هتافات الإيرانيين تحولت إلى «الموت للديكتاتور» بدل أمريكا

لماذا يصرّ الديمقراطيون على إنقاذ نظام الملالي؟

لماذا يصرّ الديمقراطيون على إنقاذ نظام الملالي؟


فيما يواجه نظام الملالي في طهران ضغوطاً متزايدة من الداخل وتتعرض قبضته على السلطة لاختبارات يومية، يندفع الديمقراطيون في الولايات المتحدة إلى خطط لتخفيف العقوبات، الأمر الذي ينذر بتعزيز سيطرته على البلاد.
ويصف الباحث إيه جيه كاشيتا، في تقرير بموقع “ذا هيل” الأمريكي”، موقف الديمقراطيين بأنه نوع من الجهل والسذاجة إزاء نظام الملالي الشمولي القمعي.
ويلفت إلى أن الاحتجاجات في إيران أصبحت منذ الخريف الماضي أكثر جرأة، وتحولت الهتافات بشكل متزايد إلى “الموت للديكتاتور” و”لا نريد آيات الله” بدلاً من “الموت لأمريكا”. وربما يكون الشيء الجيد الوحيد الناجم عن انتشار فيروس كورونا هو فقدان آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، السيطرة على زمام الأمور بسبب استجابة نظام الملالي السيئة للوفيات المتزايدة من جراء فيروس كورونا في إيران.

خطط الديمقراطيين لتخفيف العقوبات
ويقول التقرير: “قد يحدث ذلك بالطبع إذا لم ينجح الديمقراطيون في إيجاد سبل لتمرير خططهم لتخفيف العقوبات عن إيران. ففي التاسع من شهر أبريل (نيسان) الجاري، كتبت السناتور ديان فاينشتاين إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحضته على عدم عرقلة طلب إيران للحصول على قرض مساعدات إنسانية من صندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار».
وقبل ذلك، في السادس والعشرين من شهر مارس (آذار) الماضي، كتب 11 عضواً في مجلس الشيوخ إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين مطالبين إدارة ترامب بتعليق العقوبات المفروضة على إيران».
وإلى ذلك، أفادت رسالة للسناتور كريستوفر ميرفي وعدد من الديمقراطيين أن العقوبات الأمريكية تعرقل التدفق الحر للإمدادات الطبية والإنسانية التي تحتاج إليها لا فقط إيران ولكن فنزويلا أيضاً، كما أدت العقوبات إلى تفاقم الاستجابات الطبية الفاشلة، وكذلك تزايد “معاداة أمريكا” التي ترتكز عليهما سيطرة النظامين على السلطة.
 
 «معادة أمريكا»
ولكن الباحث ينتقد هذه النظرة الساذجة والخاطئة التي تتجاهل حقيقة أن مشاعر عداء الجماهير للنظام الحاكم في كلا البلدين أقوى بكثير من المشاعر المعادية للولايات المتحدة، كما أن كلا النظامين يفرضان نفوذهما على السلطة رغم رفض شعبيهما وليس بسببهما.
ويؤكد التقرير أن المساعدات الأمريكية السابقة لم تقلل من معادة نظام الملالي للولايات المتحدة سواء في عام 2003 عندما أوقفت إدارة بوش العقوبـــــــات مؤقتـــــاً لإرسال 150 ألف رطــــــــل من الإمدادات الطبية وأكثر من 200 عامـــــــــل إغاثة على طائرات عسكرية لمساعدة الشعب الإيراني على التعافي بعد أن قتل زلزال 26 ألف شخص في إيران، أو في عام 2012 عندما رفعت وزارة الخزانة العقوبات مؤقتاً ضــد إيران بعد زلزال آخر.
سذاجة وجهل
ويقول الباحث: “يبدو أن الديمقراطيين السذج يجهلون الحقيقة الموثقة جيداً وهي أن أموال الإغاثة تختفي عندما تتدفق إلى إيران، فقد كشف بومبيو في الثالث والعشرين من شهر مارس (آذار) الماضي أن أكثر من مليار يورو مخصصة لمحاربة إيران لفيروس كورونا قد اختفت، وأن معدات الحماية الشخصية الممنوحة للمستشفيات الإيرانية قد تم بيعها في السوق السوداء. ويرى بومبيو أن جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني لرفع العقوبات الأمريكية لا تتعلق بمكافحة وباء كورونا، وإنما لجلب الأموال لقادة النظام».
وينتقد التقرير المرشح الديمقراطي المفترض لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، نائب الرئيس السابق أوباما، الذي أصدر بياناً في الثاني من أبريل (نيسان) الجاري يحض على تخفيف العقوبات عن إيران ويندد بقسوة إدارة ترامب وفشلها لمنع وصول المساعدة الإنسانية المطلوبة، وذلك على الرغم من حقيقة تقديم ترامب للمساعدة الطبية ومساعدة الأطباء الأمريكيين التي رفضها نظام الملالي في طهران.

إخفاق الاتفاق النووي
ويعتبر الباحث أن الإجراءات الاستثنائية الأخرى التي يطالب بها بايدن، مثل إصدار تراخيص واسعة لشركات الأجهزة الطبية وإنشاء قناة مخصصة للبنوك الدولية وشركات النقل وشركات التأمين وغيرها من الخدمات لمساعدة الإيرانيين، تضاعف العبء على الولايات المتحدة في الوقت الذي تكافح فيه شركات الأدوية والأجهزة الطبية لمواكبة احتياجات المرضى والمستشفيات الأمريكية لمواجهة كورونا.
وعلى الرغم من انتقادات بايدن لتخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي الإيراني؛ بحجة أنه أدى إلى نتائج عكسية وشجع إيران على أن تصبح أكثر عدوانية، إلا أن الباحث يؤكد تجاهل المرشح الديمقراطي حقيقة أن الاتفاق النووي لم يفعل شيئاً لكبح عدوان إيران. فبعد أشهر قليلة من التوقيع على الاتفاق، في يناير (كانون الثاني) 2016، احتجز الحرس الثوري الإيراني 10 بحارة من البحرية الأمريكية في المياه الدولية، بهدف إرغام جون كيري وزير الخارجية آنذاك على التفاوض لإطلاق سراحهم.
وفي ذلك الحين، أصدر كيري بياناً رائعاً مبدياً امتنانه للسلطات الإيرانية لتعاونها في حل هذه المسألة بسرعة. ويتوقع الباحث تكرار المزيد من هذه الأفعال إذا أصبح بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وربما يعود كيري إلى منصب وزير الخارجية مرة أخرى.

تمويل الإرهاب العالمي
ويقول الباحث: “نادراً ما يعترف الديمقراطيون بحقيقتين مهمتين في الاتفاق النووي، أولهما أن بنود الصفقة أدت إلى تأخير برنامج إيران النووي غير القانوني لمدة تتراوح بين 10 و15 عاماً، ولكنها في الوقت نفسه جعلته برنامجاً نووياً قانونياً عقب مرور هذه الفترة، وثانيهما أن إيران مارست الخداع منذ اليوم الأول للصفقة في ما يتعلق بمواقعها النووية وأبحاثها الخفية. واستخدمت إيران مليارات الدولارات التي حصلت عليها بموجب الاتفاق النووي لرعاية المزيد من الإرهاب، وهي الآن تسعى إلى المزيد من الأموال، ويبدو أن الديمقراطيين على استعداد تام للامتثال».
ويلفت التقرير إلى أن إيران سوف تنفق الأموال التي تحصل عليها من خلال تخفيف العقوبات على دفع رواتب حزب الله في لبنان والجماعات الإرهابية الأخرى التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق، كما ستقوم بتزويد وكلائها الشيعة في جميع أنحاء العالم، مثل الحوثيين في اليمن وحماس في غزة، بالصواريخ، فضلاً عن مواصلة إرسال الزوارق الحربية لمضايقة السفن الأمريكية في المياه الدولية، وتشكيل المزيد من المنظمات الإرهابية لقصف السفارات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.  ويختتم التقرير: “ليس من المؤكد أن يسقط نظام الملالي الديني في إيران بسبب انقلاب فيروس كورونا، وإن يكن ذلك محتملاً، خاصة لأن قدرات الحكومة المستمرة على قمع المتظاهرين وتمويل مؤيديها من الأمور الحاسمة للسيطرة على السلطة. ولا شك في أن تخفيف عقوبات الضغط الأقصى سيكون مثل منح نظام الملالي الذي يكافح من أجل البقاء قبلة الحياة للنجاة».


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot