ليلة القدر

ليلة القدر

بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مناجاته لله وتودده لمزيد من رحمته وعفوه ورضاه، وإذ بالله سبحانه وتعالى يملأ قلبه بالرحمة ونفسه بالطمأنينة، وإذا بعطاء الله وعلمه يتنزل على قلبه الطاهر فيتذوق القلب حلاوة القرب من الله، وكأن أرواح الرسل والأنبياء قد هبطت على قلبه. ويستوعب القلب معجزات الرسل وأسرار الأنبياء، وكلها من كلمات الله وخزائن كنوزه، وتتهادى الآيات القرآنية مؤكدة تنزلات السماء بقول الله تعالى” إنا أنزلناه في ليلة القدر”، فأصبح القلب مهبطا للتنزلات الإلهية ليمتلأ صدر الرسول بعلوم القرآن وحقائقه وذلك من أقدار الله التي تمثلت في حقيقة القضاء والقدر، وإن كانت العلوم والأسرار في قلب الرسول قدرا إلهيا فهي أيضا بمثابة التقدير الإلهي لخاتم الأنبياء والمرسلين. ويتحقق الرسول من قول الله تعالى “ إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر”، وتتوالى كلمات الله على قلب رسوله حتى أن القرآن الكريم وصف هذه الليلة بقول الله تعالى “ ليلة القدر خير من ألف شهر”. بينما شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هو شهر من أشهر الله، ذلك الذي يهتدي فيه المسلم لعبادة الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم الخالص لله. ويتقرب العبد إلى ربه ليحظى برضاه وقبول عبادته لأن تأثير ليلة القدر أكبر من ألف شهر من أشهر الله، من أجل ذلك تنزلت الملائكة من السموات العلا لتكون وراء كل سر من أسرار الله المنزلة على قلب رسوله، فوراء كل سر ملك وهذا ما يدعو الملائكة للتهافت على قلبه صلى الله عليه وسلم الممتلئ بأسرار الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وأينما كانت الملائكة في حشدها في السماء فإن هذا الحشد يمثل طبقة نورانية أو سماء من السموات العلا، فإذا ما تنزلت الملائكة فإن السموات تتنزل معها، فتنزلت الملائكة بأمر ربها وتتنزل بسبب ارتباطها بالأسرار والعلوم الإلهية، وتتنزل الملائكة بأنواعها ووظائفها وألوانها وأنوارها وقد التفّت حول الروح النورانية التى تفوق أنوار الشمس في سطوعها، وأحدثت التنزلات الملائكية ابتهاجا وفرحة بين السماء والأرض حتى أنه يصعب التفرقة بين ماهو سماء وما هو أرض، واستمرت الأنوار الملائكية حتى مطلع الفجر ليعيش الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة هانئة، وقد أسلم قلبه لله وانشرح صدره بأنوار الله واطمأنت نفسه الزكية بألطافه سبحانه وتعالى وبركاته ورحمته، ولم تعد النفس ينازعها خوف أو حزن أو يأس بعدما لجأت إلى السلام الإلهي وقد تجلى الله عليها باسمه السلام فسلام هي حتى مطلع الفجر، فأضاء الله سبحانه وتعالى قلب الرسول وقلوب المؤمنين من بعده بسلام من مصدر السلام فى ليلة القدر المباركة، التى تعود وتتكرر مع قلوب المؤمنين المحبين لله ولقرآنه العظيم، إنها الليلة الطيبة المباركة التى تدرك الإنسان فى قلبه، إنها سلام حتى مطلع الفجر، السلام الذى فيه الحياة وفيه الوقاية والأمن حتى بزوغ الفجر، الأمل فى ليلة القدر وحتى ينقشع الظلام ويطلع الفجر، حتى يعظم الإسلام وتنتشر كلمة الله سبحانه وتعالى فى الآفاق .
“سلام هى حتى مطلع الفجر” بظهور الإسلام وانتشاره دوما، فهي الليلة الحارسة والحافظة للمؤمنين والمسلمين في كل مكان حتى مطلع فجر النور والأمل المرتقب في كل عصر وفي كل زمان وفي كل مكان، إنها الليلة الموعودة التي وهبها الله لرسوله ليمنحه من أنواره ومن بركاته ومن رحماته .     


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot