاغتيال، ستظل إيران ضعيفة من القوة العسكرية التقليدية لكن من دون مخططها الاستراتيجي الأقوى. غير أنها ستظل معتمدة على الإطار الاستراتيجي الذي بناه سليماني.
مهزلة.. بالنسبة إلى التوقيت الذي تساءل عنه بعض المحللين في الإعلام، يشرح ريفرز أن قتله أتى في وقت رهيب بالنسبة إلى النظام. يلاحظ الباحث في مركز كارنيغي كريم سادجادبور أن النظام يشن العديد من حروب الوكالة ويواجه اضطرابات شاملة في الداخل ويعاني اقتصادياً من حملة الضغط الأقصى. أما الادعاء الذي يقول إن قتل سليماني يساعد إيران عبر توحيد شعبها وتشتيت انتباهه عن هذه المسائل، فهذا ما تحاول السلطات الإيرانية جاهدة أن تظهره. لكن فكرة أنه كان محبوباً عالمياً هي مهزلة. وبعد اغتيال سليماني، ستصبح الصراعات الشخصية والتوترات الدينية والاحتكاكات الإثنية بين وضمن وكلائه حملاً إضافي على طهران.

احتمالات الحرب الشاملة.. يرى ريفرز أن الحرب الشاملة غير محتملة لأن الهدف الكامل من الحرب غير التماثلية لإيران والتي تعتمد على الوكلاء كي تتمكن من نفي تورطها في الهجوم هو ضمان الرد ونجاة النظام معاً. الدخول في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة يهدد هذا الهدف. وأظهرت شريكتا إيران، روسيا والصين، عدم اهتمام بمساعدة النظام بعد الغارة الأمريكية وهو مكسب آخر للاغتيال.

من المهم اليوم أن تشرك الولايات المتحدة كل شريك إقليمي في قراراتها وبسرعة بما أن هؤلاء سيكونون أساسيين في اعتراض أخطار وكلاء إيران وإيران نفسها. يشير ريفرز إلى أن الإدارة فوتت فرصة بناء الثقة وتهيئة الشركاء داخل المنطقة عبر مفاجأتهم بقرار من هذا الحجم. ويوضح أنه كان بإمكان قرار أمريكا الفجائي بمواجهة إيران أن يتم التعامل معه بتنسيق ديبلوماسي أفضل لكن ذلك لا يعني أن العملية يمكن وصفها بالمتهورة أو التعسفية. إن تجاهل سليماني والسماح بمواصلته نشاطاته الخطرة كان خطراً أكبر. هنالك دول أخرى خصوصاً روسيا تستخدم الوكلاء. وهي تراقب بحذر كيف ترد أمريكا بشكل متزايد على الاعتداءات القاسية.
واقع محزن.. بشكل واضح، كان الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق والذي اعتبر أنه تم بتحريض من سليماني وقتل متعاقد أمريكي هو الحدود. كان يجب رسم هذه الحدود منذ فترة طويلة. لكن أن يأتي متأخراً أفضل من ألا يأتي أبداً، يكتب ريفرز. وجه قتل سليماني إنذاراً إلى دول أخرى يمكن أن تكون قد درست تنفيذ ما قام به.
أضاف الكاتب أنّ هنالك واقعاً محزناً بعدم استجابة البعض في هذا العالم إلا للقوة. وسليماني كان واحداً منهم. عندها تكون الصواريخ ضرورية، وفقاً لريفرز.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot