يبدو أن موجة الخوف في انحسار:

لهذا لم يصب فيروس البريكسيت بقية أوروبا...!

لهذا لم يصب فيروس البريكسيت بقية أوروبا...!

-- تخلت أهم الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا عن الإشارة إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي
-- غياب أغلبية جماهيرية  في أي بلد داعمة للانسحاب من الاتحاد
-- إذا انحنت بروكسل أمام بوريس جونسون، فقد يغري الخروج بعض البلدان
-- تنظيم تدفقات الهجرة يتطلب اتخاذ تدابير على المستوى الأوروبي وليس الوطني
-- رغم بقاء الشعور المتشكك في أوروبا حيّا في العديد من البلدان، لا يوجد أي مرشح للخروج


لم تحدث العدوى. في أعقاب “نعم” البريطانية في الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016، تقاسم الجميع على نطاق واسع، الخوف من تأثير الدومينو في حفل التحليلات السياسية.
وبتشجيع من نجاح كل من نايجل فارج وبوريس جونسون، كان المناهضون لأوروبا يهللون ويطالبون بإجراء استفتاءات في جميع الدول الأعضاء السبعة والعشرين. “لقد بدأت المملكة المتحدة حركة لا يمكن وقفها”، توقّعت مارين لوبان في 24 يونيو، منتشية.

بعد ثلاث سنوات ونصف من التصويت، وبينما غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميًا، يوم الجمعة، يبدو أن موجة الخوف من أوروبا قد انحسرت. ولئن بقي الشعور المتشكك في أوروبا حيّا في العديد من البلدان، كما يتضح من اختراق القوميين في الانتخابات الأخيرة، فليس هناك أي مرشح “للخروج».

زيادة التماسك
    «من المفارقات، أن البريكسيت عزز تماسك السبعة والعشرين”، يحلل تيري شوبان، أستاذ العلوم السياسية في المدرسة الأوروبية للعلوم السياسية والاجتماعية، والمستشار الخاص لمعهد جاك ديلور (1). ويشير الباحث، الى ان “ الدول الأعضاء وقفت جبهة موحدة في مفاوضات البريكسيت، وظهرت كصورة مقابلة للانقسامات والفوضى البريطانية».
    رغم ان الامر كان أبعد من ان يتّفق عليه. فبين بلدان شمال أوروبا، مثل هولندا والسويد وحتى ألمانيا، الذين يتقاسمون أيديولوجية التجارة الحرة مع البريطانيين، واخرون مثل المجر “يتقاسمون نفورًا مشتركًا لتجاوز الحدود الوطنية والمزيد من الاندماج في الاتحاد الأوروبي”، لم تكن المملكة المتحدة تفتقر إلى حلفاء معلنين ولو بدرجات متفاوتة.
    «لقد توحدت جميع البلدان، يحسم تيري شوبان، كان هناك وعي بالحاجة المطلقة للحفاظ على سلامة السوق الموحدة والحريات الأربعة المتأصلة. وفي البلدان التي تقودها القوى الشعبوية القومية، تم أيضًا إدراك أن مغادرة الاتحاد الأوروبي تتضمن فاتورة كبيرة. تستهلك البلدان الشرقية الكثير من السياسة الزراعية المشتركة، والصناديق الإقليمية للاتحاد الأوروبي... وهكذا تغلّبت النفعية.

إحياء المشاعر الأوروبية
    ويذكّر الباحث، الذي شارك في إجراء دراسة حول هذا الموضوع (1)، أن الرأي العام أصبح بشكل عام أيضًا أكثر تأييدا للمشاركة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك داخل البلدان التي يقودها الشعبويون.
    إن مقياس اورو بارومتر، الذي يستطلع بانتظام شعور الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي في الدول الأعضاء، لا يترك مجالاً للشك. في آخر دراسة أجريت في أكتوبر 2019، اعتبر 59 بالمائة من الأوروبيين أن عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي أمر جيد، مقارنة بـ 11 بالمائة عضوية سيئة. في سبتمبر 2016، كان التقرير 53 بالمائة آراء جيدة مقابل 16بالمائة سيئة. وفي عام 2010، كان الفرق أكبر (49 بالمائة مقابل 18 بالمائة).

    «لا نجد في أي بلد غالبية من السكان داعمة للانسحاب من الاتحاد”، يتابع تيري شوبان. وعلى العموم، يبدو ان مماطلة الطبقة السياسية البريطانية، وتأثير البريكسيت على نمو البلاد(ضعيف) طيلة ثلاث سنوات، كانت بمثابة مُبَعِّد حسب رايه، موضحا انه “حتى فيما يتعلق بالهجرة، المركز العصبي للسردية المعادية لأوروبا، تظهر استطلاعات الرأي أن تنظيم تدفقات الهجرة يتطلب اتخاذ تدابير على المستوى الأوروبي وليس الوطني».

أسي المناهضين لأوروبا
   وشعورا منهم بتغيّر مسار الرياح، وان الخروج من الاتحاد الأوروبي أصبح أقل “جاذبية ومردودية” من وجهة نظر انتخابية، خففت الأحزاب المناهضة لأوروبا من غلوّها. فقد تخلى التجمع الوطني في فرنسا، والبديل من اجل المانيا، ورابطة سالفيني، عن أي إشارة إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي.

   وقبل عام، تخلى ديمقراطيو السويد (الحزب القومي المحافظ والمناهض للهجرة) عن الإشارة إلى سويكسيت، وأعلنوا أن أفضل طريقة لإصلاح الاتحاد الأوروبي هي تغييره من الداخل. ومن بين آخر المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، نجد فقط أحزابا ذات وزن انتخابي هامشي (الوطنيون، الاتحاد الشعبي الجمهوري في فرنسا).    إذن، الفريكسيت، والنيكسيت، والسويكسيت، أو حتى تشيكسيت، لم يحدث. الا ان المرحلة الثانية التي تبدأ في مسألة إعادة تعريف العلاقات التجارية ستكون في غاية الاهمية، يلاحظ الباحث، الذي يتساءل عما إذا سيكون هناك قدر كبير من التماسك في المرحلة الثانية من العملية. يبقى، إذا انحنت بروكسل أمام بوريس جونسون، الذي سيواصل ممارسة الضغط على مفاوضي الاتحاد الأوروبي، فقد يغري الخروج بعض البلدان.

   ان “الرهان في المفاوضات، هو الحيلولة دون وجود جار يصبح بطلًا للمنافسة القانونية”، يوضح تيري شوبان، لكنه يشير إلى أن التصريحات الأولى لميشيل بارنييه لا تسير في هذا الاتجاه... “لن نتأثر”، قال هذا الأخير في مقابلة حديثة مع لوجورنال دي ديمانش.
(1) تيري شوبان وكريستيان ليكسين، “ التفكك العكسي: البريكسيت وتماسك الاتحاد الأوروبي 27»، ستنشر في المجلة البريطانية للدراسات الأوروبية المعاصرة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot